كيف سقط حكم نظام آل الأسد الذي دام 54 عاما في سوريا خلال 11 يوما فقط!

بينما كان المتمردون المسلحون يقتربون من دمشق يوم السبت، أمر الأسد قواته بالدفاع عن العاصمة السورية، واثقًا على ما يبدو من أن الجيش سيأتي لإنقاذه، وفقًا لمسؤولين سوريين مطلعين على الأمر.

بحلول مساء السبت، اختفى الأسد ولم يظهر لإلقاء خطاب كان معدًا مسبقًا إلى الأمة، ولم يكن لدى حكومته أي فكرة عن مكانه حيث علموا اعضائها، مع بقية العالم، أن الأسد هرب من البلاد قبل ساعات من دخول المتمردين الذين استولوا على سوريا.
كشف سقوط نظام الأسد، الذي أنهى 50 عامًا من حكم عائلته، مدى تآكل الجيش السوري بسبب سنوات من الفساد والانشقاقات لصالح التمرد والأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد حيث انخفضت معدلات التجنيد، وتجنب الرجال السوريون الخدمة الإلزامية.

اعتمد الجيش، وفقا لتقرير نشرته “وول ستريت جورنال” وترجمه المشهد اليمني، منذ وقت مبكر من الحرب الأهلية بشكل كبير على قوى خارجية لتعزيز خطوطه واستقدمت إيران والنظام السوري ميليشيات من لبنان والعراق وأفغانستان، ووفرت روسيا الطائرات الحربية والدفاعات الجوية والمستشارين العسكريين.

ومع ذلك، في ساعاته الأخيرة كزعيم لسوريا، عندما طلب الأسد المساعدة من حكومات أجنبية، وجد أنه نفد من الحلفاء والولاء العسكري.

وأكد السقوط السريع لدمشق مدى ضعف النظام، حيث قال آرون لوند، المحلل الأمني في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، وهي مركز أبحاث حكومي: “النظام كان في وضع أسوأ مما كنا نظن”، وأضاف: “تلقى ضربة قاضية مبكرًا ولم يتعافَ أبدًا”.

في غضون 11 يومًا، حقق المتمردون ما كان يبدو مستحيلًا بعد 13 عامًا من القتال الوحشي مع قوات الأسد.

في وقت مبكر من صباح الأحد، احتشد المتظاهرون في شوارع العاصمة للاحتفال بالاستسلام السريع للنظام، وقال أحد السكان البالغ من العمر 37 عامًا: “كنت أخشى حقًا من معركة دمشق”.

كانت قوات الأسد الحكومية تعاني من نقص في الإمدادات، ومرهقة من سنوات الحرب، وتترنح من الهزائم بعد أن استولى المتمردون على مدينة تلو الأخرى، بدءًا من حلب في 30 نوفمبر.

في جيب صغير من الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة المتمردين في شمال غرب سوريا، كان زعيم المتمردين أبو محمد الجولاني ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض، مستغلًا تغير الرياح الجيوسياسية وباحثًا عن نقاط الضعف.

وجاء الوقت المناسب عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري ضد حزب الله في سبتمبر، فلقد لعبت الميليشيا اللبنانية دورًا أساسيًا في دعم قوات الأسد، لكنها تعرضت لضربات موجعة بعد آلاف الغارات الجوية الإسرائيلية التي دمرت معظم مخزونها من الأسلحة وقتلت العديد من قادتها.

الباب المفتوح
بدأ سقوط الأسد عندما تحرك الرئيس السوري لقمع انتفاضة ضد حكمه في عام 2011، بعد أن فتحت قواته الأمنية النار على المتظاهرين، تحولت الاحتجاجات الشعبية إلى تمرد مسلح.

ساعدت روسيا وإيران الأسد على استعادة أكثر من ثلثي أراضي البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.

وبدأت الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع النظام بإعادة الأسد إلى الحظيرة. كما أن الدول الغربية التي سعت للإطاحة به أصابها الإرهاق.
ثم انشغل أقوى داعمي الأسد في أماكن أخرى.
دفع غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022 بموسكو إلى سحب معداتها العسكرية من سوريا، أما إيران، فغرقت في صراع جديد بعد هجوم حماس الدموي في السابع من أكتوبر العام الماضي على إسرائيل.

والحق الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف تقليص النفوذ الإيراني ضربات قاسية بشبكة إيران من حلفائها الميليشيات في المنطقة، مما أدى إلى دمار واسع في صفوف حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، واستهداف الشبكة العسكرية السرية الإيرانية في سوريا.

كل ذلك فتح الباب أمام هيئة تحرير الشام، المجموعة المتمردة بقيادة الجولاني والمعروفة باسم HTS.

كانت المجموعة تبني قدراتها العسكرية على مدى أربع سنوات منذ انتهاء آخر هجوم كبير شنته روسيا وحكومة الأسد.

وبدأت هيئة تحرير الشام إنشاء أكاديمية عسكرية وبدأت تصنيع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم الناجح.

كانت حلب، التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب ومركزها التجاري الرئيسي، رمزًا للثورة وصمد المتمردون هناك لمدة أربع سنوات، في وجه حصار وقصف روسي ومن قوات النظام إلى أن تم طردهم من المدينة عام 2016.
وشكلت استعادة المتمردين لحلب ضربة كبيرة للحكومة، وقبل أن يتحدث الأسد عن الهزيمة، مرّ الجولاني وسط حشد من المؤيدين ليصعد درجات قلعة حلب الأثرية واعدًا بعصر جديد لسوريا.
ويقول آرون زيلين، الباحث البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤلف كتاب حديث عن هيئة تحرير الشام، التي تُصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة بسبب روابطها السابقة مع القاعدة: “لا أعتقد أنهم كانوا يتوقعون أن يستولوا على حلب في غضون أربعة أيام”، وأكد الجولاني أنه هو ومنظمته قد تخلوا عن التطرف.

بعد سقوط حلب، حاول الأسد حشد الدعم لقواته العسكرية المتداعية، ملتمسًا الدعم من روسيا وإيران.

شنت روسيا ضربات جوية لكنها توقفت في غضون أيام.

وقالت إيران للأسد إن المساعدة لنظامه ستكون محدودة في طبيعتها، إن أتت أساسًا، وألقى المسؤولون الإيرانيون باللوم على الأسد لعدم استعداده للهجوم المتمرد، وقالوا إنهم غير قادرين على إرسال تعزيزات عسكرية بسبب إسرائيل، وفقًا لمسؤولين سوريين. وأضاف المسؤولون أن طائرة إيرانية كانت متجهة إلى سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع قد عادت أدراجها بسبب تهديد الضربات الجوية الإسرائيلية.

وأمرت إيران الحرس الثوري الإسلامي والميليشيات التابعة له بالابتعاد عن القتال، وفقًا للمسؤولين السوريين، ثم نسقت إيران خروجًا آمنًا لأفرادها وأبرمت صفقة لتسليم مقاتليها الأراضي للمتمردين سلميًا.

وتقول لينا الخطيب، خبيرة الأمن في الشرق الأوسط والزميلة في تشاتام هاوس، معهد السياسات في لندن: “كلا من روسيا وأجزاء كبيرة من النظام السوري، بما في ذلك شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، أدركوا أن دائرة الأسد كانت عبارة سفينة غارقة”.
بعد السيطرة على حلب، تدفق المتمردون جنوبًا في قافلة من الشاحنات الصغيرة متجهين نحو حماة، المدينة التالية ضمن سلسلة المدن التي كان الأسد قد قاتل للاحتفاظ بها في وقت سابق من الحرب وهناك، اندلعت معركة شرسة خلفت خسائر في كلا الجانبين وتمكن المتمردون من السيطرة على حماة في غضون أيام.

وفي ليلة الخامس من ديسمبر، حشد المتمردون قافلة مسلحة على الطريق المؤدي إلى حمص، استعدادًا لقطع وصول الأسد إلى القواعد العسكرية على الساحل المتوسطي والحدود اللبنانية.

حالة من الهلع
انتشر الذعر في دمشق بعد أن اجتاح المتمردون حماة، كما قال أحد السكان البالغ من العمر 37 عامًا والذي كان يخشى معركة على العاصمة، وقال إنه حاول ترتيب أوراق قطته الأليفة يوم الجمعة، في حالة اضطراره إلى الفرار من البلاد.

وقال أحد السكان الآخرين الذي قاد سيارته عبر المدينة خلال الساعات التي سبقت الاستيلاء عليها إنه عرض توصيلة لجندي، وقال: “لقد كان مرعوبًا”.
وفي شوارع المدينة، اصطف الناس خارج المحلات التجارية لشراء المنتجات التي كانت تختفي بسرعة من على الرفوف، وارتفعت الأسعار، وذكّرت المشاعر المقيم البالغ من العمر 37 عامًا بما كان عليه الحال خلال الأيام الأولى للحرب الأهلية.

وقال إنه بعد عودته إلى المنزل، نام قبل منتصف الليل، محاولًا نسيان الأصوات في الخارج.

وحوالي الساعة الثالثة صباحًا في دمشق، أيقظته أصوات الهتافات وإطلاق النار، وقال إن الرجال بالخارج كانوا من السكان المحليين، من بين أولئك الذين اجتذبهم انتصارات المتمردين.

لقد أيقظ التقدم شبكات الناشطين والجماعات المتمردة السرية التي كانت خاملة لسنوات.

قال الرجل: “لقد كان الأمر محليًا أكثر مما كنت أتوقعه. عندها بدأت أشعر بسعادة غامرة”.

لكن مع مرور الساعات، تزايدت مخاوفه من الفوضى. طرق رجال مسلحون مجهولون باب أحد معارفه وسألوا عن ديانته وعاد أحد الجيران إلى منزله ليجد أن رجالًا مسلحين كسروا باب المنزل ونهبوه.

ونهب مبنى حكومي قريب، على الرغم من تعليمات قادة المتمردين بعدم انتهاك الممتلكات العامة وفُرض حظر تجول في العاصمة من الساعة الرابعة عصرًا حتى الخامسة صباحًا، ومع ذلك استمر إطلاق النار.

وانضمت مجموعة من القوات المعارضة للأسد إلى المعركة، لتخلق حركة كماشة على العاصمة، واستولت الميليشيات الكردية بقيادة قواتها على أراضٍ حكومية جنوب نهر الفرات، واندفع مقاتلون مدعومون من الولايات المتحدة نحو العاصمة من موقع بعيد في الصحراء.
وتوقع بعض القادة العسكريين، بعد حسم الحرب، ان يعقد اتفاق محتمل لانتقال السلطة بدلًا من الصمود والقتال.

وأصدر قادة الأمن القومي أمرًا بتسليم سلمي للمتمردين دون إبلاغ الأسد، وفقًا لمسؤولين سوريين، الذي سرعان ما انتقل إلى متن طائرة اتجهت إلى روسيا.

دخل الجولاني دمشق يوم الأحد بعد رحيل الأسد، وتجوّل بين أنصاره المبتهجين في حديقة عشبية ومسجد يعود للقرن الثامن، واصفًا السيطرة على المدينة بالتاريخية.

وقال الجولاني للحشد: “نحن عازمون على مواصلة المسار الذي بدأه الشعب السوري في عام 2011. المستقبل لنا”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى