مقتل جندي متأثراً بجراحه إثر اشتباك مع مهربي المخدرات في المهرة

في مشهد يحمل من معاني الفداء والتضحية أبعاداً عديدة، ارتقى اليوم الجندي البطل “عبدالملك علي أحمد ناجي الحوشبي”، أحد أبناء مديرية المسيمير بمحافظة لحج، إلى الرفيق الأعلى، شهيداً في ميدان الواجب الوطني، متأثراً بإصابته البالغة التي تعرض لها قبل يومين.

ووفقاً لمصادر أمنية، فإن الشهيد الحوشبي كان قد أصيب بطلق ناري مباشر، وذلك أثناء مشاركته في اشتباك مسلح عنيف دارت رحاه في “محور الغيضة” بمحافظة المهرة، حيث كانت القوات الأمنية تتصدى لعصابات مسلحة تسعى لتهريب المخدرات عبر الحدود والمناطق الساحلية.

ظروف الاستشهاد وتفاصيل الاشتباك

تشهد محافظة المهرة تحركات أمنية مكثفة لتأمين الحدود ومنع تسلل العناصر الإجرامية والمهربين الذين يستغلون التضاريس المعقدة لتنفيذ أنشطتهم غير المشروعة.

وفي هذا السياق، كان الشهيد الحوشبي يتقدم صفوف القوات الأمنية عندما فُوجئ بإطلاق ناري كثيف من قبل المهربين، مما أسفر عن إصابته إصابة خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى، حيث ظل يرزح تحت العلاج لمدة يومين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة اليوم، رافضاً الرحيل عن الحياة إلا بعد أن أدى واجبه بالكامل.

تضحيات تُسجل بأحرف من نور يأتي استشهاد الجندي الحوشبي ليضيف اسماً جديداً إلى قائمة الخلود، وليؤكد مجدداً عظيم التضحيات التي يقدمها رجال الأمن والجيش يومياً بعيداً عن الأضواء.

فهذه الروح الطاهرة التي رحلت اليوم جسدت المعنى الحقيقي للواجب، حيث يواجه رجال الأمن بمهنية عالية مخاطر جسيمة في التصدي للأنشطة الإجرامية، لاسيما عمليات تهريب المخدرات التي تهدد نسيج المجتمع وسلامة الشباب.

وفي ختام هذا المشهد الحزين، ينعي الوعي الوطني والاجتماعي هذا البطل الغالي، مقدراً صبر أسرته وتحملها لفقد معيلها، موقناً أن دماء الشهداء ستظل الضمانة الحقيقية لحماية اليمن وأمنه واستقراره، وستبقى طريقاً يضيء الدرب أمام بقية رجال الأمن لمواصلة المسيرة في محاربة الجريمة والفساد.