اخبار سوريا : "الشرع" في الذكرى الأولى للتحرير: نطوي حقبة الاستبداد ونبدأ بناء سوريا الجديدة

×
انطلقت في قصر المؤتمرات بدمشق فعاليات الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للتحرير، حيث ألقى الرئيس أحمد الشرع كلمة مطوّلة عبّر فيها عن تقديره لتضحيات السوريين، مؤكداً أن هذا اليوم يجسّد منعطفاً تاريخياً في مسار البلاد نحو الحرية والكرامة وبناء المستقبل.
واستهلّ الرئيس الشرع كلمته بتوجيه التحية للأبطال الذين حرروا البلاد بدمائهم، وللأمهات اللواتي صبرن على الفقد، ولأبناء الشهداء الذين عرفوا اليُتم قبل أن يدركوا معنى الحياة، وللشعب السوري الذي واجه سنوات طويلة من الظلم والقهر داخل البلاد وخارجها.
وقال إن السوريين، بصمودهم وتضحياتهم، كتبوا صفحة جديدة من صفحات البطولة، معلناً مباركة هذا اليوم باعتباره ذكرى استعادة سوريا من قبضة الطغيان وعودتها إلى أهلها حرة شامخة.
وأكد الرئيس الشرع أن الشام فقدت دورها ومكانتها لأكثر من خمسة عقود، حين حاول النظام البائد سلخها عن هويتها وعمقها التاريخي، إلا أن نورها لم يُطمس، وأن محاولات طمس الحضارة السورية باءت بالفشل. وقال: “هنا الشام، من هنا عبرت البشرية، ومن هذه الأرض الطاهرة انطلقت نسائم الإيمان إلى قلوب البشر، ومن هنا تعلّم الناس معنى الوفاء والعدل والحكمة”.
وشدد الشرع على أن حقبة النظام البائد كانت صفحة مظلمة في تاريخ سوريا، لكنها انتهت بانتصار إرادة الشعب، لتعود أنوار البصيرة وجسور الأخوة بين السوريين. وأشار إلى التغير الكبير في نظرة العالم إلى سوريا خلال عام واحد فقط، حيث انتقلت من حالة الإشفاق إلى موضع التقدير والإعجاب.
وتوقف الرئيس الشرع عند دور السوريين في مقاومة النظام، قائلاً: “كان أهل الشام أشد بأساً حين سُلبت الحقوق وأُهينت الكرامة، وأدركوا أن الحقوق تُنتزع وأن للحرية ثمناً”. وأشار إلى أن النظام البائد عمل على زرع الفتنة بين السوريين، وبناء جدار من الخوف والرعب بين السلطة والشعب، محولاً المواطنة إلى ولاء قسري، ومعطّلاً قدرات البلاد في مختلف المجالات.
وأوضح الرئيس أن النظام السابق شيّد منظومة قائمة على الفساد واللاقانون، جعلت الكلمة جريمة وحب الوطن تهمة، غير أن فجر التحرير أسّس لقطيعة تاريخية مع هذا الإرث، وفتح الباب أمام بناء سوريا جديدة تقوم على العدل والمواطنة والإحسان.
وأضاف الشرع أن نهاية المعركة مع النظام البائد كانت بداية لمعركة أخرى في ميادين العمل والاجتهاد، تتطلب مطابقة الأقوال بالأفعال والعهود بالوفاء، مؤكداً: “لقد منحنا الشعب الثقة بعد سنوات من القهر والظلم، وأودعنا أمانة المسؤولية، فليكن شعارنا الصدق وعهدنا البناء”.
وأشار الرئيس إلى أن زياراته للمحافظات بعد التحرير كشفت عن حجم تطلعات السوريين لمستقبل أفضل، وأن الحكومة وضعت رؤية واضحة لسوريا الجديدة، دولة قوية تستند إلى تاريخها وتتطلع إلى مستقبلها، وتعيد تموضعها في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
وعلى الصعيد الخارجي، قال الشرع إن الدبلوماسية السورية أعادت تعريف العالم بسوريا الجديدة، من خلال استقبال الوفود وإبرام شراكات استراتيجية فتحت الباب أمام تغيير كبير في صورة البلاد وجعلتها شريكاً موثوقاً لدى دول المنطقة والعالم.
وفي الجانب الاقتصادي، أوضح الرئيس أنه تم توقيع شراكات مع دول صديقة شملت الطاقة والموانئ والمطارات والعقارات والاتصالات، وأسهمت في تعزيز التعافي الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحسين البنية الاقتصادية. كما تم اعتماد سياسة اقتصادية انعكست مباشرة على حياة المواطنين، عبر رفع مستوى الدخل وتخفيف الأعباء المعيشية.
ولفت الشرع إلى أن توحيد القوى العسكرية ضمن جيش وطني مهني كان خطوة أساسية لتثبيت الأمن والاستقرار، مؤكداً أن بناء سوريا الجديدة يستلزم المضي في مسار العدالة الانتقالية لضمان محاسبة من انتهك القانون، وحفظ حقوق الضحايا، وتحقيق العدالة التي تشكل أساس استقرار الدولة.
وأضاف أن حق الشعب في المعرفة والمساءلة والمحاسبة أو المصالحة هو جوهر العدالة الانتقالية، مشدداً على أولوية ملف المفقودين وضرورة الكشف عن مصيرهم دون أي مساومة.
وختم الرئيس الشرع كلمته متوجهاً إلى الشعب السوري: “لقد أثبتم أن النصر بداية جديدة. تعالوا نكمل الحكاية، حكاية شعب صمد فأعزّه الله ونصره. فلنجعل من النصر مسؤولية تتجلى في العمل والعدل والرحمة، ولننهض بسوريا نحو مصاف الدول المتقدمة”. ووجّه التحية للمجاهدين والأسرى والشهداء والجرحى والثوار ولكل من مهّد الطريق نحو لحظة التحرير.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








