”تحت التهديد”.. الحوثيون يوظفون منابر المساجد لتجنيد أبناء تهامة ويجبرون المشايخ على طاعة عبدالملك

في تصعيد لسياسات القمع والإكراه، أفادت مصادر محلية موثوقة في محافظة الحديدة بأن القيادي البارز في جماعة الحوثي، أحمد البشري، المكلّف من المليشيا بمهام ما يسمى بـ”التعبئة العامة”، قد أجبر عدداً من كبار الدعاة ومشايخ الدين في المحافظة على التوجه قسراً إلى مدينة زبيد التاريخية.
وقد تمت هذه الخطوة تحت حراسة مشددة وبرفقة شخص يُدّعى أنه المحافظ عبدالله عطيف، فيما تؤكد مصادر رسمية أن الأخير لا يزال رهن الإقامة الجبرية في صنعاء، مما يؤكد أن الشخص المرافق للبشري هو مجرد منتحل لصفته.
ويأتي هذا التحرك في محاولة واضحة من قبل المليشيات لاستخدام النفوذ الديني والقبلي كأدااة لشرعنة حملات التجنيد الإجباري التي تواجه رفضاً مجتمعياً واسعاً، خاصة في المناطق الساحلية (تهامة).
اجتماع زبيد ورسالة التهديد المبطن
وبحسب معلومات دقيقة تسربت من اجتماع عُقد أمس الأربعاء في مدينة زبيد، فإن القيادي الحوثي أحمد البشري وجّه رسالة صادمة للمشايخ والدعاة الحاضرين.
وكشف أحد المشايخ المشاركين، طلباً لإخفاء هويته، أن البشري صرّح بأن زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي يعبر عن “امتعاض شديد” من المجتمع التهامي، بسبب إحجام أبنائه عن الالتحاق بمعسكرات التجنيد، ورفضهم المستمر لدعوات التعبئة التي تفرضها الجماعة بقوة السلاح.
ولم يكتفِ البشري بنقل رسالة القيادة، بل انتقل إلى مرحلة التهديدات المباشرة، حيث طالب الحاضرين صراحة باستخدام منابر المساجد في خطب الجمعة والدروس الدينية لحثّ المواطنين على التطوع للذهاب إلى جبهات القتال، كما ألزمهم بإصدار فتاوى دينية تدعم عمليات التحشيد وتجيزها، محاولاً بذلك كسر الحاجز الديني والاجتماعي الذي يمنع الكثيرين من المشاركة في الحرب.
ضغوط متزايدة وترهيب للأقارب
وأكدت المصادر أن البشري لمّح خلال الاجتماع إلى سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الرافضين، مطالباً المشايخ بإقناع أبناء قبائلهم ومناطقهم بالامتثال للأوامر، وملوحاً في الوقت ذاته بإجبار كل من يرفض التجنيد على حضور “دورات ثقافية وعسكرية” في معسكرات تابعة للمليشيات. وصلت التهديدات إلى حد التلويح بالانتقام من أقارب الشباب الرافضين للتجنيد، وهو أسلوب يُعتبر تصعيداً خطيراً في سياسة الترهيب التي تتبعها الجماعة.
تحليل: تسخين الدين للصراع وأزمة المليشيات
وتأتي هذه الخطوة في سياق سياسة منهجية تتبعها المليشيات الحوثية لتحويل العلماء والمشايخ إلى مجرد أدوات في يدها، من خلال الضغط والترهيب، واتهام كل معارض لمشروعها الحربوي بالعمالة والخيانة. ويعد المجتمع التهامي، بتركيبته القبلية وتاريخه، أحد أهم المستهدفين بهذه الحملات بسبب رفضه المتكرر للانخراط في الصراع الذي تفرضه المليشيات.
وتشير الوقائع الميدانية إلى أن المليشيات، التي تواجه أزمة حقيقية في تجنيد مقاتلين جدد بعد سنوات من الحرب والخسائر الفادحة، تزداد اعتماداً على أساليب القمع المباشر، مما يزيد من حدة التوترات الاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ويضع العلماء والشخصيات الاجتماعية في موقف حرج بين مطالب الجماعة ورفض مجتمعاتهم، مما قد يفتح الباب أمام مواجهات مستقبلية غير محسوبة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








