اخبار سوريا : فبركة جريمة خطف وقتل


صورة

كشفت تحقيقات أمنية وإعلامية عن تفاصيل صادمة تتعلق بفبركة حادثة اختطاف وقتل سيدة تُدعى “نغم عيسى” من محافظة حمص، بعد انتشار صور ومعلومات مضللة على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، أثارت الرأي العام وأحدثت حالة من التعاطف الشعبي والارتباك الإعلامي.

انطلاق القصة: صور مفبركة وشائعات عن جريمة غامضة
في منتصف شهر شباط 2025، انتشرت على مواقع التواصل صورٌ تُظهر امرأة مقيّدة اليدين ومعصوبة العينين، زُعم أنها “نغم يحيى عيسى”، البالغة من العمر 24 عامًا، من قرية خربة الحمام بريف حمص الغربي.

رافق انتشار الصور مزاعم عن اختطافها من قبل مجهولين أثناء وجودها في مدينة حمص برفقة شقيقة زوجها، بينما كانت في زيارة إلى عيادة طبية في حي عكرمة، وأنها قُتلت لاحقًا بطريقة غامضة.

وسرعان ما تناقلت الصفحات المحلية القصة باعتبارها “جريمة جديدة تهزّ حمص”، ما أثار موجةً واسعة من الغضب والتعاطف، قبل أن تتبين لاحقًا حقيقة مغايرة تمامًا لما رُوّج في البداية.

تفاصيل تبين حقيقة الحادثة المزعومة
بحسب شهادة “جمانة العلي”، شقيقة زوج نغم، فقد خرجت الأخيرة من العيادة بحجة شراء الطعام، لكنها لم تعد بعدها ومع تصاعد القلق، بدأت العائلة بالبحث عنها، ليتفاجأ الجميع بعد ساعات بانتشار صور تزعم اختطافها وقتلها.

ويذكر أن العائلة ومعها سكان القرية، أقاموا مجلس عزاء بعد ورود أخبار “وفاتها”، بينما بدأت الأجهزة الأمنية التحقيق في الملابسات.

التحقيقات تكشف الحقيقة: هروب لا اختطاف
بعد أيام من تداول القضية، كشفت التحقيقات الأمنية أن نغم عيسى لم تُختطف ولم تُقتل، بل هربت إلى لبنان برفقة شخص يُدعى بدر أسعد القاسم، كانت تربطها به علاقة عاطفية، ووفق اعترافات أدلت بها مصادر قريبة من العائلة، فقد نسّقت “نغم” مع “القاسم” خطة مُحكمة لتزييف حادثة الخطف والقتل، بهدف إخفاء هروبها عن زوجها وعائلتها.

كما تبيّن أن الصور التي انتشرت على مواقع التواصل مفبركة، التُقطت عمدًا لتبدو وكأنها توثق عملية تعذيب أو قتل، وتم نشرها بهدف إقناع المتابعين بصدق القصة.

ردود فعل العائلة: من الصدمة إلى المفاجأة
قال “شعبان العلي”، زوج نغم، إنه عاش أيامًا من الانهيار النفسي والحزن الشديد بعد إعلان “وفاتها”، قبل أن يتلقى تأكيدات من الأجهزة الأمنية بأن زوجته على قيد الحياة.

أما والدتها، “إقبال خيرو”، فأوضحت أن العائلة كانت قد فتحت عزاء رسميًا بعد انتشار خبر الوفاة، قبل أن تتلقى اتصالًا من نغم تخبرهم فيه بأنها حية تُرزق في لبنان، وأن الصور المتداولة كانت جزءًا من عملية تمثيل نفّذتها بمساعدة القاسم.

دور “بدر أسعد القاسم” واتصالات مشبوهة
الكاتب السوري “ناصر النقري” روى أنه تلقى اتصالًا من القاسم بتاريخ 29 آذار 2025، أخبره فيه أنه تمكن من “تحرير” نغم عيسى، معتقدًا أنها كانت مختطفة.

لكن مع تطور الأحداث، اكتشف النقري أن القاسم شارك فعليًا في فبركة القصة واستغلالها إعلاميًا، إذ تواصل مع شخصيات دينية وإعلامية من بينها الشيخ علي قدور، رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان، إضافة إلى مكتب الأمم المتحدة، محاولًا تدويل قصة الخطف المزعومة.

