اخبار سوريا : شهداء الحقيقة: الصحفيون السوريون بين القلم والكاميرا في مواجهة القمع

×
تنوعت الأسلحة التي حملها الشعب السوري الحر في معركته ضد الطاغية بشار الأسد، فبينما اتجه البعض إلى ساحات القتال حاملاً البنادق، خرج آخرون إلى الشوارع يهتفون للحرية. وفي المقابل، اختار كثيرون سلاح الكلمة والصورة، فحملوا كاميراتهم وعدساتهم لتوثيق ما يجري على الأرض ونقل الحقيقة للعالم.
كان الصحفيون حاضرين في المواقع الأكثر خطورة، يسجلون الأحداث وينقلونها كما هي، ليضعوا أمام العالم حقيقة ما كان يحدث في سوريا، فقد أدّوا دورهم المهني والأخلاقي رغم كل التهديدات والمخاطر المحيطة بهم.
وخلال سنوات الثورة السورية، تكثف عمل الصحفيين في توثيق المجازر التي ارتكبها نظام الأسد، ورصد القصف والانتهاكات والدمار وكل الممارسات الوحشية، ونشر هذه الوقائع عبر منصات التواصل، بهدف تقديم الأدلة وإظهار الحقيقة، والتأكيد على أن ما يجري يستوجب المساءلة والمحاسبة.
وعلى الرغم من الظروف الخطيرة التي قد تودي بحياتهم، من اختطاف واستهداف مباشر وحتى الموت بالقصف، استمر الصحفيون في التنقل بين الأحياء والمدن والقرى حاملين أدواتهم الإعلامية، ماضين في أداء مهمتهم التي آمنوا بها.
واستشهد عدد من الصحفيين خلال تأديتهم لواجبهم المهني طوال سنوات الثورة، وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت، في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، استشهاد 724 من العاملين في المجال الإعلامي منذ آذار/مارس 2011 حتى أيار/مايو 2025، بينهم 7 أطفال و6 سيدات و9 أجانب، حيث قتل 559 منهم على يد نظام الأسد المخلوع. فيما لا يزال 486 صحفياً، بينهم 9 سيدات و17 أجنبياً، قيد الاختفاء القسري، منهم 392 على يد النظام ذاته.
واستمرت تضحيات الصحفيين طوال سنوات الثورة، حتى اندلاع معركة ردع العدوان، حيث استشهد عدد منهم وهم يؤدون واجبهم المهني. من بينهم محمد يوسف بيازيد على جبهة غربي حلب في 27/11/2024.
كما ارتقى مصطفى الحسين، المعروف باسم (مصطفى الساروت)، إثر إصابته برصاصة في أحياء تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بمدينة حلب في 30/11/2024، وأنس الخربوطلي، مراسل الوكالة الألمانية، الذي استشهد نتيجة غارة جوية أثناء تغطيته عملية تحرير مدينة حماة في 04/12/2024.”
يحمل دور الصحفيين خلال سنوات الثورة السورية رمزية عميقة، أبرز مظاهرها شجاعتهم ومواجهتهم للخطر مباشرة لتوثيق الانتهاكات ونقل الحقيقة. كما يعكس التزامهم بالحق رغم كل المصاعب، واستعدادهم للتضحية من أجل الآخرين والمظلومين، ورفضهم الانقياد للظلم أو المشاركة في تزوير الحقيقة.
لقد دافعوا عن حرية التعبير وحرية الإعلام وحق الشعب في المعرفة، تاركين إرثاً من الشجاعة والمهنية، وبالرغم من أن العديد من الصحفيين لم يكتب لهم أن يعيشوا فرحة النصر مع بقية السوريين، فإن ذكراهم ما تزال خالدة في نفوس الآلاف، ويقدّر الشعب السوري تضحياتهم وجهودهم في سبيل نقل الحقيقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








