اخبار السعودية : الروبيان السعودي.. قصة نجاح من الصحراء إلى العالم

أثير الغامدي، نوره العتيبي، دلال المطرفي، لين خالد

شهد قطاع الاستزراع المائي وإنتاج الربيان في المملكة العربية السعودية تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة؛ نتيجة الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع الحيوي، وقد بدأت المملكة تجربة الاستزراع المائي منذ أوائل الثمانينيات، لتصبح اليوم واحدة من أبرز الدول العربية في إنتاج الروبيان المستزرع، بما يدعم تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البحرية. ويُعد الروبيان من أهم الكائنات ذات القيمة الاقتصادية العالية، نظرا لارتفاع جودته وقيمته الغذائية، إضافة إلى كونه أحد أبرز المنتجات التي تسهم في تنمية العوائد غير النفطية.

ورغم الطبيعة الصحراوية للمملكة ومواردها المائية المحدودة، استطاعت تطوير بنية تحتية قوية للاستزراع المائي، مما أسهم في رفع الإنتاج وتحسين جودة المنتج الوطني، مما جعلها وجهة موثوقة لتصدير الروبيان إلى أسواق العالم حيث تصل منتجاته إلى أكثر من 32 دولة حول العالم.

وتشير تقارير الهيئة العامة للإحصاء لعام 2024، إلى أن إجمالي المصيد من المصائد البحرية في المملكة بلغت 85.3 ألف طن ، كما بلغت كمية الروبيان (الجمبري) من المصائد البحرية 15.6 ألف طن، استحوذت مصائد الخليج العربي منها على الحصة الأكبر بكمية مصيد بلغت 14.7 ألف طن بنسبة 93.9% من إجمالي مصيد الروبيان في المملكة لعام 2024 ، إضافة إلى ذلك بلغ إنتاج الروبيان من مشاريع الاستزراع السمكي 71.7 ألف طن لعام 2024.

وقد أسهم هذا التوسع في تعزيز القدرة التصديرية للمملكة، إذ باتت المنتجات البحرية السعودية تصل إلى دول عديدة أبرزها الصين وكوريا الجنوبية واليابان، مما يعكس ثقة الأسواق الدولية بجودة المنتج السعودي ، كما تلعب الشركات الوطنية دورا محوريا في دعم هذا النمو، حيث تصدر المجموعة الوطنية للاستزراع المائي لقوا”، و التي تعد من أكبر الشركات المنتجة والمصدرة للروبيان في المنطقة.

وتعمل الشركة على التوسع نحو أسواق جديدة في أوروبا وأمريكا الشمالية، في ظل الطلب المتزايد على الروبيان السعودي عالي الجودة ، وقد شهدت الأسواق الأسيوية أيضا توسعا مهما، وتشير التوقعات الحديثة إلى استمرار نمو قطاع الاستزراع المائي في المملكة خلال السنوات المقبلة، مدفوعا بالدعم الحكومي المباشر، والتوسع في مشاريع الاستزراع، وارتفاع الطلب العالمي على المنتجات البحرية.

وأعلن المهندس وليد الشويرد، مدير إدارة الزراعة في فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، خلال تدشين النسخة الرابعة من مهرجان الروبيان 2025 في مشروع الرامس بوسط العوامية، عن توقعات رسمية متفائلة بأن ينجح الموسم الحالي في كسر هذا الرقم وتسجيل معدلات صيد قياسية جديدة، استناداً إلى المؤشرات الأولية التي رصدتها الوزارة منذ انطلاقة قوارب الصيد هذا العام.

ويمثل تطور قطاع الاستزراع المائي في المملكة العربية السعودية انعكاسا مباشراً للاستثمار المستمر في تنمية الموارد البحرية وتعزيز القدرة الإنتاجية الوطنية ، ومع تزايد الطلب العالمي على الروبيان السعودي وتنامي قدرات الشركات الوطنية في الإنتاج والتوسع ، يتوقع أن يواصل قطاع الاستزراع المائي دوره المحوري في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، عبر تطوير بنية تحتية بحرية متقدمة، ورفع كفاءة الإنتاج المستدام، وتعزيز الابتكار في تقنيات الاستزراع المائي ، وترسيخ مكانة المملكة كمنتج ومصدر رئيسي للروبيان والمنتجات البحرية عالية الجودة.