"مجلس القيادة الرئاسي " بين وعود الاستقرار وواقع الانقسام والصراع

حين أُعلن عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، استبشر المواطنون خيراً، معتبرين ذلك بارقة أمل قد تنقل البلاد من حالة الفوضى والانقسامات إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والشراكة الوطنية.
فقد أنهكت الحروب المتواصلة البلاد، وأرهقت الصراعات الداخلية المواطن البسيط الذي لم يعد يطيق المزيد من الأزمات، خاصة بعد سنوات من الاستفراد بالسلطة التي سيطر فيها حزب الإصلاح على القرار السياسي، وتغلغل الفساد في مختلف مؤسسات الدولة حتى بلغ مستويات غير مسبوقة.
غير أن مرور الوقت كشف أن هذا المجلس لم يتمكن من إحداث الفارق المنشود، بل سرعان ما دخل في دوامة الخلافات وفقد القدرة على رسم مسار واضح لمستقبل اليمن، الأمر الذي دفع الشارع مجدداً إلى طرح التساؤلات حول جدوى هذه التجربة وضرورة البحث عن بدائل أكثر واقعية وعدالة.
– إخفاق التجربة :
تجربة مجلس القيادة لم تنجح في تحقيق ما رُوّج له عند تشكيله، فقد عادت مظاهر الفساد لتطل برأسها من جديد، وإن اختلفت الوجوه والشعارات ، المؤسسات التي كان من المفترض أن تنهض بمهامها الوطنية تحولت إلى ساحة صراع بين مكونات متناحرة، غلبت عليها المحاصصة والمصالح الضيقة على حساب المصلحة العامة ، هذا الانقسام أضعف ثقة الشارع بالمجلس وأفقده القدرة على قيادة المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.
إلى جانب ذلك، لم يتمكن المجلس من صياغة رؤية سياسية موحدة تعالج القضايا الجوهرية التي تعاني منها البلاد ، وهو ما انعكس سلباً على مجمل الأوضاع في مختلف المحافظات ، المواطن الذي انتظر تغييراً ملموساً في حياته اليومية لم يجد سوى وعود مؤجلة وشعارات مكررة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولعل الأخطر من ذلك أن ملامح التكرار لسيناريوهات الماضي برزت بوضوح، حيث بدا المجلس وكأنه نسخة محدثة من مجالس سابقة انتهت إلى أزمات أشد قسوة ،
وفي هذا السياق، يستحضر الجنوبيون تجربة مجلس الرئاسة بعد الوحدة وما آلت إليه من صراع دموي في حرب 1994، ليجدوا أنفسهم اليوم أمام مشهد مشابه يعيد إنتاج الأزمات بدلاً من حلها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.