وفي وقت لاحق، قام “القاسم” ببث مباشر عبر وسائل التواصل هاجم فيه الكاتب النقري، وعرض محادثات ومقاطع صوتية تؤكد أن الأخير كان على علم بمكان نغم، ما أثار مزيدًا من الجدل حول دوافع القاسم وحقيقة نواياه.

القضية تكشف خطورة التضليل الرقمي
قضية “نغم عيسى” أعادت إلى الواجهة النقاش حول انتشار الشائعات في الفضاء الإلكتروني السوري، وكيف يمكن لفيديو أو صورة واحدة أن تحوّل حادثة شخصية إلى قضية رأي عام في ساعات قليلة، من دون تحقق أو توثيق.

كما أثارت الحادثة مخاوف من استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لبثّ أخبار كاذبة لأغراض شخصية أو عاطفية أو حتى سياسية، ما يستدعي تعزيز الثقافة الإعلامية الرقمية لدى المستخدمين، وتشديد الرقابة على نشر الأخبار الحساسة المتعلقة بالجرائم والاختطاف.

وكان شهد حي العباسية في مدينة حمص بتاريخ 23 تشرين الأول 2025 حادثة أُثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول منشورات عن خطف الشابة “آية جعفر التاسع”، ثم تبين أنها.

وبحسب معلومات متطابقة فقد غادرت آية منزلها الكائن قرب مدرسة الثورة في حي العباسية عند الساعة السابعة صباحاً متوجهةً إلى منزل صديقتها لينا دنيا في حي الزهراء، وذلك على خلفية خلاف عائلي داخل المنزل.

وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً من اليوم نفسه، قام شقيقها خضر جعفر التاسع بنشر منشور عبر منصة “فيسبوك” على صفحات يُفيد بخروج شقيقته من المنزل وعدم عودتها، ما أثار تفاعلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل.

وفي اليوم التالي عند الساعة الثانية ظهراً، عادت آية إلى منزل أهلها وأوضحت أنها كانت عند صديقتها ولم تتعرض لأي حادثة خطف، ليقوم شقيقها بإبلاغ فرع المعلومات – مكتب العباسية بعودتها بسلام.

وأكدت مصادر في الجهات المختصة أن مثل هذه البلاغات غير الدقيقة أو المفتعلة تسيء إلى الجهود الأمنية وتثير بلبلة في الرأي العام، مشددةً على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق من يفتعل مثل هذه الحوادث بهدف لفت الانتباه أو تضليل الأجهزة الأمنية.

وفي سياق متصل، صرّح مدير مديرية الأمن الداخلي في منطقة مصياف، العميد “إبراهيم المواس”، بأن وحدات الأمن باشرت التحقيق في بلاغ آخر حول فقدان الاتصال بالمواطنة (ش.ص) من قرية دير شميل بعد عودتها من عملها.

وأوضح أن التحقيقات الأولية، التي شملت مراجعة كاميرات المراقبة واستجواب الشهود، لم تثبت وجود أي مؤشرات على وقوع عملية خطف. ومن خلال المتابعة الدقيقة، تم تحديد مكان المفقودة برفقة شخصين في أحد المنازل على أطراف مدينة مصياف.

وبموجب إذن من النيابة العامة، تم مداهمة الموقع وضبط مواد مخدّرة وسلاح فردي، وتبيّن من التحقيقات أن الأشخاص الثلاثة كانوا قد خططوا لادعاء حادثة خطف وهمية بهدف الاحتيال المالي على ذويها، إلى جانب تورطهم في أنشطة غير قانونية شملت تعاطي المخدرات وممارسة الدعارة.

هذا وأكد مدير الأمن الداخلي أن جميع المتورطين أُحيلوا إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية وفقاً للأنظمة النافذة، داعياً المواطنين إلى توخي الدقة والمسؤولية عند الإبلاغ عن حالات الفقدان، والتعاون مع الجهات المختصة بعيداً عن نشر الشائعات التي قد تُسيء للأمن العام.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى