حبوب إلكترونية .. سلاح توخيل الذكي لمواجهة حرارة كأس العالم

في ظل استعداداته الجادة لمنافسات كأس العالم 2026، قرر المدير الفني لمنتخب إنجلترا، توماس توخيل، انتهاج أسلوب غير تقليدي لمواجهة الحرارة المرتفعة المنتظرة خلال البطولة، التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ففي مدن مثل دالاس ومونتيري، تتجاوز درجات الحرارة بانتظام حاجز 30 درجة مئوية، مع رطوبة مرتفعة تصل أحيانًا إلى 93%، ما يشكل تحديًا بدنيًا هائلًا للاعبين. وبدلًا من الاعتماد على التدريبات المعتادة، لجأ توخيل إلى محاكاة هذه الظروف القاسية في بيئة صناعية داخل معسكر الفريق في جيرونا الإسبانية، حيث الرطوبة أقل بكثير (60%) ودرجة الحرارة لا تتعدى 25 درجة.
في خطوة مدروسة، خضع لاعبو “الأسود الثلاثة” لجلسات ركوب دراجات عالية الكثافة لمدة 45 دقيقة داخل خيمة حرارية تصل درجة حرارتها إلى 36 درجة مئوية، تحت إشراف علماء رياضة من الاتحاد الإنجليزي، الذين راقبوا المؤشرات الحيوية لكل لاعب بشكل لحظي باستخدام حبة إلكترونية صغيرة تُبتلع وتتحرك عبر الجهاز الهضمي، لتسجل درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب بدقة عالية.
هذه التقنية، التي يبلغ سعرها نحو 60 جنيهًا إسترلينيًا للحبة الواحدة، ليست جديدة تمامًا، إذ استُخدمت سابقًا خلال بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة 2019، لمنع الإجهاد الحراري.
وتهدف هذه البيانات إلى تصميم خطط فردية دقيقة لكل لاعب من حيث الترطيب والتعافي، وربما تُستخدم أيضًا لاتخاذ قرارات فنية خلال المباريات. فعلى سبيل المثال، إذا أظهرت البيانات أن لاعبًا ما يبدأ في التراجع البدني بعد 40 دقيقة من المجهود المكثف، فقد يعتمد توخيل على هذه المعلومات لتحديد توقيت تغييره داخل المباراة.
ورغم أن منتخب إنجلترا خضع لتدريبات مشابهة قبل مونديال قطر 2022، إلا أن ما يحدث هذه المرة يعد نقلة نوعية من حيث العمق العلمي والدقة التقنية.
وقد تواجدت صحيفة “ميل سبورت” داخل معسكر إنجلترا هذا الأسبوع لرصد الأجواء، حيث علّق لاعب كريستال بالاس، إيبيريتشي إيزي، قائلًا:
“45 دقيقة على الدراجة كانت مرهقة! لكنها تجربة مفيدة للغاية، لأنها تمنحك فهمًا أعمق لجسدك وكيفية تعامله مع تلك الظروف.”
أما نجم تشيلسي، كول بالمر، فقال بهدوء:
“نعم، الأمر كان صعبًا. كان علينا الحفاظ على قوة محددة على الدراجة طوال الـ45 دقيقة. لكن التمرين كان منظمًا ومفيدًا.”
وشدد المعسكر على أن هذه الممارسات لا علاقة لها بالمنشطات أو أي مواد محظورة، وإنما تعتمد فقط على القياسات الحيوية الداخلية لتحسين الأداء.
ويبدو أن هذا النهج بدأ يؤتي ثماره، حيث حقق المنتخب الإنجليزي الفوز في أول مباراتين له في تصفيات المونديال تحت قيادة توخيل، بنتيجتي 2-0 أمام ألبانيا و3-0 أمام لاتفيا، ويستعد الآن لمواجهة أندورا يوم السبت.
في سياق متصل، لا تزال المنافسة العالمية تحتدم، إذ شهدت ليلة الخميس مواجهة نارية بين إسبانيا وفرنسا، انتهت بفوز الماتادور الإسباني 5-4 وتأهله إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، في مباراة سلطت الضوء مجددًا على المستوى العالي المتوقع في مونديال 2026، ما يجعل تحضيرات إنجلترا أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة كورة بلس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من كورة بلس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.