اخبار سوريا : الشرع في منتدى الاستثمار بالرياض: السعودية بوصلة المنطقة وسوريا بدأت نهضتها الاقتصادية


الشرع في منتدى الاستثمار بالرياض: السعودية بوصلة المنطقة وسوريا بدأت نهضتها الاقتصادية

شهدت العاصمة السعودية الرياض مساء الأربعاء جلسة حوارية للرئيس السوري أحمد الشرع ضمن فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، أدارها الإعلامي السعودي عبدالله المديفر، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والسيد دونالد ترامب الابن، ورئيسة جمهورية كوسوفو فيجوسا أوسماني، وعدد من الوزراء والمسؤولين والمستثمرين ورجال الأعمال والإعلاميين من مختلف الدول.

الشرع: السعودية تقود رؤية جديدة للمنطقة

وقال الرئيس الشرع في الجلسة إن المملكة العربية السعودية تشكل أهمية كبرى في المنطقة، مشيرًا إلى أنها “برؤيتها الجديدة التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصبحت بوصلة اقتصادية وقبلة للمستثمرين في العالم”.

وأوضح أن “المنطقة من أكثر ما يضرها هو التراجع الاقتصادي، والاقتصاد مرتبط بالأمن الإقليمي والأمن الاستراتيجي”، مضيفًا أن “سوريا تمثل ركيزة أساسية في استقرار المنطقة، وأن اضطرابها في الماضي ألحق أضرارًا جسيمة بمحيطها”.

وأكد الشرع أن أول زيارة خارجية له كانت إلى المملكة العربية السعودية، إدراكًا “للأهمية المحورية التي تمثلها في استقرار المنطقة”، لافتًا إلى أن الأمن والتنمية مترابطان، وأن “المملكة اليوم تمثل النموذج القيادي في هذا التكامل”.

العالم جرّب فشل سوريا ويستفيد من نجاحها

وأضاف الرئيس السوري أن “العالم جرب فشل سوريا خلال 14 عامًا ماضية، بل منذ ستة عقود، حين تحولت إلى بلد مضطرب ومصدر للأزمات والهجرة والمخدرات”، مشيرًا إلى أن ذلك الفشل “أحدث مخاطر استراتيجية على المنطقة والعالم”.

وقال إن “سوريا دولة ذات موقع استراتيجي فريد، فهي بوابة الشرق وطريق الحرير التاريخي، وتملك موارد بشرية واقتصادًا متنوعًا جعلها دائمًا مطمعًا للإمبراطوريات الكبرى”.

وأكد أن بلاده “بدأت صفحة جديدة من الانفتاح السريع على العالم”، موضحًا أن “سوريا خلال عشرة أشهر فقط استعادت موقعها الإقليمي والدولي بفضل دعم الدول الصديقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة سمو ولي العهد”.

28 مليار دولار استثمارات خلال نصف عام

وأشار الشرع إلى أن “الرياح الاستثمارية تتجه اليوم نحو سوريا”، معلنًا أن البلاد استقبلت خلال الأشهر الستة الأولى استثمارات بقيمة 28 مليار دولار، مؤكدًا أن “سوريا بدأت تتعافى بخطى ثابتة بعد سنوات الحرب”.

وأوضح أن “دولًا كثيرة خرجت من صراعاتها لكنها ظلت غارقة في الأزمات بعد عقود، بينما سوريا وضعت خريطة طريق واضحة لكل مراحل التعافي”.
وأضاف: “كل نكبة في سوريا تحولت إلى فرصة استثمارية، وكل حجر هدم سنعيد بناءه بإذن الله”.

وبيّن أن الحكومة عدلت تشريعات الاستثمار جذريًا، إذ “كان النظام السابق طاردًا للاستثمارات الأجنبية”، أما الآن فقد “أصبحت القوانين تصب في مصلحة المستثمر، وتمنحه حق إخراج الأرباح ورأس المال إلى الخارج”.

وأكد أن قانون الاستثمار الجديد “حظي بمراجعة مؤسسات دولية كبرى مثل ماكنزي واطلعت عليه جهات سعودية ودولية”، موضحًا أنه “من بين أفضل عشرة قوانين استثمار في العالم”، معترفًا بأن “تحدي التطبيق العملي هو المهمة الأساسية المقبلة”.

إعادة الإعمار عبر الاستثمار لا المعونات

وقال الشرع إن بلاده “اختارت طريق إعادة الإعمار من خلال الاستثمار لا المساعدات”، موضحًا أن “المعونات لا تبني الشعوب بل تجعلها معتمدة على غيرها”.
وأضاف: “كما يقال، علّمني الصيد ولا تطعمني كل يوم، لذلك اخترنا تشجيع الاستثمارات لتحقيق الفائدة المشتركة بين سوريا وشركائها”.

وأشار إلى أن سوريا “بلد غني بالفرص في جميع القطاعات، من العقارات والسياحة والزراعة إلى النفط والخدمات اللوجستية”، موضحًا أن “البلاد قادرة على إنتاج خمسة أضعاف حاجتها من الغذاء”، وأنها “تملك احتياطات من النفط والغاز تكفيها وتفيض على جيرانها”.

