“شاعر”.. فيلم يحول قسوة الواقع إلى قصيدة مبهجة‎

“شاعر”.. فيلم يحول قسوة الواقع إلى قصيدة مبهجة‎

لم يكن مفاجئا أن يفوز الفيلم الكولومبي “شاعر” للمخرج سيمون ميسا سوتو بجائزة “النجمة الذهبية” في مهرجان الجونة السينمائي الذي انتهت فعالياته الجمعة الماضية، فقد جمع العمل بذكاء بين ملامح البيئة المحلية في أمريكا اللاتينية وبين المضمون الإنساني الذي يلامس وجدان المتفرج في كل مكان حول العالم.

أوسكار ريستريبو نموذج للشاعر الهش الذي ولّت أيام شبابه دون أن يحصد شهرة أو يترك بصمة، يفتقد للثقة في ذاته، وتساوره الشكوك في جدوى الكتابة الإبداعية أصلا، نظراته زائغة وعلاقته بالمقاهي الرثة تعكس أحد جوانب أزمته. 

يبدو كل ذلك وكأنه مقدمة تمهيدية للحدث الرئيس في الفيلم، حين يلتقي الشاعر المحبط الذي ينهشه إحساس مرير باللاجدوى والعبث بشاعرة شابة تنتمي إلى حي فقير وتمتلك الموهبة، لكنها تفتقر إلى المسار الصحيح ولا تعرف من أين تكون البداية.

تتحول العلاقة بين “ريستريبو” و”يُردلى” إلى حل للمأزق النفسي الإبداعي الذي يعيشه الطرفان، فالأول يرى فيها ظلا قديما يذكره بحماس البدايات في تجربته الفاشلة فينكفئ على مساعدتها في صقل موهبتها وإرشادها للخطوات الضرورية، بينما ترى فيه الفتاة معلمًا رائعا وحبيبا محتملا.

ولا يقع الفيلم فريسة سهلة لإغراء تحويل الحدث إلى قصة حب مباشرة بحثا عن اهتمام جماهيري، وإنما تُبنى العلاقة بين الطرفين بشكل متدرج لتتحول في النهاية إلى حوار بين جيلين مختلفين يبحثان عن قواسم مشتركة عبر حوار مفتوح له طابع وجداني مؤثر عن الإبداع واليأس والخذلان ومعنى السعادة. 

وصنع المخرج سوتا من بطء الإيقاع والتعبير بالنظرات وجماليات الضوء الطبيعي والرصد الهادئ المتمهل لانفعالات الشخصيات أداة فعالة لصنع شريط سينمائي يتميز بالرهافة والحساسية وكأنه قصيدة ملهمة تجعل من خشونة الأشياء سببا للأمل والبهجة. 

ونجح الفنان أوبيمار ريوس في تجسيد شخصية “ريستريبو” بفهم عال لدوافعها وألمها الشخصي وحزنها الخاص، معتمدا على الشحنة العاطفية في نظرات العين أكثر من أي شيء آخر.

وفي المقابل، استطاعت الفنانة ريبيكا أندريدي من خلال تجسيد شخصية “يُردلي”منح القصة حضورا وحيوية من خلال طاقة شبابية تشكل “النقيض الدرامي” لبطء وحزن الشخصية الرئيسة التي اتسم أداؤها بالتحفظ وعدم المجازفة. 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى