«البكاء».. علاج طبيعي للجسد والعقل وفوائد غير متوقعة

الإماراتالسابعة الإخبارية

البكاء هو عملية طبيعية تحدث عندما يتأثر الشخص بمشاعر قوية مثل الحزن، الفرح، الغضب، أو الإحباط. بينما يعتبره الكثيرون رد فعل عاطفي مؤلم أو محرج، فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن للبكاء فوائد كبيرة تتعدى مجرد التعبير عن المشاعر.

يمكن أن يسهم البكاء في تحسين صحتنا النفسية والجسدية، ويعزز شعورنا بالراحة والشفاء. في هذا المقال، سنستعرض الفوائد المتعددة للبكاء من جوانب مختلفة.

تخفيف التوتر والضغط النفسي

عندما نواجه مواقف مؤلمة أو محطات صعبة في حياتنا، مثل فقدان شخص عزيز أو التعرّض لخيانة، قد نشعر بضغط نفسي هائل. البكاء في هذه اللحظات يساعد في تخفيف هذا التوتر.

ويُعتقد أن البكاء يفرز هرمونات تساعد على الاسترخاء، مثل الأوكسيتوسين، الذي يعزز شعورنا بالراحة بعد لحظات من البكاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن البكاء يساعد على إعادة التوازن العاطفي، مما يسهم في تخفيف المشاعر السلبية.

تحسين المزاج وتعزيز الشعور بالراحة النفسية

أظهرت الدراسات أن البكاء قد يساهم في تحسين المزاج بعد الانتهاء من البكاء. في الواقع، يمكن أن يشعر الشخص براحة كبيرة بعد البكاء، وهو ما يعرف بـ “الإحساس بالراحة بعد البكاء”.

هذه الراحة تأتي نتيجة لتحرير المشاعر المكبوتة وتفريغها، وهو ما يقلل من حدة القلق والاكتئاب. كما أن البكاء يسمح للشخص بالتعامل مع مشاعره بشكل صحي بدلاً من الكبت والتجاهل، مما يقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية.

تنقية الجسم من السموم والمركبات السامة

البكاء لا يقتصر على كونه مجرد رد فعل عاطفي، بل هو عملية فسيولوجية تساعد الجسم على التخلص من بعض المواد الكيميائية الضارة. أظهرت أبحاث علمية أن البكاء يمكن أن يساهم في طرد السموم من الجسم.

البكاء يُفرز بعض المواد الكيميائية في الدموع، مثل الكورتيزول (هرمون التوتر)، الذي يساعد الجسم في التخلص من التوتر والضغط. بعد البكاء، قد يشعر الشخص بشعور من التفريغ، وهو ما يساهم في الراحة العامة.

تعزيز العلاقات الاجتماعية

البكاء لا يساعد فقط في تحسين المزاج الشخصي، بل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقات الاجتماعية.

عندما يبكي الشخص أمام الآخرين، قد يعزز ذلك من ارتباطه العاطفي مع الأشخاص المحيطين به، البكاء يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الضعف الإنساني، ما يؤدي إلى دعم وتعاطف أكبر من قبل الأصدقاء والعائلة.

كما أن البكاء يساعد في بناء الثقة المتبادلة، حيث يشعر الشخص الذي يبكي بمزيد من الدعم النفسي من المحيطين به.

تعزيز الصحة الجسدية

البكاء يمكن أن يساعد في تحسين بعض جوانب الصحة الجسدية. مثلاً، البكاء يساعد في تخفيض مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يسهم في تقليل مستوى الضغط على الجسم.

كما أنه يساعد في تقوية جهاز المناعة من خلال التأثيرات النفسية الإيجابية التي يعززها البكاء، في بعض الحالات، قد يساعد البكاء أيضًا في تحفيز التنفس العميق، ما يعزز تدفق الأوكسجين إلى الدماغ والأعضاء الأخرى، وبالتالي يحسن الوظائف الجسدية بشكل عام.

البكاء كآلية للتعافي بعد الصدمات

البكاء يمكن أن يكون جزءًا من عملية الشفاء بعد تعرض الشخص لصدمات نفسية. قد يساعد البكاء في مواجهة المشاعر المكبوتة، ويُعتبر وسيلة للتعامل مع الحزن والألم الناتج عن أحداث مؤلمة.

البكاء للفرد بالتعبير عن حزنه بطريقة صحية، ما يساعده على فهم مشاعره والمضي قدمًا في عملية التعافي. بالإضافة إلى ذلك، قد يعمل البكاء كإشارة للجسم بأن الشخص في حاجة إلى الدعم والمساعدة.

البكاء هو جزء لا يتجزأ من التجربة البشرية، وهو ليس مجرد استجابة للحزن أو الألم، بل إن له فوائد صحية وعاطفية عديدة تساعد في التخفيف من التوتر، وتحسين المزاج، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وتنقية الجسم من السموم.

لذا، بدلاً من الشعور بالخجل من البكاء، يجب أن ندرك أنه عملية طبيعية تعزز من صحتنا العامة. يجب أن نتقبل هذه اللحظات وندرك أنها قد تكون مفتاحًا لشفائنا العاطفي والجسدي.

The post «البكاء».. علاج طبيعي للجسد والعقل وفوائد غير متوقعة appeared first on السابعة الإخبارية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السابعة الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السابعة الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى