أبناء يافع يجمعون 15.5 مليون ريال خلال أربعة أيام لرفع السيف عن اثنين من أبنائهم

في موقف يجسد أسمى معاني العطاء والتكاتف، استطاع أبناء قبيلة يافع، داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، تحقيق إنجاز إنساني فريد من نوعه، وذلك بجمع مبلغ 15,500,000 مليون ريال سعودي خلال أربعة أيام فقط، لعتق رقبة اثنين من أبنائهم، هما محمد عادل البعسي المنصوري ومحمد عبد السلام السقاف المنصوري، بعد أن كانا يواجهان حكم القصاص.

وقد عبر الشيخ أبو أحمد القحيم، أحد القائمين على هذه الحملة، عن عميق امتنانه لهذا التكاتف المذهل، قائلًا: “أبناء يافع لا يتأخرون عن فعل الخير، بل يتسابقون إليه كما لو كانوا يتسابقون على الأخذ، وهذا هو جوهر التجارة الرابحة مع الله”.

وأضاف القحيم أن الحملة، التي قادها الشيخ أبو أنس الصافي، شهدت تفاعلًا واسعًا من أبناء يافع في الداخل والخارج، حيث تسابق الجميع للمساهمة في سباق إنساني نبيل، يعكس قيم الشهامة والكرم المتأصلة في نفوسهم.

لم تكن هذه الحملة مجرد مبادرة خيرية، بل كانت ملحمة إنسانية تجسد روح الإخاء والتعاون بين أبناء القبيلة، الذين قدموا مثالًا حيًا على أن التكافل الاجتماعي هو صمام الأمان في الأوقات العصيبة.

وأشاد عدد من الناشطين والصحفيين على منصات التواصل الاجتماعي بهذا الإنجاز، معتبرين إياه نموذجًا يُحتذى به في التآزر المجتمعي، حيث استطاع أبناء يافع خلال أيام قليلة جمع مبلغ ضخم، ما يدل على قوة روابطهم الاجتماعية، وعمق إحساسهم بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض.

وأكد القائمون على الحملة أن نجاحها لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة طبيعية للإرث العريق الذي يحمله أبناء يافع في ميادين الخير و العطاء، حيث لم يكن الهدف فقط هو جمع المال، بل إرسال رسالة إنسانية مفادها أن التضامن الحقيقي قادر على تحقيق المعجزات.

وفي ختام الحملة، رفع القائمون عليها أكف الدعاء، سائلين الله أن يتقبل هذا العمل في ميزان حسنات كل من ساهم فيه، وأن يبارك في أموالهم وأعمالهم، مؤكدين أن التآزر المجتمعي هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمعات قوية ومتماسكة لا تترك أبناءها يواجهون المصاعب وحدهم.