الذكرى الثانية لمئوية شهيد الوطن العميد طيار فضل علي محمد النقيب
شكرا لكم اشرف الرجال .. ووداعا آخر النبلاء
(نحن اصحاب مبدأ ،اهدافنا كبيرة وعظيمة ،واستعدادنا للتضحية كبير بحجم أهدافنا)*
ساعات محدودة كانت الفارق بين هذه العبارة الصادقة التي نشرها الشهيد الثائر *العميد طيار فضل علي محمد النقيب* على حائطيه في الفيس بك والواتس أب ، وبين لحظة ترجله شهيداً، فرحمة الله تغشاه وتغشى كل رجالات القضية والثورة الجنوبية ،، والحمد لله القائل انما المؤمنون الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ،، والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه …
*يصادف يوم غدا الخميس الموافق ٢٥ يوليو ٢٠٢٤ م الذكرى الثانية لمئوية الشهيد البطل اخي ومعلمي وقدوتي (ابو هارون) عميد طيار فضل علي محمد النقيب*
هذه الذكرى التي مع تعبيرها عن هول الفقد، وفداحة الخسارة ، وعظم المصاب ، الذي لايسعني امامهن جميعا، الا ان اقول: انا لله وانا اليه راجعون ، وعظم الله اجر الجنوب واجرنا واجر الجميع.. وبهذه المناسبة والذكرى الحزينة والغالية اسمحوا لي بان اعبر عن بعض ما يجول في النفس، تجاه شهيدنا جميعا ، مقرا اولا واخرا بأن كلماتي اعجز من ان تبلغ المرام وتحقق المقصد، فليس هناك ماهو أصعب على الانسان من ان يرحل عنه من كان له والداً واخا ومعلما وقدوة وسندا .. وها أنا اعترف واقر باني وكلما حاولت ان اسيطر على الحروف لأرتبها في صفوف وسطور تتحدث عن هذه الذكرى وتليق بشموخ وعزة الشهيد البطل، اجد نفسي عاجزا واجد ان كل محاولاتي تقودني لملخص فحواه: ان الخسارة فادحة، وانك كوالد واخ وقائد ومناضل لن تتكرر…وان رحيلك كان مبكرًا، فكانت الصدمة عظيمة بعظمة رجل يعد الحديث عنه حديث عن التضحية والايثار ،عن البساطة والنقاء الثوري، عن الصمود بوجه العواصف والمنعطفات بكل أنواعها، حديث عن رجل يمكنك معه أن تتعلّم المعنى الحقيقي للثبات والصبر،و التجسيد الثابت لمعنى الشموخ والتواضع، حديث عن رجل يمكنك معه أن تتعلّم كيف للإنسان أن يمتلك مشروعًا وطنيًا ثابتًا، يواجه العالم في سبيله بكل ما يمتلكه من مبادئ ويبتسم، يقاوم الحياة بكلّ قسوتها وينتصر، يتلقى صفعاتها بشجاعةٍ ويصمد، يتوجع ولا ينكسر، يتعثر ثم ينهض، ويعاود القتال من جديد ، رجلا امتلك عزيمة استثنائية في قهر الصّعاب، فعاش واستشهد كما عهده الجميع بشخصيته النقية والنظيفة، بحياته البسيطة وابتسامته الدائمة، وملامحه الجبلية، التي تشبه الأرض التي ينتمي إليها كمناضل وقائد وانسان ، مؤمن، ومثقف ، وصادق ، وزاهد، لم يكترث يوما لمصلحة خاصة ولا التفت لسوى الجنوب وخيره امة ووطن ،مدركا وموقنا -رغم كل الصعوبات والمعاناة والعراقيل والمغريات – بان النضال الحق والقيادة الحقيقية ليست اقوال وتنظيرات ، لاتربط القول بالفعل، وتحول النظريات الى سلوكيات، ابرزها وفقا لمنهاج الشهيد ،ان يحكتم كل مضمار نضالي وثوري، لان يكون السبق والتسابق من اجل الوطن وليس عليه ..
الكلمات حقيقة اضيق من ان تتسع لمصيبة بحجم الشهيد ، ولا لرحلة الام وامال الشهيد ورفاقه الذين تقاسم معهم ثقل حمل القيم الثورية والوطنية التي امن وآمنوا وعاش وعاشوا واستشهد واستشهدوا أو بقوا وهو واياهم متسلحون ومتسربلون بها، وبرحيله واستشهاده -رحمة الله تغشاه- ترك فراغاً كبيراً في دنيانا وارواحنا،لن يسده بعده احد، ولاعزاء لنا فيه،سوى بسيرنا على نهجه،واحياءمآثره الطيبة ،تاسيا بالسيرة العطرة له ولامثاله من الابطال، الذين كانوا وسيضلون مشاعلاً تنير حياتنا وحياة اجيالنا القادمة …..وهنا وفي هذه السطور التي اخطها بمناسبة ذكرى مئويته الثانية اسمحوا لي ان اتقدم بالشكر والامتنان والعرفان للجميع ،، وان اخص بشكري رفيق رحلة حياة الفقيد،الذي ضرب أروع أمثلة صدقيةإحترام من قاسموه ايمانه بقيم ومبادئ فكرية سامية وسلوكيات نضاليةإنسانية نبيلة ترجمتها أقوال وأفعال وفائه للشهيد *سيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي* ،قبطان سفينة ثورتنا المباركة ، وصمام امانها ، ومعه لقيادات مجلسنا الانتقالي الجنوبي في المحافظة والمديرية لمبادرتهم ووقوفهم الى جانبنا منذ اللحظات الأولى لاستشهاد شهيدنا البطل ،وقيامهم بالدور الاساسي الخاص بتجهيز وتنظيم موكب تشييع مهيب يليق بدور ومكانة الشهيد ،ومثلها لدورهم المحوري المتعلق بتشكيل لجان الاعداد والجمع والاشراف الخاصة بجمع وتوثيق التراث النضالي والادوار الثورية لشهيدنا، وضمها واخراجها في كتاب يرتقي لمستواه ، شكر وثناء وامتنان لكل ذلك ، ولدورهم المحوري في التحضير لتلك المئوية الكبيرة التي يصادف يوم غد الخامس والعشرين من يوليو الذكرى الثانية لها، والتي تبنوا ودعموا واشرفوا وشاركوا في اقامتها معبرين بذلك عن وفائهم كقيادة ورفاق درب للشهيد، ووفائهم لشهداء ثورة وطنهم وامتهم ، الذائدين بأرواحهم عن قضيته العادلة ، فتحية لهم ولكم ، وتحية لاعضاء اللجان التي تولت مهام اعداد كتاب شهيدنا ،وعلى راسهم اعضاء لجنة الاعداد الاساتذة الافاضل ابو رعد الساحر الجحافي / وليد عبدالله محمد / محمد علي عبيد المردعي، ومعهم للجان جمع المادة واللجان الاشرافية والاستشارية، ولكل من شاركهم في انجاز مهامهم تلك ، ولمن اسهموافي اقامة تلك المئوية المباركة بجهود بذلوها فدلت على وفائهم وشعورهم بالمسؤلية ، وتحليهم بسجية الوفاء تجاه شهيدنا من ناحية ، وتجاه القضية الوطنية التي قدم عصارة جهوده في سبيلها طيلة سنين عمره التي لم تتعدى ستة وخمسون عاما بدأت في منتصف اكتوبر ١٩٦٦ للميلاد وأختتمت باستشهاده في محراب الكرامة ومتارس الصمود جبهة الجب صبيرة الحدودوية مقبلا غير مدبر ليلة العاشر من مارس من العام ٢٠٢٢ للميلاد ، راضيا بذلك في سبيل امته ووطنه وقضيته المتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية المدنية العادلة بكامل سيادتها على ثرى الجنوب وحدوده المتعارف عليها ماقبل ماساة مايو ١٩٩٠م….
لهم الشكر ولكم جميعا ،،ورحمة الله على الشهيد الذي علمنا ان لاشيئ في هذه الحياة يعلو على الايمان بالله الواحد الاحد، وبعده بالحق والوطن ، وان كل الماديات والمضاهر الدنيوية المزركشة هي ارخص ماتكون عند اصحاب المبادئ والقيم الصادقين مع انفسهم ومع محيطهم، رحمة الله على الشهيد البطل الذي نعتز نحن اخوانه وابناؤه وعائلته به لانه عاش غنيا بمبادئه وزهده، متمسكا بقيمه، وقانعا من كل مايلهث وراؤه كثيرون من البشر ، نعتز بغنى النفس والصدق والشفافية والصراحة والمحبة للخير والوفاء، التي كانت ابرز سماته، مثلما نعتز بمراحل حياته الثورية الصعبة وبحالته القاسية من الناحية المادية ، نعتز ونفخر بئرثه النضالي فعلا ، وبئرثه الفكري المكتوب والمتماهي صدقا بقيم الاستقامة والنبل والنزاهة والعطاء ، نعتز بكنز محبته للناس ومحبة الناس له ، نعتز بما علمنا اياه من دروس يختصرها ايمانه اليقيني بأن :
الانسان في هذه الدنيا لايعدو كونه الموقف الصادق ، والمبدأ الثابت، والخلق السامي المقترن بالسلوك المتواضع والرفيع،،
مصابنا باستشهاده جلل وفادحتنا اليمة وحزننا عميق، ولكنها اقدار الله التي لايسعنا الا التسليم بها ، رافعين ايدينا وداعين له بالرحمة والمغفرة، وان يكون سبحانه قد اصطفاه إلى عنده وهو راضٍ عنه، وان يكرمه في الاخرة كما اكرمه في الدنيا ،، رحمك الله يا من جسّدتَ القضية في شخصك، فكنت الثائر الصادق الفضل والفاضل و النقيب لنا ولقضيتنا ،
فرحمة الله عليه يوم ولد ورحمة الله عليه يوم استشهد كاب واخ وقدوة لنا، وابن بار للجنوب التي انجبته وانجبت رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا،،ولايسعني هنا إلا ان اترحم على روحه الطاهرة وأسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ، مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً .
الخلود للشهداء والشفاء للجرحى والنصر للجنوب
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.