“جواهر الجواهري”.. إصدار كويتي يعيد إحياء شاعر العرب الأكبر

“جواهر الجواهري”.. إصدار كويتي يعيد إحياء شاعر العرب الأكبر

تناولت ندوة ثقافية أقيمت في مصر الحديث عن إصدار أدبي كويتي أحاط بالشاعر العراقي البارز محمد مهدي الجواهري وجمع معظم قصائده وبينها قصائد نادرة لم تتضمنها الكتب والدواوين السابقة.

ونظمت مكتبة الإسكندرية الأسبوع الفائت ندوة سلّطت فيها الضوء على كتاب (جواهر الجواهري) الذي صدر عام 2023، عن دار نشر كويتية أسستها الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في ثمانينيات القرن الماضي.

وشارك في الندوة التي حملت عنوان “جواهر الجواهري: إبحار في عالم الجواهري”، عدد من المثقفين والأدباء بينهم مؤلف الكتاب من العراق الدكتور عبد الحسين شعبان، والناشر علي المسعودي، مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع.

وتحدثت الندوة عن محطات من حياة الجواهري الذي عاش قرابة مائة عام، ومسيرته الشعرية، وقراءات في قصائده الوطنية والإنسانية، ونقاش حول أثره في الشعر العربي الحديث.

وضمّ كتاب “جواهر الجواهري” معظم ما كتبه ونشره شاعر العراق الشهير منذ بدايات مسيرته الأدبية التي استمرت نحو 7 عقود، إضافة إلى قصائد نادرة لم ترد في أي من الدواوين الشعرية الكاملة السابقة لأشعار الجواهري.

واحتوى الكتاب كلمات لنخبة من الأدباء العرب، منهم الدكتورة سعاد الصباح، ومؤلفه العراقي عبد الحسين شعبان والشاعر محمد مهدي الجواهري ذاته، الذي وُصف بمتنبي القرن العشرين.

وعلى واجهة الكتاب الأمامية طُبعت صورة الشاعر الجواهري، وفي الواجهة الخلفية طُبعت صورته مع المؤلف، مع أبيات شعرية للجواهري موجهة للمؤلف الذي ربطته به علاقة صداقة.

وأثبت الكتاب، المقدمة التي كتبها الشاعر الجواهري لكتاب المختارات “الجواهري في العيون من أشعاره” الصادر عام 1986، وأوضح فيها أنه تم التوافق على إصدار هذه المختارات عن دار طلاس للنشر في دمشق.

وأشار المؤلف شعبان إلى دوافع إصداره لكتابه، قائلاً: “كنت منذ فترة أنوي إعادة طبع المختارات، خصوصاً بعد رحيل الجواهري وإغلاق الدار بصفتها القديمة أو تحوّلها إلى جهة أخرى، الأمر الذي وضعني أمام مسؤولية جديدة، خصوصاً حين كثر السؤال عن الكتاب وزاد طلبه منّي، وليس لدي سوى نسخة واحدة، وقد أصبح في حكم النافد، على الرغم من طبعاته المتعدّدة”.

كتاب جواهر الجواهري

وأضاف: “لكي تكون لهذه الطبعة الجديدة ما يبرّرها، فلا بدّ من إجراء تعديلات وتحسينات وتدقيقات وإضافات عليها، لاستكمال ما فات القارئ، فضلاً عن رغبتي في أن تأتي هذه الطبعة أكثر شمولاً وكمالاً من الطبعة الأولى والطبعات التي تلتها، في محاولة لتلافي بعض الأخطاء الطفيفة التي صاحبتها، فكان “جواهر الجواهري” الذي تضمن قصائد مضافة وإضافات وتنقيحات وشروحاً جديدة”.

ومن الإضافات الجديدة في الكتاب، إثبات قبل كلّ قصيدة عدد أبياتها في الأصل، لإعطاء فكرة عن القصيدة الأصلية والمقدار المأخوذ منها، وتذييل الكتاب بفهرس للقوافي، إضافة إلى فهرس عناوين القصائد ليسهل الرجوع إلى القصيدة المطلوبة، فضلاً عن تحديث سيرة الجواهري إلى تاريخ وفاته (27 يوليو 1997). 

وحرص مؤلف الكتاب، على وضع جرد يثبت تواريخ صدور دواوين الجواهري منذ العام 1923 ولغاية وفاته، كما حرص على تقسيم القصائد حسب الفترة الزمنية التي قيلت فيها، فتدرجت مجموعات القصائد المختارة من عشرينيات القرن الماضي وحتى آخر الثمانينيات منه.

أخبار ذات علاقة

الشاعر الراحل إسكندر حبش

قاوم السرطان بالقصيدة.. من هو الشاعر اللبناني الراحل إسكندر حبش؟

واشتمل الكتاب على القصائد التي كتبها الجواهري بعد صدور المختارات، ومن القصائد المضافة: (أمين لا تغضب)، (عشرون بلفور في عشرين عاصمة)، (صاح قلها ولا تخف)، (الليث الصبور)، (يا هلال الفكر)، (يا ابن الهواشم)، (حبيبتي نبيهة)، (المرء الخطير)، و(يا باسل الخيل والفرسان).

ولد الجواهري الذي لُقّب بـ(شاعر العرب الأكبر)، و (النهر العراقي الثالث) بعد دجلة والفرات، في مدينة النجف عام 1899، وبدأ بتنظيم الشعر في سن مبكرة، ونشر أول دواوينه “حلبة الأدب” عام 1923.

وخاض الجواهري في السياسة والشعر، وعمل في الصحافة وأصدر عدة صحف منها الفرات والرأي العام، تنقل في حياته بين عدة دول أقام فيها سنوات منها سوريا ولبنان والمغرب العربي والعاصمة التشيكية براغ التي لجأ إليها سياسياً، وأقام فيها نحو 30 عاما بينها 7 أعوام متواصلة.

وامتازت قصائد الجواهري بالتزام عمود الشعر التقليدي، وبجزالة في النسيج، كما تميّزت بالثورة على بعض الأوضاع الاجتماعية.

والجواهري من مؤسسي الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، ترأس دورته الأولى، وعُرف بعلاقاته الوطيدة مع الملوك والرؤساء العرب، ومع كبار الأدباء والفنانين والمفكرين وأهل السياسة، وحظي بعلاقات اتسمت بالحميمية والجفاء مع مختلف قادة العراق.

 

 

وتميز الجواهري بارتدائه لقبعة لأزمته حتى وفاته، ويعود سبب ارتدائه لها لأزمة صحية ألمت به حين كان يشارك في مؤتمر أدبي في الاتحاد السوفياتي السابق، ونصحه الأطباء بارتداء غطاء رأس لوجود حساسية في رأسه، فلفتت انتباهه قبعة مخملية كانت معروضة في حانوت المستشفى، فارتداها، ولم يكن يخلعها حتى أثناء النوم، وفق ما ذكرته ابنته في تصريحات إعلامية سابقة.

وأصدر الجواهري العديد من الدواوين والكتب منها (جناية الروس والإنجليز في إيران)، (بين العاطفة والشعور)، (ديوان الجواهري) في مجلدين، (بريد الغربة)، (بريد العودة)، (أيها الأرق)، (خلجات)، (ذكرياتي) في 3 أجزاء، و(الجمهرة)، و(مختارات من الشعر العربي)، وغيرها.

وتوفي الجواهري في العاصمة السورية حيث كان يقيم سنواته الأخيرة، ودُفن فيها وكتب على قبره الموجود في (مقبرة الغرباء) “يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير”.

 

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى