المكلا تُطلق أول وحدة علاج-إشعاعي-داخلي في اليمن – والخدمة مجانية تمامًا!

في خطوة طبية وإنسانية استثنائية، تم اليوم تدشين خدمة العلاج الإشعاعي الداخلي (Brachytherapy) في مركز المكلا للعلاج الإشعاعي، ليُسدّ بذلك فراغًا طبيًّا ظلّ يُعاني منه مرضى السرطان في اليمن لأكثر من عقد. وبهذا الإنجاز، يصبح المركز أول جهة طبية في البلاد تُقدّم حزمة متكاملة من خدمات العلاج الإشعاعي، بما يشمل العلاج الخارجي والداخلي، لتوفير رعاية شاملة تُواكب المعايير العالمية.

وقد بلغت تكلفة تجهيز الوحدة الجديدة أكثر من مليون دولار أمريكي، وتُقدّم خدماتها مجانًا بالكامل للمرضى، في مبادرة إنسانية تُجسّد التزامًا صادقًا تجاه الفئات الأكثر احتياجًا في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها اليمن.

ما هو العلاج الإشعاعي الداخلي؟

العلاج الإشعاعي الداخلي، أو ما يُعرف بـ Brachytherapy، هو تقنية علاجية متطورة تُصنّف ضمن أنظمة الجرعة العالية (HDR)، حيث يُستخدم جهاز حديث من الشركة الألمانية BEBIG لإيصال جرعات دقيقة ومركّزة من الإشعاع مباشرةً إلى داخل الورم أو بالقرب منه.
ويتم ذلك عبر مصدر مشع صغير من الكوبالت-60، يُثبّت داخل جهاز تحميل آلي يُعرف بـ Afterloader، مما يسمح بتحكم دقيق في الجرعة وموقعها، ويقلّل إلى أدنى حدٍّ من تأثير الإشعاع على الأنسجة السليمة المحيطة.

ويُعد هذا النوع من العلاج ضروريًّا بشكل خاص لسرطان عنق الرحم، الذي يُشكّل نسبة مرتفعة من حالات السرطان بين النساء في اليمن. إذ يُوضع المصدر المشع داخل التجويف المهبلي أو قرب الورم مباشرة، ليُدمّر الخلايا السرطانية بدقة عالية، مع الحفاظ على الأعضاء الحيوية المجاورة مثل المثانة والمستقيم.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن دمج العلاج الإشعاعي الداخلي مع العلاجات الأخرى يرفع نسب السيطرة على الورم بنسبة تصل إلى 80% في المراحل المبكرة، ما يجعله ركيزة أساسية في بروتوكولات العلاج الحديثة.

ومضة إنسانية: حين يصنع المال أملًا لا مجرد أرباح

تدشين هذه الوحدة ليس مجرد إنجاز تقني أو طبي، بل هو امتداد لرؤية إنسانية راسخة تبنّاها الشيخ عبدالله عمر بن دول، الذي خصّص موارده لإنشاء صرح طبي خيري متكامل في المكلا، يُخفّف عن المرضى معاناة السفر الطويل والتكلفة الباهظة للعلاج في الخارج.