بمشهدٍ يدمي القلوب.. جريح حرب في تعز يحرق طرفه الصناعي احتجاجاً على تجاهل مستحقاته

في مشهدٍ يصرخ في وجه الإهمال والتجاهل، أقدم أحد جرحى الحرب من ذوي الإعاقة في مدينة تعز، اليوم الثلاثاء، على إشعال النار في طرفه الصناعي وسط شارع جمال عبد الناصر الرئيسي، في حركة احتجاجية صادمة أعادت الأنظار إلى مأساة الجرحى المتواصلة التي تتجاوز آلامهم الجسدية إلى معاناة إنسانية واقتصادية طاحنة.
وبحسب شهود عيان، فقد فاجأ الجريح، الذي فقد أطرافه في معارك الدفاع عن مدينته، المارة في قلب تعز النابض عندما أخرج جهاز الإشعال وأطلق لهيب النار على الطرف الصناعي الذي يمثل له رمز البقاء والاعتماد على النفس، ليلتهمه اللهب أمام أعين الحاضرين في مشهدٍ مؤثّرٍ عمّق من جراحات المدينة التي لا تندمل. لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت رسالة يأس مكتومة، وصرخة احتجاجية وصلت إلى درجة الغليان.
دوافع الاحتجاج: معاناة خمسة أشهر من الصمت
وكشفت مصادر مطلعة أن هذه الخطوة الدراماتيكية جاءت كتعبير عن الغضب المكتوم واليأس الذي وصل إليه الجرحى وأسرهم، بسبب توقف صرف مرتباتهم ومستحقاتهم المالية للشهر الخامس على التوالي. وأضافت المصادر أن هذا التأخير ألقى بظلاله الثقيلة على حياة آلاف الأسر، التي باتت عاجزة عن توفير أبسط متطلبات الحياة، فضلاً عن تكاليف العلاج وصيانة الأطراف الصناعية الباهظة، ما يجعلهم يشعرون بأن تضحياتهم قد تم نسيانها، وأنهم تحولوا من أبطال إلى مجرد أرقام في ملفات مهملة.
ردة الفعل الشعبية: غضب وتضامن
وأثارت الحادثة موجة واسعة من الغضب والحنق بين أهالي مدينة تعز والناشطين الحقوقيين، الذين اعتبروا ما قام به الجريح “صرخة مدوية” في وجه كل الأطراف المسؤولة عن ملف الجرحى. وتجمع عدد من المواطنين حول الجريح معبرين عن تضامن الكامل معه، مطالبين الحكومة المحلية والسلطات المعنية بالتحرك الفوري وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر صرف كافة المستحقات المتأخرة دون قيد أو شرط، وفتح تحقيق جاد في أسباب هذا التقصير الذي يطيل معاناة من ضحّوا بكل غالٍ ونفيس.
وقد انتشرت مقاطع وصور من الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت تعاطفاً واسعاً على المستوى الوطني، حيث وصفها نشطاء بأنها “جريح يحترق للمرة الثانية؛ مرة في الحرب ومرة على قارعة الطريق بسبب الإهمال”.
جرس إنذار ومطالبات بالتحرك
يأتي هذا الاحتجاق المؤلم ليكون جرس إنذارٍ ينبّه إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها جرحى الحرب في اليمن بشكل عام، وتعز بشكل خاص، الذين ينتظرون وعوداً لم تتحقق، ويواجهون واقعاً قاسياً يهدد بتحويلهم من ضحايا للحرب إلى ضحايا للإهمال والفقر، في مشهدٍ يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل الحكومة والمجتمع الدولي لإنصافهم وإنقاذ كرامتهم الإنسانية قبل فوات الأوان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








