في واقعة غير مسبوقة عربيا على مستوى مواقف وسلوكيات الشخصيات العامة، طلب قاض عراقي يشغل منصبا رفيعا، إزالة اسمه من على شارع رئيسي ووضع اسم آخر.  

وبحسب تقارير صحفية محلية، أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، توجيها بتحويل اسم الشارع المحاذي لبناية رئاسة محكمة استئناف محافظة نينوى بمدينة الموصل من “شارع القاضي فائق زيدان” إلى “شارع القضاء”.

وأبلغت رئاسة محكمة الاستئناف محافظة نينوى بالأمر رسميا، مشيرة إلى أن “المحافظة يمكنها أن تضع أي اسم آخر بخلاف الاسم المقترح أو البديل، ما دام يرمز إلى المؤسسة القضائية”.

وبينت الوثائق أن “محافظة نينوى باشرت بإجراءات تنفيذ الطلب وتعديل الاسم رسمياً في السجلات البلدية إلى (شارع القضاء)، التزاماً بتوجيه رئيس مجلس القضاء الأعلى”.

وأكد مصدر قضائي أن “رئاسة استئناف نينوى أوضحت في مراسلتها أن هذا القرار جاء تعبيراً عن حرص القاضي زيدان على ترسيخ رمزية القضاء كمؤسسة وطنية مستقلة، بعيدا عن أي شخصنة أو مجاملة في التسمية”.

وكان محافظ نينوى السابق نجم الجبوري أوضح في يونيو من العام 2022 أن “تسمية أحد شوارع مدينة الموصل باسم فائق زيدان جاءت تقديراً لدور القضاء في استتباب الأمن بالمحافظة بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش”.

وأشار الجبوري حينها إلى أن “إطلاق أسماء شخصيات وطنية أو شهداء على شوارع الموصل أمر متعارف عليه”، لافتا إلى أن “القضاء كان ولا يزال من أبرز المؤسسات التي واجهت الإرهاب والفساد في نينوى”.