وأوضح أن الأجواء السورية والطرق البرية والبحرية تمثل “فرصة استثمارية استراتيجية”، لافتًا إلى أن “كل طائرة تتجنب الأجواء السورية تستهلك 2000 رطل إضافية من الوقود”، ما يجعل استثمار المجال الجوي السوري ذا جدوى اقتصادية عالية.

شركات سعودية وقطرية وإماراتية بدأت مشاريعها في سوريا

وكشف الرئيس الشرع أن شركات سعودية كبرى استثمرت في سوريا بنحو 7 مليارات دولار، مشيرًا إلى مشاريع في قطاعات الطاقة والبنى التحتية والعقارات والمدن السكنية والفنادق.

وأضاف أن شركات قطرية باشرت مشاريع في مطار دمشق الدولي وفي إنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة 5000 ميغاواط، إلى جانب شركات إماراتية وكويتية وبحرينية وأردنية أبدت اهتمامًا بالدخول إلى السوق السورية. وأشار أيضًا إلى دخول شركات أمريكية في شراكات مع شركات مستثمرة في مطار دمشق، موضحًا أن مطار حلب سيُطرح قريبًا أمام المستثمرين.

وأوضح الشرع أن العلاقات الراهنة بين سوريا وكل من السعودية وتركيا وقطر والإمارات “وصلت إلى مرحلة مثالية”، معتبرًا أن هذا الانفتاح الإقليمي “يمهّد لتكامل اقتصادي شامل على المدى الطويل”.

وأضاف الشرع: “عندما توجهنا في رحلتنا الأولى إلى المملكة العربية السعودية عرفنا أن السعودية هي المفتاح. السعودية مفتاحك إلى الازدهار والاستقرار والتنمية، وهي بلد يسير بسرعة نحو مستقبل مزدهر، ونحن أردنا أن نكون جزءًا من هذا التوجه”.

وأكد أن “رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم تعد مقتصرة على المملكة فحسب، بل أصبحت تشمل المنطقة بأكملها”، مشيرًا إلى أن “سوريا التقطت هذه الرسالة وسارعت إلى الانخراط في هذا المسار”.

رهان الشرع على الشعب السوري

وأكد الرئيس السوري أن رهانه الأكبر هو على “الشعب السوري”، موضحًا: “هذا الشعب صبر وثبت على مواقفه طوال 14 عامًا من الحرب، وهو قادر على أن يعيد بناء سوريا من لا شيء”.

وأضاف أن “المعونات لا تساعد على البناء بل على الكسل، وأن أهم رأس مال في أي اقتصاد هو المورد البشري”، مشيرًا إلى أن سوريا تملك “كوادر متعلمة درست في أهم الجامعات العالمية وقادرة على بناء اقتصاد منتج ومستدام”.

حماية المستثمرين وضمان التحكيم الدولي

وأوضح الشرع أن الحكومة “تحمي المستثمرين من خلال حماية الإنتاج المحلي في المرحلة الأولى”، لأن السوق السورية “ما تزال في طور التعافي”، مضيفًا أن قانون الاستثمار “يتيح اللجوء إلى المحاكم الدولية للتحكيم”، مما يوفر “ضمانًا قانونيًا مهمًا للمستثمرين”.

وأشار إلى أن “غنى الفرص الاستثمارية يقلل من حجم المخاطر”، مبينًا أن “العائد على بعض المشاريع يمكن أن يتحقق خلال ثلاث إلى أربع سنوات فقط نظرًا لعطش السوق المحلي”.

الطموح: سوريا في مصاف الدول الكبرى خلال بضع سنوات

وفي ختام حديثه، أكد الرئيس أحمد الشرع أنه “سخّر حياته لإنقاذ الشعب السوري، ومستعد لتقديم ما تبقى من عمره حتى يرى سوريا ناهضة قوية”، مضيفًا: “لا أؤمن بالوعود الكثيرة بل بالنتائج الملموسة”.

وقال: “سوريا كانت نموذجًا مدهشًا في قدرتها على إنقاذ نفسها من بيئة سياسية وأمنية معقدة، وستنقذ نفسها مجددًا ببناء ذاتها”.
وأوضح أن أولى أولوياته هي “عودة السوريين إلى وطنهم وإنهاء حالة اللجوء والهجرة”، مؤكدًا أن “سوريا ستكون في مصاف الدول الكبرى اقتصاديًا خلال بضع سنوات”.

واختتم الرئيس حديثه بالإشارة إلى مصادفة يوم الجلسة مع يوم ميلاده، قائلاً: “ولدت في الرياض عام 1982، واليوم أعود إليها رئيسًا في ضيافة سمو ولي العهد، ولعلها مشيئة من الله أن يتقاطع مولدي مع مولد سوريا الجديدة”.

 



الكلمات الدليلية:

الرياض

السعودية

الرئيس السوري أحمد الشرع

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى