السلط.. من معابد زيوس إلى قائمة التراث العالمي (صور)

السلط.. من معابد زيوس إلى قائمة التراث العالمي (صور)

على بعد 30 كم شمال غربي العاصمة الأردنية عمان، تتربع مدينة السلط على سفوح مرتفعات محافظة البلقاء المطلة على نابلس في فلسطين، حاملة بين أزقتها عبق التاريخ الممتد منذ آلاف السنين. 

وعرفت المدينة باسم “سالتوس” نسبة إلى القائد اليوناني الذي فتحها في زمن الإسكندر المقدوني، وبنى فيها معبدًا للإله “زيوس” في منطقة “زي” أحد أشهر المناطق الحرجية في الأردن. 

مدينة السلط الأردنية

وهناك مؤرخون يرون أن تسمية السلط مشتقة من الكلمة اللاتينية سالتوس والتي تعني (الغابة)، وهناك من يقول إنها مشتقة من كلمة “سلطا” السريانية التي تعني الصخر والحجر القاسي. 

في عام 2021، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي، تقديرًا لتميزها العمراني والثقافي، وكونها مثالًا فريدًا للتعايش الإنساني. 

وارتكزت عملية ترشيح المدينة لقائمة التراث العالمي على التراث المعماري المتميز بعد عام 1860، وعلى إبرازها كنموذج فريد للتعايش الإسلامي المسيحي.

مدينة السلط الأردنية

وتتزين السلط بمعالمها الدينية التي تمتد جذورها إلى قرون بعيدة، فعلى أطرافها يقع مقام النبي يوشع بن نون العهد، فيما تستقبل كنيسة الخضر الزوار منذ بنائها عام 1682، وهذا المقام يعد من أبرز المواقع الدينية المشتركة في السلط بين المسلمين والمسيحيين. 

مدينة السلط الأردنية

وتتميز السلط بطرازها المعماري الفريد، فمبانيها الحجرية الصفراء تنتشر على ثلاثة جبال رئيسية هي السلالم والجدعة والقلعة، لتشكل لوحة طبيعية متكاملة، كما تتخللها الوديان لتقود إلى شوارع المدينة الرئيسية، في مشهد عمراني يجمع بين الجمال والبساطة والتاريخ.

وتحمل جبال السلط ووديانها قصصًا عن حضارات مرت فيها، من الآشوريين إلى الرومان فالمماليك والعثمانيين، فيما تشير المكتشفات الأثرية إلى وجود مقابر رومانية تعود للقرنين الثالث والرابع الميلاديين، ما يعكس عمق الجذور التاريخية للمدينة. 

مدينة السلط الأردنية

 

وتمتد على تخوم السلط قصص خالدة لأنبياء عاشوا فيها أو مروا بها، فمقام النبي شعيب عليه السلام يُعتقد أن يقع في وادي شعيب غربي المدينة، ويُعد من أهم المقامات الدينية في الأردن. 

تاريخ السلط يعود لأكثر من 5500 عام، وكانت في العصور القديمة مركزًا مهمًّا على طريق الحج الشامي، وملتقى للحجاج القادمين من الشمال في طريقهم إلى مكة، كما كانت مركزًا للقضاء في العهد العثماني، وازدهرت فيها الحياة الاقتصادية والاجتماعية حتى أصبحت أهم مدن شرق الأردن قبل تأسيس إمارة شرق الأردن. 

أخبار ذات علاقة

من متاجر سوق الصاغة بدمشق

سوق الصاغة بدمشق.. تاريخ عريق وانطلاقة جديدة في الأفق (صور)

 

هي مدينة تجسد التعايش الديني بأبهى صوره، فالأذان يعلو بجوار أجراس الكنائس، والمسلم والمسيحي يتشاركان الحياة والمناسبات في وئام نادر، وهذا النموذج من التسامح الاجتماعي شكل جزءًا من هوية المدينة، حتى أصبحت تُلقب بـ”مدينة التسامح والضيافة الحضارية”.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى