مركز فرنسي دولي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أعادت القرصنة البحرية بقوة
قال “مركز التعاون والتوعية بالمعلومات البحرية” الفرنسي والمعروف باسم (ميكا)، إن القرصنة البحرية وخاصةً قبالة سواحل الصومال عادت بقوة مرّة أخرى وبزيادة أكثر من 110% في عام واحد، بعد عدّة سنوات من التراجع، وذلك في ظل التوتّر في البحر الأحمر والهجمات التي شنّها الحوثيون على السفن التجارية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأوضح مركز الخبرة المكرّس للأمن البحري، والذي يضم القوات البحرية من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والبرتغال، أن الهجمات المتكرّرة من قبل الحوثيين والتي استهدفت 124 سفينة خلال العام الماضي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أدّت إلى إعادة توجيه حركة الملاحة البحرية بشكل جماعي عبر رأس الرجاء الصالح.
وأكد في تقريره السنوي لعام 2024- اطّلع عليه “اليمن اليوم”- أنه على خلفية التوتّرات الدولية المتصاعدة، التي اتسمت بها الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، فإن الصراعات المسلّحة على الأرض تنتشر بشكل متزايد إلى المناطق البحرية، ما يؤثّر على حرية الملاحة وسلامة البنية التحتية للموانئ.
ويحدّد التقرير ويصف الأحداث التي تؤثّر على الأمن البحري في جميع أنحاء العالم في عام 2024. ويقدّم نظرة عامة مفصّلة على الوضع الحالي، فضلاً عن تحليل غير مسبوق لتطور التهديدات البحرية.
وشنّت الميليشيا الحوثية الموالية لإيران منذ نوفمبر 2023 هجمات عسكرية على السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي، بهدف تعطيل التجارة وحركة الشحن الدولي في الممرّ المائي الاستراتيجي، ما ألحق أضراراً اقتصادية كبيرة بدول المنطقة، علاوة على تعطيل العملية السياسية وعرقلة الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن والتوصّل لتسوية سياسية شاملة.
وردّاً على هجمات الحوثيين التي تستخدم فيها الصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات والزوارق المسيّرة، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منذ 12 يناير 2024 ضربات جوية مركّزة تستهدف مواقع عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين بينها منصّات إطلاق الصواريخ.
وفي الـ 10 من يناير نفّذت مقاتلات حربية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية هجمات منسّقة ضد مواقع عسكرية للحوثيين ومحطات كهرباء في صنعاء والحديدة وعمران، عقب محاولات الحوثيين استهداف الأراضي الإسرائيلية والسفن العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر.
وأكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن في تقرير أن آلاف الصيّادين اليمنيين يحرمون من مصدر رزقهم وهو ساحل البحر الأحمر في اليمن، ويعيشون بخوف وانعدام الأمن بعد أن كان مصدر رزق أسرهم وعائلاتهم، مشيرةً إلى أن الساحل أصبح معقلاً للحوثيين المدعومين من إيران لمهاجمة السفن التي تمرّ عبره.
ففي محافظة الحديدة (غرب اليمن) وحدها لم يتمكّن نحو 10 آلاف صيّاد من العمل كالمعتاد بسبب هذا الخطر.
وفي بلد يعاني فيه 17 مليون شخص من الجوع فإن هجمات الحوثيين على الشحن البحري تزيد الأمور سوءاً وترفع التكاليف.
وقال التقرير “حان الوقت أن تتوقّف هذه الهجمات الإرهابية المضرّة بحق اليمن والعالم”.
وواجه البحر الأحمر، وهو ممر حيوي لنحو 30% من حركة الحاويات في العالم، أزمة شحن على نطاق غير مسبوق في الوقت الحالي.
وأدّت أزمة الشحن في البحر الأحمر إلى ارتفاع أسعار الشحن وتكاليف التأمين على الشحن البحري، ما ساهم في التضخّم وأثّر سلباً على اقتصادات الشحن الإقليمية والدولية.
وأدّى استخدام طرق الملاحة الطويلة التي فرضتها الأوضاع الحالية إلى زيادة مسافات السفر لسفن الشحن والناقلات بنسبة تصل إلى 53%، ما تسبّب في ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب حرق الوقود الإضافي.
وانخفض حجم حركة المرور عبر قناة السويس الإستراتيجية ومضيق باب المندب بأكثر من 60%، في حين شهد المسار البديل عبر طريق رأس الرجاء الصالح زيادةً بنسبة 100% في أنشطة الملاحة البحرية.
وفي 19 ديسمبر 2023 أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية تحالف “حارس الازدهار”، وهو تحالف بحري متعدّد الجنسيات يهدف لشنّ عملية عسكرية للرد على الهجمات التي تشنّها قوات الحوثيين على السفن الإسرائيلية والمملوكة لإسرائيليين والمتجهة إلى إسرائيل أو المرتبطة بها في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
كما أطلقت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في 19 فبراير 2024 مهمة “أسبيدس” التي يقع مقرّ عملياتها في اليونان، تماشياً مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2722.
وترمي المهمة إلى تحقيق أهداف ثلاثة رئيسة هي “حماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين، وضمان عبورها الآمن في مضيق باب المندب، وتعزيز الوعي بالأمن البحري”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.