هيمنة على النفط وتهميش للكفاءات.. شبوة تواجه الأطماع بشجاعة
-الثروات النفطية لشبوة وأهميتها الاستراتيجية
تُعتبر شبوة من أغنى محافظات الجنوب بالثروات النفطية والغازية. وتضم المحافظة العديد من الحقول النفطية، من بينها: حقل العقلة النفطي، وحقل عياد، وحقل جنة هنت. تُسهم هذه الحقول بشكل كبير في إنتاج النفط، حيث أشارت التقارير إلى أن إنتاج النفط في شبوة وصل عام 2014م إلى 81 ألف برميل يوميًا، موزعة على الحقول النفطية الثلاثة: عسيلان 50 ألف برميل، العقلة 30 ألف برميل، وعياد ألف برميل. وكذلك مشروع الغاز الطبيعي المسال في بلحاف
هذه الموارد تشكل شريانًا اقتصاديًا مهمًا ليس فقط للمحافظة، ولكن أيضًا للجنوب ككل. ومع ذلك، كانت هذه الثروات مصدر استنزاف بسبب سياسات الهيمنة والتهميش التي مارسها النظام اليمني السابق، والتي استمرت تحت مسميات جديدة.
-محاولات الهيمنة والنهب والتهميش
سعت قوى مختلفة، مدعومة من أطراف إقليمية ودولية، خلال السنوات الماضية، إلى السيطرة على موارد شبوة من خلال:
إقصاء أبناء شبوة عن المناصب القيادية في إدارة الشركات والمؤسسات النفطية. ونهب إيرادات النفط وتحويلها لخدمة أجندات خارجية بدلًا من تنمية المحافظة. واستخدام القوات العسكرية الموالية للشرعية اليمنية لفرض سيطرتها على منشآت النفط والغاز، خصوصًا منشأة بلحاف.
وفي يناير 2025، كشفت مصادر عن استيلاء نجل قيادي يمني كبير في رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، على بلوك 4 وبلوك 20 النفطيين في محافظة شبوة. تم ذلك من خلال بيع هذه الحقول لشركة PICO المصرية، التي يُعتقد أنها مملوكة من الباطن لنفس الشخص. وتم توقيع عقود البيع في دبي بحضور مسؤولين من وزارة النفط والمعادن.
بالإضافة إلى ذلك، عبّرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة عن أسفها لتكريس وزارة النفط سياسات الهيمنة على خيرات المحافظة. وأشارت إلى تمرير الوزارة اتفاقيات مشبوهة، واختيار وفد تفاوضي حكومي مع شركة “OMV” النمساوية يضم شخصيات من خارج المحافظة، مما يُعد استهدافًا واضحًا لممتلكات شبوة وتهميشًا لإرادة أبنائها.
هذه السياسات دفعت أبناء شبوة إلى التصدي لمحاولات الاحتلال الاقتصادي التي تهدف إلى إفقار المحافظة وتحويلها إلى مجرد منطقة تُستغل دون مقابل.
-موقف أبناء شبوة من التهميش والنهب
شهدت محافظة شبوة مؤخرًا تحركات شعبية كبيرة رفضًا للفساد وسوء الإدارة. حيث نظّم أبناء شبوة مظاهرات وفعاليات ووقفات احتجاجية للتعبير عن رفضهم لسياسات التهميش والهيمنة. وأطلق شعب الجنوب شعارات وهشتاقات.
وعبّر الجنوبيون عن رفضهم للفساد وسوء الإدارة، مطالبين بإشراكهم في إدارة مواردهم وضمان استفادة المحافظة من عائدات النفط والغاز. كما أظهروا دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكد مرارًا وتكرارًا التزامه بحماية موارد الجنوب وإعادتها لخدمة أبنائه.
-الدور القيادي للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة
لعب المجلس الانتقالي الجنوبي دورًا رئيسيًا في الدفاع عن شبوة ومواردها، ودعم مطالب أبناء شبوة، حيث أكد رفضه لإجراءات شركة الاستثمارات النفطية (وايكوم) ومحاولة فرض إدارة للشركة من خارج مناطق الامتياز النفطي. واعتبر المجلس ذلك استهدافًا ممنهجًا وخطيرًا للجنوب عامة. كما حذر من الاستمرار في سياسة استهداف المحافظة ومصالحها، مؤكدًا أن أبناء شبوة لن يتوانوا عن الدفاع عن حقوقهم المشروعة بكافة الوسائل الممكنة. كما برز دور المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال: تشكيل قوات دفاع شبوة، التي تمكنت من استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من المحافظة. ودعم مطالب أبناء شبوة بإعادة تشغيل منشأة بلحاف وفق رؤية تضمن استفادة المحافظة من إيراداتها. وأكد على ضرورة الشفافية في إدارة الموارد النفطية وتخصيص عائداتها للتنمية.
-تحذير من مخططات الاحتلال الاقتصادي
حذر خبراء ومحللون من أن محاولات الهيمنة على ثروات شبوة تهدف إلى تعزيز نفوذ قوى معادية للجنوب، مثل جماعة الحوثي وحزب الإصلاح. حيث تسعى هذه الأطراف إلى:
تحويل شبوة إلى منطقة نفوذ سياسي واقتصادي يخدم مصالحها. وإضعاف القوى الجنوبية من خلال استنزاف موارد المحافظة وتهميش دور أبنائها.
-مطالب أبناء شبوة
يطالب أبناء شبوة بتحقيق العدالة في إدارة مواردهم من خلال: إشراك أبناء المحافظة في إدارة القطاع النفطي. وإيقاف عمليات النهب المنظم للثروات. وإعادة تخصيص عائدات النفط والغاز لتنمية البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. وإخراج القوات العسكرية الأجنبية والمحلية غير الشرعية التي تحاول فرض هيمنتها على منشآت النفط.
محافظة شبوة تُعد نموذجًا لمحافظات الجنوب التي تُكافح ضد الفساد والاحتلال الاقتصادي. وبدعم من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ووعي أبنائها وتحركاتهم الشعبية، يُظهر إصرارهم على حماية حقوقهم ومقدراتهم، فمحافظة شبوة عنوانًا للصمود والكرامة.
وتبقى الحاجة ملحة لإشراك أبناء شبوة في إدارة مواردهم وضمان استفادة المحافظة من عائداتها لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. الرسالة واضحة: شبوة لن تخضع لمحاولات التهميش والنهب، وستظل ثرواتها في خدمة أبنائها ومستقبل الجنوب الحر والمستقل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.