دعوات لإنقاذ متنفسات عدن من قبضة متعاطي القات

انتشرت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي صور تُظهر كورنيش الشهيد جعفر محمد سعد في عدن وقد تحول إلى مقيل جماعي لمتعاطي القات، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي والنشطاء.
الصور أظهرت مجموعات كبيرة من الشباب يفترشون الكورنيش بأدواتهم الخاصة بالمقيل، ما حوّل المكان من متنفس حضري إلى مشهد يوصف بأنه يشوه الوجه الجمالي للمدينة.
هذا التطور دفع الأجهزة الأمنية إلى التحرك السريع، حيث قامت بمنع تعاطي القات في المنطقة، وأخلت الكورنيش من المتعاطين، حسب ما أفاد به مواطنون.
ورغم هذا التحرك، تظل هذه الظاهرة جزءًا من مشكلة أوسع تعاني منها المتنفسات العامة في عدن، وسط دعوات متزايدة لاتخاذ إجراءات جذرية.
كورنيش يتحول إلى “لوكندة” مفتوحة
كورنيش الشهيد جعفر، أو كما يُعرف بممشى خورمكسر، ليس الوحيد الذي يعاني من هذه الظاهرة ساحل أبين، ساحل الحسوة، ساحل الغدير، وحديقة الكمسري جميعها أصبحت مقصدًا لمتعاطي القات الذين يفترشون الأرض يوميًا منذ ساعات ما بعد الظهيرة وحتى المساء.
يتوافد هؤلاء في مجموعات وأفراد حاملين معهم كل ما يحتاجونه لجلسات المقيل، بما في ذلك الفرش والمداكي وأدوات الشيشة.
هذه الممارسات اليومية حولت الأماكن التي كانت مخصصة للتنزه والاستجمام إلى مواقع تعج بالفوضى، ما تسبب في مضايقة العائلات والزوار الذين يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة المكان أو تجنبه تمامًا.
تأثير سلبي على العائلات والزوار
عدن، التي طالما عُرفت بجمالها وتاريخها كمدينة حضارية، أصبحت اليوم تعاني من ظاهرة تتعارض مع طابعها المدني. العائلات التي ترغب في قضاء أوقات ممتعة في المتنزهات تجد نفسها في مواجهة مشاهد مزعجة، بينما الزوار القادمون من خارج عدن يحملون معهم انطباعات سلبية بسبب هذه الظاهرة.
يقول أحد سكان “خورمكسر”: “كان الكورنيش مكانًا جميلاً نأتي إليه مع أطفالنا للاستمتاع بالهواء النقي، أما الآن فقد أصبح وجهة للمخزنين فقط لم يعد بإمكاننا الجلوس في هذه الأماكن”.
صمت السلطات
ورغم تحركات الأجهزة الأمنية الأخيرة لإخلاء كورنيش الشهيد جعفر من المخزنين، وقبلها أعلنت عن قرار منع تعاطي القات في المتنفسات لم ينفذ إلا أن هذه التحركات تظل محدودة ولا تعالج جذور المشكلة.
يرى العديد من المواطنين أن الظاهرة تنتشر بشكل أوسع بسبب غياب الرقابة الحقيقية والصارمة على هذه الأماكن.
اللافت أن بعض مرتادي المتنفسات لغرض تعاطي القات هم من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية، الذين يظهرون بأطقم الدولة في هذه المواقع، مما يعكس تهاونًا رسميًا تجاه المشكلة.
تعليقات
الصحفي فتحي بن لزرق كان من بين أوائل الذين علقوا على هذه الظاهرة وقال في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي:”شاهدت هذه الصورة مساء أمس وحزنت للحال الذي وصل إليه كورنيش فندق عدن (كورنيش الشهيد جعفر محمد سعد) وأيضًا كورنيش خورمكسر الجديد. كان هذا المكان واحدًا من أفضل الأماكن التي ترتادها الأسر في عدن وكان مثالًا للجمال وحسن التنظيم قبل أن تستولي عليه قطعان متعاطي القات هذه.
وأضاف:”أعتقد أنه حان الوقت لمنع تعاطي القات في المنتزهات العامة. نريد أماكن خاصة بالأسر بعيدًا عن هذه المناظر المقززة، ولكي نعكس صورة إيجابية لمن يزور بلادنا”.
من جهته، عبّر الصحفي ياسر اليافعي عن استيائه قائلًا:”ثقافة تعاطي القات في المجتمع تتوسع بشكل ملحوظ، وكأنها تلقى صمتًا وربما دعمًا من السلطات الأمنية والجهات المعنية! تخيلوا… يتم تأجير جلسات قات في الكورنيش، المكان الذي من المفترض أن يكون مخصصًا للعائلات أو لمن يبحث عن الهدوء والمشي وتغيير الجو!”
وتابع:”إلى أين نحن ذاهبون بهذا الوضع؟ هل هذا هو مستقبل عدن؟”
دعوات للحلول
مع تصاعد الغضب الشعبي، تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات حازمة تجاه هذه الظاهرة المواطنون والناشطون يطالبون السلطات المحلية بمنع تعاطي القات في المتنزهات العامة تمامًا وإعادة هذه الأماكن إلى دورها الأصلي كوجهات عائلية ومتنفسات للجميع.
يقول أحد النشطاء: “نحتاج إلى قرار جريء يعيد لهذه المتنفسات جمالها الحقيقي يجب أن تكون هذه الأماكن مخصصة للعائلات والزوار وليس لجلسات القات”.
مسؤولية مجتمعية
لا تقتصر المشكلة على السلطات فقط، بل تمتد إلى المسؤولية المجتمعية تعاطي القات في المتنزهات يعكس خللًا ثقافيًا وتربويًا يحتاج إلى معالجة عبر التوعية والضغط الاجتماعي.
عدن، كمدينة تاريخية وحضارية، تستحق أن تكون نموذجًا للجمال والنظام و الحفاظ على المتنفسات العامة وإعادتها إلى طبيعتها لا يمثل فقط واجبًا على السلطات، بل مسؤولية مشتركة يجب أن يتحملها الجميع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.