نجاح ترشيح شبه جزيرة عدن الجيولوجية سيضعها على الخريطة العالمية كوجهة علمية وسياحية


كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمد سند أبودرويش

مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في ورشة عمل حول “دعم ترشيح شبه جزيرة عدن منتزه جيولوجي”.

30 سبتمبر – 01 أكتوبر 2025

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

سعادة الأستاذ أحمد حامد لملس – محافظ محافظة عدن وزير الدولة،

سعادة الدكتورة حفيظة ناصر الشيخ – الأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم

الدكتور فواز باحميش – رئيس اللجنة الوطنية اليمنية للحدائق الجيولوجية

الدكتور أحمد البرقوقي – عضو اللجنة الوطنية المصرية للتربية والثقافة والعلوم وعضو مجلس المتنزهات الجيولوجية العالمية لليونسكو.

السادة الحضور من مختلف الوزارات والهيئات الوطنية اليمنية،

الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدني أن أحيي جمعكم الكريم أصالة عن نفسي ونيابة عن الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، الذي يتمنى لهذه الفعالية كل النجاح والتوفيق، وأبلّغكم تحيات الأستاذ الدكتور محمد سند أبو درويش – مدير إدارة العلوم والبحث العلمي، الذي يتمنى بدوره كل النجاح والتوفيق لأعمال ورشتنا. كما نغتنم هذه الفرصة لنعرب عن خالص شكرنا للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، ممثلة بالدكتورة حفيظة ناصر الشيخ، على تعاونها المثمر في تنفيذ هذا الحدث العلمي الهام ودعمها المتواصل لجهود الألكسو في تعزيز التنمية المستدامة في عالمنا العربي، لا سيما في ظل التحديات المعاصرة ومتطلبات المستقبل، والشكر موصول للجنة الوطنية اليمنية للحدائق الجيولوجية ممثلة بالدكتور فواز باحميش على شراكته الفاعلة وتعاونه الوثيق في تنظيم هذه الورشة.

السيّدات والسادة، الحضور الكريم،

يجدر بنا في هذا السياق الإشارة إلى أن هذا النشاط يستند إلى مرجعيات استراتيجية راسخة، منها “الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار” التي أوكلت القمة العربية الثامنة والعشرون مهمة تنفيذها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وصولاً لتحقيق أهدافها وآليات تنفيذها، و”خطة عمل الألكسو المستقبلية (2023 – 2028)”، حيث جعلت هذه المرجعيات من قضايا البيئة والتنوع البيولوجي ركيزة من ركائز التنمية المستدامة. وهذا التوجه يعكس أيضا إيمان الألكسو العميق بأهمية التموقع العربي في قلب الأجندات العلمية العالمية، وتحويل التحديات البيئية إلى فرص للابتكار والمعرفة، من خلال تعزيز القدرات الوطنية وتوطين التكنولوجيا وربط البحث العلمي بالاحتياجات التنموية للمجتمعات.

كما أن توحيد الجهود في مجابهة التحديات البيئية على المستويين الإقليمي والعالمي يكتسي أهمية بالغة وضرورة حتمية وذلك لتعزيز الفعالية وتحقيق نتائج أفضل في مجال الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، كما للتشاركية دور فعّال في تحقيق الاستدامة، حيث تتطلب التحديات البيئية حلولاً شاملة ومستدامة تتجاوز الحدود الجغرافية والقطاعية. إضافة إلى ما تساهم في تحقيقه من توفير للموارد، إذ يمكن تقديم الدعم المالي والتقني والموارد البشرية بشكل أفضل وأكثر كفاءة لتنفيذ مشاريع وبرامج لحماية البيئة وحسن التعامل مع التغيّر المناخي. كما أن المقاربة التشاركية تعزّز القدرة على التكيّف مع التحديات البيئية من خلال بناء قدرات الأفراد والمجتمعات والحكومات، وتبادل الخبرات والتجارب والمعرفة لتحقيق الاستجابة الفعّالة والمستدامة لمختلف التحديات البيئية. وأخيرا وليس آخرا، فإن توحيد الجهود له إسهام شديد الأهمية في تعزيز التوازن البيئي المتمثل في التوازن بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مما يضمن استدامة النمو الاقتصادي ورفاهية البشر دون التضحية بمواردنا الطبيعية.

وفي ظل هذا السياق المتغير، تواصل الألكسو جهودها في دعم ترشيح المنتزهات الجيولوجية في الدول العربية، والترويج لمفهوم التنمية البيئية المرتكزة على المعرفة، وإشراك المجتمعات المحلية في استراتيجيات الحماية والإدارة المستدامة للموارد.

السيّدات والسادة، الحضور الكريم،

إنّ اليونسكو تُعرّف “المنتزه الجيولوجي العالمي” كمنطقة موحّدة ذات تراث جيولوجي ذي أهمية دولية، تُستخدم كمختبرات طبيعية مفتوحة للتعلّم والتبادل العلمي والثقافي. فهي لا تُعنى فقط بحماية هذا التراث القيّم، بل تعمل أيضًا على تعزيز الوعي بالقضايا الرئيسية التي تواجه كوكبنا الديناميكي، بما في ذلك المخاطر الجيولوجية والتغير المناخي، مع إشراك المجتمعات المحلية في صياغة استراتيجيات للتخفيف من الكوارث.

وتُعَد المنتزهات الجيولوجية كذلك فضاءات حية لتطوير السياحة المستدامة، حيث تُعتمد فيها أفضل ممارسات “السياحة الخضراء”، ويُروَّج فيها لاستخدام الطاقة المتجددة والموارد الطبيعية بشكل رشيد، بما يحافظ على الهوية الجغرافية والثقافية للمكان ويعززها. كما تُبرز هذه المنتزهات الطبيعة المتعددة التخصصات، إذ تجمع بين السياحة البيئية، والسياحة الجغرافية، والسياحة المجتمعية والريفية، فضلًا عن السياحة الثقافية، مما يجعلها نموذجًا متكاملاً للتنمية المحلية المستدامة.

فإن المنطقة العربية، رغم ثرائها الجيولوجي الاستثنائي وتنوعها الطبيعي الفريد، لا تزال تعاني من نقص حاد في التمثيل على الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية. فحتى وقت قريب، لم تضم هذه الشبكة سوى منتزه جيولوجي واحد في المملكة المغربية. غير أن الأمل بدأ يتجدّد مع نجاح الجمهورية التونسية الشقيقة في تسجيل منتزهها الجيولوجي على القائمة العالمية، ليرتفع عدد المنتزهات الجيولوجية العربية إلى منتزهين اثنين، وهو إنجاز يستحق التقدير والاحتفاء. وهذا التقدم المتواضع، رغم أهميته، يبقى دون المستوى المطلوب والإمكانات الحقيقية لمنطقتنا العربية التي تزخر بكنوز جيولوجية نادرة ومواقع طبيعية استثنائية تحكي قصة تطور الأرض عبر ملايين السنين.

وفي هذا السياق، يأتي مشروع ترشيح شبه جزيرة عدن كمنتزه جيولوجي ليمثل نموذجاً متميزاً للتراث الجيولوجي العربي، حيث تزخر هذه المنطقة الاستثنائية ببركان عدن الشهير وتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي تحكي قصة تطور الأرض عبر ملايين السنين. إن هذا المشروع الطموح لا يقتصر على مجرد الحفاظ على التراث الطبيعي، بل يمتد ليشكل منصة متكاملة للتنمية المستدامة تجمع بين الحفظ العلمي والتنمية الاقتصادية من خلال السياحة العلمية والبيئية. ومن شأن هذا المشروع أن يسهم في خلق فرص عمل جديدة للمجتمعات المحلية والتخفيف من البطالة والفقر، مع تعزيز الوعي البيئي وإشراك المجتمع المحلي في جهود حماية البيئة والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والإرث الثقافي. إن نجاح ترشيح شبه جزيرة عدن ضمن الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية سيضعها على الخريطة العالمية كوجهة علمية وسياحية متميزة، ويعزز من مكانة الجمهورية اليمنية في المجتمع العلمي الدولي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي والتبادل المعرفي مع المؤسسات العالمية المتخصصة في علوم الأرض والجيولوجيا.

لذلك تولي الألكسو هذا الموضوع أهمية قصوى واستراتيجية، إيمانًا منها بأن المنتزهات الجيولوجية ليست مجرد مواقع للحفظ والحماية، بل هي منصات متكاملة للتنمية المستدامة تجمع بين الحفاظ على التراث الطبيعي والنهوض بالاقتصاد المحلي وتعزيز البحث العلمي والسياحة العلمية والثقافية.

السيّدات والسادة، الحضور الكريم،

لا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أجدد الترحيب بكم، راجيا كل النجاح والتوفيق لأعمال ورشتنا، آملا أن تفضي أعمالها، بعون من الله، إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها، كما نوجه شكرا خاصا للجنة الوطنية اليمنية للتربية والعلوم والثقافة على حسن الاستقبال وكرم الوفادة والتنظيم الجيّد لفعاليات هذه الورشة، والشكر موصول لكل من ساهم في الإعداد لهذا النشاط وسعى لإنجاحه، ولضيوفنا الكرام أتمنّى لكم كل التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى