اخبار السعودية : "الأدلة دامغة" .. "هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة
تتعرض إسرائيل لاتهامات خطيرة ومتزايدة بارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث تشير تقارير حقوقية موثوقة إلى قيامها بسياسات متعمدة لتقييد إمدادات المياه النظيفة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع المحاصر. فهل تتحمل إسرائيل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن هذه الأزمة المتفاقمة؟
تقليص حاد
ويُحمّل تقرير مفصل صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، وهي منظمة مرموقة في مجال حقوق الإنسان، إسرائيل تتحمل مسؤولية مباشرة عن تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث قامت بخطوات متعمدة لتقليص إمدادات المياه النظيفة بشكل حاد، مما أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر ملوثة وغير صالحة للشرب. ونتيجة لذلك، انتشرت الأمراض القاتلة، خاصة بين الأطفال، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات بشكل مأساوي.
وبينت منظمة هيومن رايتس ووتش أن هذه الأفعال تشكل جريمة إبادة جماعية، حيث تسببت في معاناة شديدة للسكان الفلسطينيين، وأدت إلى وفيات يمكن تجنبها. وتستند المنظمة في تقريرها إلى أدلة دامغة تشير إلى نية إسرائيلية متعمدة للتسبب في معاناة السكان المدنيين في غزة، وفقاً لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
ويستشهد التقرير بتصريحات صادرة عن وزراء إسرائيليين رفيعي المستوى في بداية الحرب، حيث أمر وزير الدفاع آنذاك، يوآف جالانت، بفرض حصار شامل على غزة، بما في ذلك قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود. وقد صرح جالانت قائلاً: “لن يكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود. كل شيء مغلق”.
كما كرر وزير الطاقة، إسرائيل كاتس، الدعوة لقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود إلى غزة، مما يشير إلى سياسة متعمدة ومتفق عليها على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية. وتعتبر هذه التصريحات دليلاً قويًا على نية إسرائيلية واضحة للتسبب في معاناة السكان الفلسطينيين في غزة.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى وجود ما يقرب من 670 ألف حالة من الإسهال المائي الحاد، وأكثر من 132 ألف حالة من اليرقان، مما يدل على انتشار أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد. وقد أدى تدمير البنية التحتية الطبية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والعيادات الصحية، إلى تفاقم الوضع بشكل كبير.
تدمير ممنهج
وأصبحت أمراض الطفولة القابلة للعلاج قاتلة في كثير من الحالات، وذلك بسبب نقص المياه النظيفة، وسوء التغذية، وتدهور الظروف الصحية العامة. كما أن الجفاف المقترن بسوء التغذية قد أضعف مناعة السكان ضد الأمراض، مما أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض المعدية.
وكشفت صور الأقمار الصناعية وتحقيقات منظمة هيومن رايتس ووتش عن تدمير ممنهج للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة. حيث قامت جرافات الجيش الإسرائيلي بتدمير الألواح الشمسية التي تزود محطات معالجة مياه الصرف الصحي بالطاقة، مما أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل.
كما دمرت إسرائيل 11 خزانًا للمياه بشكل كامل أو جزئي، مما أثر بشكل مباشر على إمدادات المياه النظيفة للسكان، وقد أدى هذا التدمير المتعمد إلى تفاقم أزمة المياه في غزة، حيث أصبح الحصول على المياه النظيفة أمرًا صعبًا للغاية.
وتدعي إسرائيل أن أفعالها تهدف إلى حماية أمنها القومي، وأنها تتخذ إجراءات ضرورية للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية. ومع ذلك، فإن تقرير هيومن رايتس ووتش يلقي بظلال من الشك على هذه الادعاءات، حيث يشير إلى أن أفعال إسرائيل تتجاوز حدود الدفاع عن النفس، وتنطوي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ويسلط تقرير هيومن رايتس ووتش، الضوء على قضية إنسانية ملحة، ويدعو المجتمع الدولي إلى التحقيق في هذه الادعاءات الخطيرة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان المساءلة والعدالة. فهل ستتمكن إسرائيل من تبرير أفعالها، أم أن الأدلة ستكشف عن حقيقة نياتها؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.