اخبار حضرموت | #تقرير : #درع_الوطن.. بين الحاجة الأمنية والمخاوف الشعبية

سيؤن (حضرموت21) خاص
يتصاعد الجدل في حضرموت حول قوات درع الوطن التي انتشرت مؤخرًا في بعض مناطق الوادي والصحراء، وسط تساؤلات يطرحها المواطنون بمرارة: إذا كانت هذه القوات جاءت من أجل حماية حضرموت، فلماذا ينظر إليها كثيرون بريبة ويعتبرونها مصدر تهديد لا أمان؟
خلال الأشهر الماضية، تكررت الأحاديث في الأوساط المحلية والإعلامية عن شبهات اختراق داخل بعض وحدات درع الوطن، عبر انضمام عناصر مشبوهة لها ارتباطات بجهات متطرفة أو ماضيها غير واضح. تقارير وشهادات متداولة تحدثت عن نقل أفراد يثيرون الشبهات بين المواقع، أو عن رصد تحركات مشبوهة لمركبات عسكرية في مناطق نائية، وهو ما عزز حالة القلق لدى قطاعات واسعة من السكان.
في المقابل، حرصت القيادات العسكرية التابعة لدرع الوطن على نفي تلك الاتهامات والتأكيد بأن مهمتها الأساسية هي مكافحة الإرهاب والتصدي للتهريب وتأمين الخطوط الحيوية في حضرموت. وفعلاً، نشرت بيانات عن عمليات نفذتها ضد مهربين وخلايا مسلحة، وقدمت نفسها باعتبارها قوة داعمة للاستقرار. لكن هذا التباين بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني لم يُبدّد المخاوف الشعبية، بل فتح الباب واسعًا أمام التساؤلات: من يضمن أن هذه القوات لا يتم استغلالها مستقبلاً في صراعات سياسية أو أجندات خارجية؟
اللافت أن الهجمات التي نفذتها جماعات إرهابية – وعلى رأسها تنظيم القاعدة – استهدفت مرارًا قوات درع الوطن في حضرموت، ما جعل القضية أكثر تعقيدًا. فبينما تتعرض القوة لضربات مباشرة من الإرهاب، يتداول الشارع المحلي أخبارًا عن وجود عناصر يشتبه في ارتباطها بجماعات متطرفة داخلها. هذه المفارقة عززت حالة الشك: هل درع الوطن ضحية لاختراقات، أم أن هناك خللاً بنيوياً في آلية التجنيد والرقابة؟
القيادات المحلية في حضرموت، من مشايخ ووجهاء وسياسيين، أبدت هي الأخرى مواقف متباينة؛ فالبعض دعا إلى تعزيز الثقة عبر إشراك المجتمع المحلي في الرقابة وتعيين قيادات ميدانية حضرمية، بينما طالب آخرون بضرورة إعادة النظر في طريقة إدارة هذه القوات والتأكد من خلفيات المنتسبين إليها. وفي كل الأحوال، اتفق الجميع على أن غياب الشفافية في التعامل مع هذه المخاوف يزيد من فجوة الثقة بين المواطنين والقيادات العسكرية.
يبقى السؤال المفتوح أمام الجهات الرسمية: هل سيتم فتح تحقيقات جادة وعلنية لكشف حقيقة وجود عناصر مشبوهة في صفوف درع الوطن؟ وهل ستُتخذ خطوات عملية لبناء جسور ثقة مع الحاضنة الاجتماعية في حضرموت؟ أم أن تجاهل هذه المخاوف سيؤدي إلى تضخيمها وتحويلها إلى بيئة خصبة للشائعات والصراعات؟
في النهاية، درع الوطن تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم: إما أن تثبت أنها قوة نظامية وطنية تعمل بجدية لحماية حضرموت من الإرهاب والتهريب، أو أن تستمر الشبهات في ملاحقتها، لتتحول من قوة أمنية إلى مصدر قلق جديد يهدد استقرار المحافظة ومستقبلها
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
حضرموت 21، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.