في ذكرى تأسيسها.. وكالة أنباء عدن..وصياغة التوجه السياسي لدولة الجنوب
تولت الوكالة إلى جانب التغطيات الإعلامية لكل فعاليات البلاد، ومايعتمل خارجها أيضا، توجيه ورسم السياسة الإعلامية اليومية لوسائل الإعلام المحلية، وكتابة التعليق السياسي عن الأحداث التي تجري وقتذاك في الوطن العربي والعالم عموما، وإبراز الموقف السياسي للدولة الجنوبية تجاهها.
فقد كتبت وكالة أنباء عدن، التعليق السياسي المعبر عن رأي وموقف الدولة بشكل اعتيادي ومستمر يصل احيانا إلى شبه يومي لاظهار موقف البلاد من الأحداث المهمة في كل أرجاء المعمورة، وتقوم الوكالة ببثه إلى وسائل الإعلام المحلية في العاصمة عدن والى كل بقاع الوطن، وكذا الى العالم ككل عبر الارسال الهوائي الحامل للأسطر المكتوبة من أجهزة التيكرز الى أثير موجات البث اللاسلكي.
واستنادا للموقف الذي كتبه وعبر عنه الكوادر الصحفية بوكالة أنباء عدن نجاه حدث عالمي ما، يتم إعداد المواد الصحفية الإعلامية المختلفة من قبل وسائل الإعلام الوطنية المقروءة والمسموعة والمرئية، وتعميمها داخليا وخارجيا وعلى سفارات وممثليات بلادنا في كل بلدان الدنيا.
كانت وكالة أنباء عدن مزارا يوميا لقيادات الدولة من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ووزارة الإعلام، واحيانا من قيادة رأس الدولة ذاتها، وذلك لمتابعة الأحداث العاجلة أو الساخنة في العالم آنذاك عبر نافذة الوكالة الاخبارية نظرا للثقة والمصداقية الإعلامية التي ميزتها، أو للتشاور حول الخطوط العريضة لصياغة التعليق والموقف السياسي الذي تكتبه الوكالة عن أي حدث عربي أو عالمي طارئ أو متناسل بتطوراته.
وقد ألتزم تلفزيون عدن وإذاعة عدن المركزية، والإذاعات المحلية بعدن وبقية محافظات الجنوب الست بالصياغات والسياسات للمواد الصحفية المرسلة من وكالة أنباء عدن وماتتضمنه من توجه يعبر عن الدولة وسياستها، كما ألتزمت الصحيفة الرسمية الأولى وقتذاك “14 أكتوبر”، وصحيفة الحزب الحاكم “الثوري”، وصحيفة الشرارة بحضرموت وغيرها من الصحف والمجلات والنشرات الصادرة بالمحافظات، بالصيغ الإخبارية التي ترسل من الوكالة كونها من يقود دفة السياسة الإعلامية في البلاد ويحدد أولوياتها، وتترجم الرؤية الفكرية للدولة ونهجها.
واتسمت وكالة أنباء عدن بوجود كادر صحفي متميز امتلك المهارات الصحفية، والقدرة على قراءة المشهد السياسي الدولي وتحديد موقف الدولة وقيادتها منه.
وعرف عن كادر الوكالة ثقافتهم المتعددة والواسعة، واطلاعهم ومتابعتهم الدائمة لمجمل القضايا والأحداث داخل وخارج البلاد، مما اكسبهم التقدير والاحترام، فلم يسمح بتاريخ الوكالة أن يتوظف كادر جديد فيها دون أن يمر تدريجيا على كل اقسام العمل الصحفي بدءا من الارشيف إلى قسم البث للاخبار، إلى الرصد الاذاعي والاستماع السياسي، إلى إعادة التحرير الصحفي للاخبار الدولية، وصولا إلى قسم صياغة الأخبار المحلية العامة والتخصصية، وحتى كتابة التعليق والتحليل السياسي..، وطوال مدة المرور في هذه الرحلة والعملية التطبيقية للكادر الصحفي في الوكالة، يكون قد اكتسب خبرة كبيرة بكل مراحل الأداء الصحفي، واسرار المهنة ودهاليزها، واطلع على كل التجارب التي رافقها وتعلم منها، وتعرف عمليا على أساليب الصياغة الخبرية، وكتابة التقارير الصحفية، والتحليل والتعليق الصحفي، إضافة للتعرف على العمل الفني المرتبط بالاداء الإعلامي، كاستخدام كاميرا التصوير، وجهاز التسجيل الصوتي، وطباعة الخبر على التيكرز، وتسغيل واستخدام أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية، ناهيك عن الإلمام بقراءة الرموز المشفرة للشريط المخرم للاخبار عبر أجهزة التيكرز.
لقد اضطلعت وكالة أنباء عدن بدور اعلامي مهم في مساندة توجهات الدولة الجنوبية والحفاظ على سيادتها وهويتها طوال عقود من الزمن، وهذا ما جعلها ضمن أعلى قائمة المواقع المستهدفة من نظام الغزو العفاشي، الذي سعى لاغماط مكانة هذه الوكالة الجنوبية، وإلغاء دورها، وتهميش كوادرها، ادراكا منه لخطورة هذه المؤسسة الإعلامية على سياسة الاحتواء والطمس التي مارسها ضد الجنوب.
وإثر قيام نظام الغزو العفاشي بشن حربه الغادرة على الجنوب في 1994م، دبت الحياة مجددا في وكالة أنباء عدن بعد غيبوبة مؤقتة، وقامت حينذاك – رغم تعرض مبناها للقصف – بتلبية الواجب في ظل ظروف الحرب القاسية، وقامت الوكالة بدورها الإعلامي القوي بمساندة القوات الجنوبية المدافعة عن خيارات الشعب باستعادة دولته الجنوبية المغدورة، وتحول مبنى الوكالة أثناء الحرب 1994م إلى جبهة إعلامية، استطاعت أن تدافع اعلاميا عن هويتها الجنوبية، وتوصل صوت ورسالة شعب الجنوب للعالم اجمع، وظلت الوكالة بعدن وفرعها بالمكلا خلال حرب غزو الجنوب 1994م، تقاوم بالقلم والحرف والخبر والصورة وتنقل اخبار القيادة والشعب الجنوبي للعالم كله، واستمرت بذلك الجهد حتى الساعات بل اللحظات الأخيرة قبيل احتلال مدينتي المكلا، وعدن.
كانت وكالة أنباء عدن آخر المؤسسات الإعلامية التي توقفت عن العمل وممارسة نشاطها الصحفي عقب دخول جحافل عفاش إلى مكاتبها بعدن والمكلا 5 / 7 يوليو 1994م.
واستشعارا لخطر ودور الوكالة تفنن قادة الغزو بعد العام 1994م، بابتداع الأساليب للتضييق على كوادرها بل ووأدها، وطمس تاريخها…
ماتقدم غيض من فيض عن تاريخ ومآثر وأدوار وكالة أنباء عدن، ومايوسف له أن تمر ذكرى تأسيسها (7 فبراير) دون أن يتم الإشارة إلى أدوارها الإعلامية ومواقفها النضالية في الساحة الإعلامية، وإلى تضحيات كوادرها الذين يعانون من التهميش والاقصاء منذذاك، ولم يتم تكريم كوادرها الذين صنعوا مجدا اعلاميا مشهودا وخالدا في دولة الجنوب.
دعوة إلى كل المخلصين للعمل على إعادة وهج الوكالة، وتفعيل دورها الوطني لخدمة قضية الشعب الجنوبي، وسيظل الإعلام أعرج غير مكتملة أركانه مالم تكن وكالة الأنباء هي ركيزته الأساسية.
تحية حب وتقدير واعتزاز لزملائي ورفاقي الصحفيين والفنيين والإداريين في وكالة أنباء عدن في ذكرى تأسيسها، تحية لمن تقاسمنا معا سنوات الاجتهاد والاخلاص للعمل، وللرسالة الصحفية الصادقة، بعيدا عن أي مغريات غير حب هذا الوطن وشعبه الجنوبي الصامد بشموخ جبال شمسان وردفان وظبظب وعصم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.