فوضى في مدارس صنعاء.. تعميم حوثي يتحول إلى عقاب جماعي وابتزاز مالي لطالبات

في سابقة تثير الاستياء والغضب، شهدت العملية التعليمية في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، حالة من الفوضى الإدارية والتربوية غير المسبوقة.
أدى تضارب صارخ بين قرار رسمي لوزارة التربية وتطبيقه التعسفي على أرض الواقع إلى تعرض عدد من الطالبات لإهانة علنية وعقاب جماعي قاسي، وصل إلى حد الابتزاز المالي، مما كشف عن خلل عميق في النظام التعليمي المفروض.
شرارة الأزمة: قرار متعارض وإعلان متأخر
كانت الشرارة التي أشعلت الموقف هي تعميم صادر عن وزارة التربية والتعليم التابعة للمليشيا، مساء الأحد الماضي، أعلنت فيه تأخير موعد الطابور الصباحي إلى الساعة الثامنة صباحًا، بدعوى حماية الطلبة من برودة الطقس.
لكن المفارقة العجيبة في القرار أنه حدد سريان التنفيذ من يوم السبت، أي يومًا قبل صدور الإعلان الرسمي.
اعتمد عدد من أولياء الأمور على هذا التعميم، الذي تناقلوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقاموا بتأخير أبنائهم وبناتهم عن الذهاب إلى مدارسهم، لضمان وصولهم في الموعد الجديد المحدد بالثامنة صباحًا.
صدمة في ساحة المدرسة وعقاب مهين
وعندما وصلت الطالبات إلى مدرسة أروى للبنات في مديرية الوحدة، وأخرى من المدارس الحكومية، في الموعد الجديد المحدد (8:00 صباحًا)، كانت المفاجأة الصادمة بأن الطابور الصباحي قد انتهى منذ وقت، والدروس قد بدأت. لم يكن هناك أي تفهم أو استيعاب للامر، بل تحول الأمر على الفور إلى عقاب جماعي.
أُجبرت الطالبات المتأخرات، واللواتي التزمن بتوجيهات الوزارة، على الجلوس في ساحة المدرسة تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة ثلاث حصص دراسية كاملة، كعقاب على تأخير لم يكن من صنعهن.
“ما عليكن من الوزارة”.. إدارة تتنكر للقرار الرسمي
وعندما حاولت الطالبات تبرير موقفهن بالتعميم الوزاري، جاء رد إدارة المدرسة باردًا وقاسيًا، معبرًا عن تنكر تام للتسلسل الإداري.
وفقًا لشهادات نقلت عن الطالبات، قالت إدارة المدرسة لهن: “التعميم يبدأ من الأسبوع القادم… هل احنا قلنا لكن تتأخرن؟ متى ما قلنا نحن وقتها تتأخرن! ما عليكن من تعميم الوزارة”.
هذا الرد وضع الطالبات في موقف الضحية المزدوج؛ فعقوبتهن جاءت لأن أسرهن امتثلت لتعليمات الجهة المسؤولة رسميًا عن التعليم.
تطور خطير: من العقاب الجسدي إلى الابتزاز المالي
ولم يكتفِ العقاب بالجلوس تحت الشمس، الذي تسبب في إغماء بعض الطالبات وبكائهن، بل تطور الأمر إلى ما وصفه ناشطون وذوو شأن بـ “الابتزاز المبطن والإذلال العلني”.
بعد نحو ساعة من العقاب، عرضت الإدارة على الطالبات “حلاً” مهينًا: دفع مبلغ 100 ريال يمني كـ “فدية” للسماح لهن بالدخول إلى الفصول ومتابعة دروسهن.
انقسمت الطالبات بين من تمكن من دفع المبلغ ودخل، ومن لم يكن معهن نقود فبقين في الساحة تحت الشمس حتى انتهاء الحصة الثالثة، في مشهد يسيء إلى المبادئ التربوية والإنسانية.
مطالبات عاجلة بمحاسبة المسؤولين ورد الاعتبار للطالبات
في ظل الغضب العارم الذي أثاره الحادث، برزت مطالبات عاجلة من قبل نشطاء وأولياء أمور ومهتمين بالشأن التربوي، تطالب باتخاذ إجراءات حاسمة لرد الاعتبار للطالبات وضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات. أبرز هذه المطالب:
- تحقيق عاجل: تشكيل لجنة تحقيق فورية من وزارة التربية ومكتب التربية بأمانة العاصمة، للنزول الميداني إلى المدارس المتجاوزة وعلى رأسها مدرسة أروى، وكشف ملابسات الحادث.
- اعتذار رسمي: إلزام إدارة المدرسة بتقديم اعتذار علني ورسمي للطالبات وأولياء أمورهن، يتم الإعلان عنه في الطابور الصباحي.
- إعادة المبالغ: استرداد المبالغ المالية التي تم أخذها من الطالبات تحت مسمى “الفدية”، وتأكيد مبدأ مجانية التعليم ورفض الابتزاز.
- محاسبة صارمة: محاسبة كل المسؤولين عن قرار العقاب والابتزاز، وصولاً إلى إعفائهم من مناصبهم وإحالتهم إلى المجلس التأديبي.
- تعميم وقائي: إصدار تعميم وزاري صارم يمنع بشكل قاطع العقوبات المهينة كالوقوف تحت الشمس أو تنظيف الساحات أو دفع غرامات مالية.
- تفعيل آلية الرقابة: فتح خط ساخن وفعال لتلقي شكاوى أولياء الأمور حول أي تجاوزات أو ممارسات مهينة يتعرض لها أبناؤهم.
يأتي هذا الحادث ليعكس حجم التدهور الذي يضرب المنظومة التعليمية في مناطق سيطرة المليشيا، حيث يتحول التعليم من رسالة تربوية سامية إلى أداة لفرض السلطة وتصفية الحسابات، في ظل غياب كامل لأبسط معايير حقوق الإنسان وكرامة الطالب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








