إيران والحوثيون تحت المجهر: استراتيجية ترامب الجديدة في اليمن

من المتوقع أن يشهد الشهر المقبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مما يفتح الباب على عودة سياسة “الضغط الأقصى” التي طبقتها إدارته في ولايته الأولى تجاه إيران.

هذا التحول في السياسة الأميركية من شأنه أن يترك آثاراً كبيرة على الوضع في اليمن، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن إيران تشكل تهديداً على استقرار المنطقة، بما في ذلك تأثيراتها على الصراع في اليمن.

في ظل التغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة مؤخراً، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها الجماعات المدعومة من إيران في سوريا، يتوقع أن تضع الإدارة الأميركية الجديدة اليمن في مقدمة أولوياتها، وتحديداً في إطار محاولاتها لمواجهة التوسع الإيراني في المنطقة.

فمنذ انهيار الحكومة المعترف بها دولياً في صنعاء قبل عشر سنوات، استولى الحوثيون على الشمال اليمني، وأصبحوا قوة فاعلة تدير نحو ثلاثة أرباع السكان في البلاد.

ورغم التحولات التي شهدها الصراع في اليمن في الآونة الأخيرة، فإن الحوثيين واصلوا توجيه تهديدات خطيرة للعالم عبر هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أثر على الاقتصاد العالمي.

وقد شكلت هذه الهجمات تهديداً مباشراً للممرات البحرية الحيوية، مثل مضيق باب المندب، وهو ما أدى إلى تراجع الإيرادات المصرية من قناة السويس بشكل كبير هذا العام.

ومع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، تعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الحوثيين يمثلون تهديداً أمنياً يجب معالجته، حيث تم تصنيفهم كمنظمة إرهابية.

في الوقت ذاته، أظهرت الأمم المتحدة تواطؤاً غير مباشر مع الحوثيين من خلال تسهيل المعاملات المالية عبر البنوك التي يديرها الحوثيون، مما يزيد من تدفق الموارد إلى هذه الجماعة.

وفي عدن، يشعر المسؤولون المحليون بالقلق من الدعم الذي تقدمه الوكالات الدولية للحوثيين، مثل الدفع بالدولار الأميركي مقابل تحويلات بالعملة المحلية، ما يعزز قدرة الحوثيين على مواصلة سيطرتهم.

بالرغم من محاولات احتواء الحوثيين، فإن الإجراءات المتخذة حتى الآن لم تكن كافية. وبالتالي، هناك دعوات لتبني استراتيجية أكثر شمولاً تتضمن ضغطاً داخلياً وخارجياً على قيادة الحوثيين، إضافة إلى تعزيز إصلاحات سياسية داخلية في الحكومة اليمنية التي يترأسها المجلس الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء.

ومن الضروري أن تتحقق نتائج ملموسة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، بما يعزز الثقة في فاعلية الحكم في هذه المناطق.

ويشير مراقبون إلى أن النظام الحوثي لا يُعتبر مجرد تابع لإيران، بل يمتلك طموحاته الخاصة وأجندته الإقليمية التي تتطلب احتواء أكبر، خاصة في ظل تراجع التحالفات الإيرانية في العديد من الدول العربية.

ويتساءل الكثيرون عن مدى قدرة الإدارة الأميركية الجديدة على التأثير في مسار الصراع اليمني، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبيرة.

وفي الختام، يبدو أن الجمود السياسي في اليمن قد يظل يشكل أحد التحديات الكبرى في سياسة ترامب القادمة، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية العميقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى