من بيت دافئ إلى قفص العمل.. كيف تغيّرت أولوياتنا في سباق الحياة؟
شهد العالم الحديث تحوّلاً جذريًا في نظرة الأفراد للعمل والوظيفة بفعل النظام الرأسمالي، الذي نجح في تحويل العمل من وسيلة لتلبية الاحتياجات الأساسية إلى غاية بذاتها.
و لم تكن هذه النقلة بريئة، بل تركت أثرًا عميقًا على نفوس الناس والمجتمعات، حيث بات النجاح مرهونًا بالوظيفة والمكانة المهنية، متجاهلين القيم الإنسانية والاجتماعية الأسمى.
ومع تصاعد المنافسة الشديدة بين الأفراد في سوق العمل، أصبحت الوظيفة المعيار الأبرز لتحديد قيمة الشخص ومكانته الاجتماعية.
ودفع هذا الضغط الهائل الكثيرين إلى نسيان المفاهيم الأساسية للنجاح، التي لا تقتصر على كسب المال أو الترقي المهني، بل تشمل بناء حياة متوازنة:بيت دافئ وأسرة مترابطة، علاقة قوية بالخالق سبحانه وتعالى، تعزيز الروابط الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء.
تشويه الهوية
وأدى هذا التحول إلى تجريد المجتمع من إنسانيته، حيث أصبح العمل جزءًا لا يتجزأ من هوية الفرد،و أصبحنا ندور في عجلة لا نهاية لها، نسعى بلا توقف، وننسى في خضمها ما يجعل الحياة ذات معنى حقيقي، والنتيجة “مجتمع مشوه يعاني من التفكك، والإرهاق النفسي، وتدهور القيم الروحية والاجتماعية”.
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في أولوياتنا، فالنجاح الحقيقي لا يكمن في سباق لا ينتهي وراء المال والمكانة، بل في بناء حياة متوازنة، تُعيد للإنسان إنسانيته، وللمجتمع قيمه التي فقدها في خضم هذا السباق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.