3 أسباب لـ”الخيانة المشروعة”.. لماذا تهرب لامين يامال من منتخب إسبانيا؟

في عالم كرة القدم الحديث، غالبا ما يُنظر إلى الهروب من الواجب الوطني كخيانة، وذلك لأن رفض تلبية نداء المنتخب هو خطيئة لا تغتفر في نظر الجماهير، لكن عندما يتعلق الأمر بالجوهرة الأغلى في كرة القدم العالمية، لامين يامال، فإن الخيانة قد تصبح مشروعة، بل وضرورية.
قرار التهرب من المشاركة مع منتخب إسبانيا في فترة التوقف الدولي الحالية، والذي قد يبدو للبعض تمردا أو غيابا للروح الوطنية، هو في الواقع قرار استراتيجي مدروس بعناية، تقف خلفه إدارة برشلونة، لحماية مستقبل النادي ومستقبل اللاعب نفسه. هذا الهروب ليس عاطفيا، بل هو خطوة محسوبة تستند إلى ثلاثة أسباب قاهرة لا تقبل الجدال.
1. مباريات تحديد المصير لبرشلونة
السبب الأول والأكثر إلحاحا هو مصلحة النادي، برشلونة لا يخوض موسماً عادياً، بل يمر بمرحلة مفصلية ستحدد شكل مستقبله القريب، مباشرة بعد فترة التوقف الدولي، يواجه النادي جدولا جهنميا يتضمن مواجهات حاسمة ستحدد مصيره في مسابقتين.
في دوري أبطال أوروبا، تنتظر الفريق مباراة ضد تشيلسي، وهي مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، إما نقاط المباراة أو توديع الحلم الأوروبي مبكراً، وفي الدوري الإسباني، يحل الفريق ضيفاً ثقيلاً على أتلتيكو مدريد في معركة ستحدد بشكل كبير ما إذا كان برشلونة سيظل منافساً على اللقب أم سيكتفي بالمراكز الخلفية.
يامال لم يعد ورقة رابحة، بل أصبح الورقة الوحيدة التي يعتمد عليها هجوم برشلونة، التضحية به في مباريات دولية قد تكلف النادي خسارة ملايين اليوروهات وضياع موسم كامل.
2. كابوس بيدري يطارد برشلونة
السبب الثاني هو نفسي بحت ويحمل اسم بيدري، إدارة برشلونة لن تسمح أبدًا بتكرار الجريمة التي حدثت مع موهبتها السابقة. لا يزال شبح بيدري يطارد أروقة النادي؛ ذلك اللاعب الذي تم استنزافه حتى الاحتراق بين النادي والمنتخب الأول والمنتخب الأولمبي، ليتحول من أفضل لاعب شاب في العالم إلى زائر دائم للعيادة الطبية.
لقد أنفق برشلونة شهوراً طويلة وملايين اليوروهات لإعادة بناء القوة البدنية لبيدري، ورغم ذلك، لا تزال الإصابات العضلية تلاحقه. يامال، بجسده النحيل الذي لم يكتمل نموه بعد، هو بيدري جديد في نظر الإدارة. المخاطرة به هي انتحار طبي ومالي. حماية يامال من الاستهلاك المفرط ليست خياراً، بل هي واجب للحفاظ على أثمن أصول النادي.
3. تحصيل حاصل.. لا قيمة للمخاطرة
السبب الثالث يجعل القرار منطقياً للغاية: منتخب إسبانيا لا يلعب مباريات مصيرية، فترة التوقف الحالية هي مجرد تحصيل حاصل. مجرد مباريات في تصفيات محسومة سلفاً، لا تستدعي المخاطرة بجوهرة بحجم يامال.
المعادلة بسيطة، المخاطرة بإصابة اللاعب الذي يرتكز عليه موسم نادٍ بأكمله، مقابل المشاركة في 90 دقيقة لا قيمة لها، هي معادلة خاسرة. لو كانت المباراة نهائي كأس عالم، لكان النقاش مختلفاً. لكن إجبار يامال على اللعب في مباراة هامشية، بينما ناديه يستعد لمعارك الموسم، هو تصرف يفتقر إلى أدنى درجات المنطق.
لهذه الأسباب مجتمعة، يصبح الهروب مبرراً. إنها ليست خيانة لمنتخب إسبانيا، بقدر ما هي ولاء لمستقبل اللاعب وحماية لاستثمار ناديه، ومنعاً لكارثة طبية بتلقي فترة علاج مهمة وضرورية قبل العودة من جديد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








