دور الإعلام الجنوبي في تنمية الوعي الوطني (الحلقة الثانية)


4مايو/د. أمين العلياني

بالعودة إلى ما ذكرناه في المقال السابق يوم أمس وبصورة أكثر وضوحًا وشمولًا، حول دور الإعلام في صناعة الوعي الجنوبي في التغريدة رقم(1) يظهر الدور المهم للإعلام الجنوبي في توجيه الوعي الوطني؛ لكن الأهم من ذلك يكمن في الإجابة عن التساؤلات الآتية: ما دور الإعلام في توجيه الوعي الوطني؟ وهل يتوقف دوره على وسائل الإعلام التقليدية أم لابد أن يشمل وسائل الإعلام الجديد؟ وهل الوعي الإعلامي الوطني يظل رهين المرحلة أم لابد أن يشمل المتلقين في المرحلة المقبلة التي تنشدها دولتنا الجنوبية القادمة؟ وكيف يمكن أن يكون للمؤسسات الإعلامية الجنوبية برامج وموجهات الوعي الوطني بشكل أعمق وأشمل مما كان عليه في التعامل في المرحلة السابقة؟

إن محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة تفتح المجال أمام العديد من الدراسات والبحوث العلمية والنقاشا الأكاديمية والمهنية الإعلامية، وهو ما يحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الأكاديمية والبحثية في القطاعين العام والخاص، وهذا بدوره يحتاج في البداية إلى تحديد الأهداف من تكوين وعي جماهيري يهدف إلى معاينة الحقائق ومساندة القضايا المهمة والمهمة في في تعزيز الوعي الوطني نحو دولتنا الجنوبية التي ناضل ويناضل من أجلها شعبنا الجنوبي، مع الأخذ بعين الاعتبار عمليات التوجيه ونشر الوعي والتعبئة الوطنية المباشرة، بوصفها هوية وانتماء وأيديولوجيا وطنية لا تقتصر على القطاع العام الجماهيري بل يجب أن تسهم وتنشر في القطاعين العسكري والأمني بصورة ذات أهمية لآنهما يعدان من أهم المكتسبات التي تحمي الأرض وتجسد النظام وتبث الاستقرار ويصبح الوطن هو الوعي المكتسب عبر مجموعة من الحقائق، وتتلخص في:

1 – إن من حق مجلسنا الانتقالي الجنوبي بوصفه حاملا رسميًّا لمشروع دولتنا الجنوبية حماية نفسه من خطر المعلومات الإعلامية المغلوطة والافتراءات التي لها انعكاسات خطيرة على مستقبل مشروعه السياسي والوطني وأمنه القومي، ومن شبكات الإعلام والاتصال التي لا تحترم القوانين ولا تتبع المعايير الإعلامية من جهات واضحة العداء لمشروعه الوطني.

2 – إن المكتسبات الأمنية والعسكرية الجنوبية تعدان صمام أمان لحماية المكتسبات الوطنية الجنوبية من أي تهديدات، يمكن أن يستغلها أعداء المشروع الجنوبي ضد قضيته ومشروعه التحرري من خلال إعلامه المضاد وتؤدي إلى الخلل في بنية المجتمع المؤمن بالتحرير والاستقلال.

3 – إن للإعلام الجنوبي الأمني دورًا بالغ الأهمية في مجتمع الجنوبي، وهو ركيزة أساسية لدعم وتنمية الحس الأمني والوقائي لدى الأفراد، إضافة لكونه وسيلة مثلى في توسيع الآفاق المعرفية، وهو ما يجعل الأمن مسؤولية تضامنية يسعى الإعلام الجنوبي إلى تحقيق غايته الوطنية.

4 – إن للإعلام الجنوبي أدوارًا وطنية متنوعة ومهامًا رسمية عليه أن يؤديها، وهي تشكل الرسالة الإعلامية الجنوبية الجمعية، وعلى الرغم اوان وجدت اختلافات وتياينات في التوجهات بين وسائل الإعلام الجنوبي ة في بعض القضايا الجزئية لكن يجب أن أن يكون هناك لزومية التوافق فيما بينها على أهمية الالتزام بالدور الوطني المتمثل في خدمة الوطن الجنوبي ومشروعه التحرري والسعي لترسيخ مبادئ الولاء والانتماء بجوانبه المختلفة لدى الأفراد والجماعات والكيانات والمؤسسات.

5 – إن الإعلام الجنوبي لم يعد مجرد وسيلة لنقل المعلومات والأفكار، بل يجب أن يتحول إلى أفكار ووعي فعال يسهم في تكوين شخصية المواطن الجنوبي وتوجهاته واهتماماته في جوانب الحياة المختلفة: السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بصورة مشابهة في التأثير الذي أصبح الإعلام قادرا في الإسهام وإعادة التشكيل الثقافي ووعي الأفراد من خلال الأوعية الإعلامية المتنوعة والتقنيات المتطورة، التي فرضت سطوتها وأثبتت قدرتها على التأثير، لاسيما في الجوانب الفكرية.

وفي ختام هذه التغريدة: أقول إن الوعي الإعلامي بأهمية الوطن الجنوبي يجب أن يتصدر حتى حب الوطن نفسه والإخلاص له؛ لأن الوعي ليس عاطفة تأتي بسهولة وتزول بأسرع من السهولة ذاتها، بل الوعي عبر الإعلام بأهمية الوطن هي غاية تجعل النفس الجنوبية وروحها هي أرخص شيئا بالتضحية في سبيله، لان الوطن صار قائمة من الأولويات الوعي.
ومن هنا يصبح أمام الإعلام الجنوبي مسؤولية تحتاج إلى جهود مضاعفة وخطط ودراسات، تجعل الحاجة ماسة لحشد الجهود الإعلامية وتضافرها وتوظيفها في المحافظة على قيم الوطن الجنوبي ومقدراته ومكتسباته والإبقاء على تماسك نسبجه الاجتماعي، وتعزيز روح الانتماء له ورفع مستوى الوعي والأمن الوطني على أرضه وحدوده وثروته وأفراده.

يتبع (3)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى