محافظ حضرموت يبحث مع جمعيات الصيادين في الريدة وقصيعر سُبل تنظيم الاصطياد والحفاظ على الثروة السمكية

في إطار حرصه على دعم قطاع الثروة السمكية وضمان استدامتها كمصدر غذائي واقتصادي حيوي لأبناء محافظة حضرموت، عقد محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم السبت، لقاءً تشاوريًا موسعًا في مدينة المكلا، مع قيادات جمعيتي “المصينعة التعاونية السمكية” و”الوفاء السمكية” في مديرية الريدة وقصيعر.

2a01:4f8:a0:6472::2

وجرى خلال اللقاء، الذي حضره رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر العربي المهندس يسلم بابلغوم، مناقشة أوضاع الصيادين في المديرية، واستعراض التحديات التي تواجه نشاطهم اليومي، إلى جانب بحث السبل الكفيلة بتنظيم عملية الاصطياد وحماية الثروة السمكية من الاستنزاف، باعتبارها ركيزة أساسية للأمن الغذائي ومصدر رزق رئيسي لآلاف الأسر في الساحل الحضرمي.

وأكد المحافظ بن ماضي على أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي لضمان استدامة هذا المورد الحيوي، مشددًا على ضرورة الالتزام بالأنظمة واللوائح المنظمة للعمل السمكي، لا سيما فيما يتعلق بمواسم الاصطياد وأحجام الشباك المستخدمة، وطرق الصيد التي لا تلحق ضررًا بالموارد البحرية.

وخلال اللقاء، تم التوافق على عدد من الإجراءات العملية، أبرزها تنظيم عملية اصطياد أسماك الساردين، التي تشهد إقبالًا متزايدًا، بما يضمن عدم الإضرار بالتوازن البيئي البحري أو استنزاف المخزون السمكي. كما تم الاتفاق على تكثيف الحملات الرقابية لضبط المخالفين من الصيادين الذين لا يلتزمون بالتشريعات الناظمة للعمل السمكي، وذلك بالتنسيق بين السلطة المحلية والهيئة العامة للمصائد السمكية.

كما تطرق اللقاء إلى الخطط المستقبلية لتأهيل وتطوير مركز الإنزال السمكي في المصينعة، باعتباره حلقة وصل حيوية بين الصيادين وسوق الاستهلاك، وضرورة تحسين بنيته التحتية لضمان سلامة المنتج السمكي ورفع كفاءة عمليات التسويق والتوزيع.

وأشاد المحافظ بن ماضي بمواقف أبناء مديرية الريدة وقصيعر الداعمة للسلطة المحلية، لا سيما تعاونهم في الإبلاغ عن المخالفات التي تهدد الثروة السمكية، مؤكدًا أن هذا الوعي المجتمعي يُعدّ ركيزة أساسية في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.

من جهتهم، أعرب أعضاء الجمعيات السمكية عن تقديرهم الكبير لمواقف المحافظ الداعمة لشريحة الصيادين، مشيدين بجهوده المتواصلة في دعم قطاع الأسماك وسائر القطاعات الحيوية في المحافظة، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات التشاورية تعزز من ثقة الصيادين بالسلطة المحلية وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون البنّاء.

ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من المبادرات التي تتبناها السلطة المحلية في حضرموت لتعزيز الأمن الغذائي، وتنمية القطاعات الإنتاجية، وحماية الموارد الطبيعية من الاستغلال غير المنظم، في ظل رؤية تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق الرخاء والاستقرار لأبناء المحافظة.