(هيبة القائد وأثر البطولة)

اخبار اليمن

في صفحات التاريخ المكتوب بتضحيات الأبطال الذين تكتبهم المواقف لا الأقلام، وتصوغ سيرهم التحديات حين يصمت كل شيء، وهم يعبرون الزمن كالأطواد الشامخة، لا تهزهم العواصف ولا تنال منهم النكبات، يشقون الظلمات بأفعالهم دون أن ينتظروا صخب التصفيق أو زهو الكلمات، يقف القائد سالم علي لهطل على رأس هؤلاء عملاقاً في ميادين الفعل، مواجهاً تقلبات الدهر بشموخ لا يتزعزع، وبقلب لا يعرف الانكسار.

اسم نسجه القدر بخيوط الحكمة والجسارة، شعلة متقدة من العزم والبصيرة، يقف في وجه المحن بثبات الجبال، ويمضي بين الناس بنقاء القلب وسمو الروح، يصنع التاريخ بهدوء القادة وحكمة الكبار، ويمضي في دروبه متوشحاً ثوب الهيبة، مشعّاً بروح الإنسانية، لا ينتمي للضجيج ولا يتسابق مع الأضواء، يصنع أثره في صمت، ليصبح رمزاً للقيادة الرشيدة، وشخصية فريدة اجتمعت فيها الهيبة والإنسانية في توازن مهيب.

حمل أعباء القيادة بثبات أسطوري، ورسم ملامح البطولة بدماء زكية ودموع حبيسة، يقود المعارك بحنكة القادة ويدير الأزمات برؤية الحكماء، ورغم الفقدان المرير لأعز أحبابه وقف كالنسر الجسور، يواجه الأنواء بثبات يندر أن تجود به الأيام، أما في ساحات الوغى، فقد كان أيقونة للبطولة، يزرع الثقة في نفوس جنوده متقدماً للصفوف، ولم يلذ بالمكاتب أو يكتفي بالأوامر، كان رجل الميدان الذي يقرأ النصر في خطواته قبل أن تتحقق، يعرف كيف يحوّل كل نقطة ضعف إلى فرصة، وكل أزمة إلى انتصار، حتى بات رمزاً يضرب به المثل في الحنكة القيادية.

ورغم الصعاب التي واجهها في حياته ظل القائد سالم علي لهطل بروح متفانية، ولعل أبلغ مواقفه ما كان في لحظة فقدانه فلذة كبده ابنه محمد في أتون المعركة، تلك اللحظة التي كانت كفيلة بإسقاط أقوى الرجال، إلا أن لهطل أذهل الجميع بثباته، رافعاً رأسه الذي لم تهتز منه شعرة واحدة، ورغم كل هذه المواقف البطولية، ظل الإعلام غافلاً عن ذكر العميد الركن لهطل بما يليق بمكانته، ولم تأخذ سيرته حقها المستحق في الظهور، لكن القادة العظام لا ينتظرون كلمات الإعلام، فهم يصنعون إرثهم بأفعالهم، ويسلمونه للتاريخ لينصفهم يوماً ما.

ولم تغب عن العميد الركن سالم علي لهطل إنسانيته العظيمة رغم انشغاله بالمهام العسكرية، فقد كان قريباً من الناس، يستمع لهمومهم ويتلمس حاجاتهم، يرى في قيادته العسكرية رسالة أكبر تتجاوز حدود السلاح إلى بناء الثقة وتعزيز الروابط الاجتماعية، حتى عرف عنه التواضع مع البسطاء، والحزم مع من يستحق الحزم، والإنصاف في كل موقف، وكل هذه السمات جعلته محبوباً بين الناس، ومصدر إلهام لكل من عمل تحت إمرته.

هذه المدرسة المتكاملة في الشجاعة والقيادة والتفاني، والصفحة الناصعة في كتاب العظمة، تشكل نموذج حيّ لما يجب أن يكون عليه القائد الحق، وإن جفا الإعلام سيرته فإن الأثر الباقي في القلوب والميادين سيظل شاهداً على أن الرجال العظام يعرفون بأفعالهم لا بما يقال عنهم، وسيذكره التاريخ كواحد من أهم الرجال الذين كتبوا مجدهم بصمت مهيب، وأضاءوا دروب الأجيال بحكمة خالدة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى