”من مصدر خير إلى بؤرة تلوث: مياه الصرف الصحي تغمر مزارع الكوسة والطماطم في البيضاء – هل أصبح طعامنا سلاحًا بيولوجيًا؟”

في مشهد يُنذر بكارثة صحية وبيئية وشيكة، كشف مواطنون في مدينة البيضاء عن تسرّب مياه الصرف الصحي غير المعالَجة إلى وادٍ زراعي حيوي يُستخدم لري مساحات شاسعة من محاصيل الخضروات، أبرزها الكوسة والطماطم— والتي تُعدّ أساسًا في المطبخ المحلي.

وبحسب شهود عيان، فإن الوادي الذي كان يومًا ما “نبع خير” للمزارعين، تحوّل إلى مصرف مفتوح لمجاري المدينة، ما يهدّد سلامة التربة، ويُلوّث المحاصيل الزراعية بمواد كيميائية وبيولوجية خطرة، منها البكتيريا المَعِيَة، الفيروسات المعوية، والطفيليات التي قد تنتقل مباشرة إلى المستهلك عبر السلسلة الغذائية.

وقال أحد المزارعين، طالبًا عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام:

“نحن نروي أرضنا من هذا الوادي منذ عقود، لكن في الأسابيع الأخيرة لاحظنا رائحة كريهة قوية، وتغيّر لون المياه. بعض المحاصيل بدأت تذبل دون سبب واضح، والجيران أصيبوا بإسهالات حادة لم تُفسّر طبيًا.”

استنفار مجتمعي ودعوات للتدخل العاجل

وأمام تصاعد المخاوف، طالب أهالي المنطقة السلطات المحلية في البيضاء، إلى جانب وزارة الزراعة ووزارة البيئة، بالتدخل الفوري لوقف هذا التصريف غير القانوني، وفتح تحقيقٍ شفاف يُحدّد الجهات المسؤولة—سواء كانت بلدية، شركة خدمات، أو جهة رقابية متراخية.

كما دعا ناشطون بيئيون إلى تشكيل لجنة طوارئ مستقلة لفحص عيّنات من مياه الري والتربة والمحاصيل، مشددين على أن “السكوت عن هذه الجريمة البيئية يُعدّ تواطؤًا صامتًا ضد صحة المواطنين”.

“لا يمكن أن نسمح بتحويل أراضينا الزراعية إلى مكبّات مجاري”، قال أحد الناشطين. “الطماطم والكوسة ليستا مجرد محاصيل… بل غذاء لأطفالنا. والتلوث هنا لا يهدد المزارع فقط، بل كل بيت يستهلك هذه المنتجات.”

خطر يتجاوز الحقل إلى المائدة

الخبراء يحذّرون من أن الري بمياه الصرف الصحي غير المعالَجة—وإن كان شائعًا في بعض المناطق النامية لقلّة الموارد—يُعدّ من أخطر ممارسات الزراعة غير الآمنة، إذ يُمكن أن يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا، التيفوئيد، والتهاب الكبد الوبائي (A)، خاصة في ظل غياب الرقابة الصحية على المنتجات الزراعية قبل وصولها إلى الأسواق.

وفي ظل غياب بيانات رسمية حول جودة مياه الري في المنطقة، يزداد القلق بين الأسر، خصوصًا النساء اللواتي يُدركن أن سلامة الطعام تبدأ من الحقل، لا من المطبخ.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى