اخبار الوداد البيضاوي : الوداد الرياضي يراهن على أيمن الوافي… صفقة نوعية تؤكد تحوّلًا استراتيجيًا في سياسة هشام أيت منا

يحلّ المدافع الدولي المغربي أيمن الوافي، اليوم، بمدينة الدار البيضاء من أجل ترسيم تعاقده رسميًا مع نادي الوداد الرياضي، في صفقة تُعد من بين الأبرز خلال الفترة الأخيرة، بالنظر إلى القيمة الفنية والمالية للاعب، التي تُقدَّر بحوالي أربعة ملايين يورو.
وتعكس هذه الصفقة توجهًا واضحًا لإدارة الوداد نحو تعزيز تركيبته البشرية بعناصر من الصف الأول، قادرة على تقديم الإضافة الفورية داخل الملعب، وفي الوقت ذاته تمثل رهانًا استثماريًا على المدى المتوسط والبعيد.

فالتعاقد مع لاعب بقيمة الوافي من شأنه أن يجعل الفريق الأحمر رقمًا صعبًا في منافسات البطولة الوطنية، وكأس الكونفدرالية الإفريقية، فضلًا عن فتح آفاق مالية واعدة في سوق الانتقالات مستقبلًا.
ويراهن الوداد على أن يمنح أيمن الوافي الإضافة الدفاعية المطلوبة، خاصة إذا ما نجح في فرض نفسه بشكل قوي داخل التشكيلة، وهو ما قد يعيده إلى الواجهة رفقة المنتخب الوطني المغربي، ويجعله محط أنظار أندية الدوريات الأوروبية الكبرى، ما يسمح للنادي بتحقيق أرباح مهمة من عملية بيعه مستقبلاً، وهي نقطة يشتغل عليها رئيس النادي هشام آيت منا بشكل واضح.
ويبدو أن آيت منا وضع لنفسه تحديًا يتمثل في التعاقد مع لاعبين من المستوى العالي، وهي سياسة قد تبدو للبعض مجازفة مالية، غير أن المؤشرات الحالية تؤكد أن الرجل يتحرك وفق رؤية مدروسة.

ويبرز ذلك من خلال تمسك الوداد بعدد من ركائزه، على غرار المدافع البرازيلي فيريرا، الذي يتوفر على عرض مالي كبير يُعد من بين الأعلى في الدوري، إضافة إلى زميله الهولندي بارت، في خطوة تعكس رغبة النادي في الحفاظ على توازنه التقني وعدم التفريط في عناصره الأساسية بسهولة.
وفي السياق ذاته، يندرج اسم حكيم زياش ضمن هذه المقاربة، إذ إن تألقه المحتمل بقميص الوداد قد لا يدوم طويلًا، بالنظر إلى قيمته وخبرته، ما يفتح المجال أمام استفادة مالية أكبر للنادي في حال انتقاله لاحقًا.
ويُعد توجه هشام آيت منا نحو الاستثمار في لاعبين شباب يمتلكون هامش تطور كبير إلى جانب خبرة تنافسية، امتدادًا لتجربة ناجحة سبق أن خاضها مع نادي شباب المحمدية، حيث مرّ عدد من اللاعبين الذين تألقوا لاحقًا مع أندية كبرى مثل الرجاء الرياضي ونهضة بركان والوداد نفسه، من بينهم العسال، وبلكسوت، ولحرار، وتحيف وغيرهم.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن رئيس الوداد يفاوض في الوقت الراهن أكثر من لاعب أولمبي، خاصة من منتخب أقل من 20 سنة، كما كان قريبًا من التعاقد مع الدولي المغربي ياسين جسيم خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، قبل أن يتحول اليوم إلى واحد من الأسماء المطلوبة بقوة من طرف أولمبيك مارسيليا وأندية أوروبية أخرى.
بهذه السياسة، يؤكد الوداد الرياضي دخوله مرحلة جديدة تقوم على المزج بين التنافسية الرياضية والاستثمار الذكي، في محاولة لاستعادة مكانته القارية، وبناء مشروع مستدام قادر على فرض نفسه محليًا وإفريقيًا واقتصاديًا.