الذكرى الـ58 ليوم الشهيد الجنوبي.. تجدد عهد الحرية والاستقلال
![](https://7adramout.net/wp-content/uploads/2025/02/b9687c6a-5acb-4339-a105-4852839142eb.jpg)
*دماء صنعت التاريخ
لم تكن تضحيات شهداء الجنوب وليدة اللحظة، بل هي امتداد لمسيرة كفاح طويلة بدأت منذ الاجتياح الشمالي للجنوب عام 1994، حيث واجه الجنوبيون آلة الحرب بصلابة وإصرار، رافضين الخضوع لقوى الاحتلال اليمني. وعلى الرغم من تداعيات تلك الحرب، إلا أن جذوة المقاومة لم تنطفئ، حيث تفجرت شرارة الحراك الثوري السلمي في عام 2007، لتشكل محطة مفصلية في مسيرة النضال الجنوبي.
وفي عام 2015، قدّم الجنوب قوافل من الشهداء خلال التصدي لغزو مليشيات الحوثي وقوات نظام صنعاء، فكانت الحرب بمثابة لحظة فارقة أعادت التأكيد على صمود الجنوبيين واستعدادهم للدفاع عن أرضهم حتى آخر قطرة دم. ومع مرور السنوات، استمر النضال، حيث واجه الجنوب محاولات تقويض أمنه واستقراره، مقدماً مزيدًا من التضحيات في معارك تثبيت الأمن ومواجهة الإرهاب والمخططات التي تستهدف قضيته العادلة.
*قصص بطولية
تمتلئ الذاكرة الجنوبية بمئات القصص البطولية لشهداء نذروا حياتهم لقضية شعبهم، فمنذ 1994 وحتى اليوم، شكلت تضحياتهم الأساس الصلب الذي بُنيت عليه تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم. هؤلاء الأبطال لم يكونوا مجرد أرقام، بل رموزًا للنضال والإصرار، من القادة العسكريين الذين سطّروا ملاحم بطولية في الميدان، إلى الشباب الذين خرجوا في مسيرات سلمية رافعين راية الجنوب، وصولًا إلى الأفراد الذين تصدوا للإرهاب والفوضى في مختلف الجبهات.
*وحدة الصف.. الوفاء الحقيقي
ومع حلول هذه الذكرى الوطنية، تتعالى الأصوات الداعية إلى تكاتف أبناء الجنوب، وتوحيد الجهود خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، باعتباره الحامل السياسي لقضية الجنوب، والقوة التي تعمل على استكمال مسيرة التحرير وبناء الدولة المستقلة.
ويرى مراقبون أن الوفاء الحقيقي لتضحيات الشهداء يكون من خلال تعزيز وحدة الصف الجنوبي، والالتفاف حول القيادة السياسية لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليًا قبل 21 مايو 1990. كما يؤكدون أن المرحلة الراهنة تتطلب مزيدًا من الوعي السياسي، لمواجهة كل المحاولات الهادفة إلى إضعاف الجنوب وزرع الفتن بين أبنائه.
*مسؤولية وطنية وأخلاقية
لا تقتصر ذكرى يوم الشهيد الجنوبي على إحياء المناسبات الرمزية، بل يجب أن تكون محطة لتعزيز الوعي النضالي، وترسيخ ثقافة الوفاء للشهداء من خلال استكمال مشروعهم الوطني. ومن هذا المنطلق، تتواصل الجهود في مختلف المحافظات الجنوبية لتخليد أسماء الشهداء، عبر إقامة الفعاليات، وتوثيق سيرهم البطولية، والتأكيد على أنهم ليسوا مجرد ذكريات، بل رموز حية تستمر في إلهام الأجيال القادمة.
*العهد مستمر
في ذكرى يوم الشهيد الجنوبي الـ58، يجدد الجنوبيون العهد على المضي قدمًا حتى تحقيق الهدف المنشود، مؤكدين أن تضحيات الشهداء لن تذهب سدى، وأن الجنوب ماضٍ بثبات نحو تحقيق حلمه في استعادة دولته المستقلة. فدماء الأبطال ستظل أمانة في أعناق الأحياء، ومسيرة التحرير ستستمر حتى تحقيق النصر الكامل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.