ذكرى نصر الضالع.. تحرير الأرض بالسلاح يحرسه الوعي والإرادة

في الذكرى السنوية لتحرير محافظة الضالع، يستعيد شعب الجنوب واحدة من أبرز محطات النضال في تاريخه المعاصر، حينما سطّر الأبطال ملاحم بطولية دفاعًا عن الأرض والكرامة، وتمكنوا من دحر الغزاة، وتثبيت أولى لبنات مشروع الاستقلال والتحرير.

هذه المناسبة لا تقتصر على استذكار النصر فحسب، بل تفتح الباب واسعًا أمام سؤال وطني مهم وهو كيفية حماية الإنجازات التي تحققت، وضرورة المحافظة على النصر ليظل أساسًا لبناء الدولة الجنوبية المنشودة.

تجربة الضالع أكَّدت أنَّ تحقيق النصر لا يكتمل إلا بتعزيزه وترسيخه، وأن الدفاع عن المكتسبات الوطنية لا يقل أهمية عن المعارك التي تم خوضها لتحرير الأرض.

ففي مرحلة ما بعد التحرير، تبرز تحديات من نوع آخر، تتطلب يقظة ووعيًا جماهيريًا متقدمًا، يواكب حجم التضحيات، ويحمي المنجزات التي تحققت بفعل دماء الشهداء وجهود المقاومين وصمود المواطنين.

الوعي الشعبي الجنوبي مطالب بأن يرتقي إلى مستوى اللحظة التاريخية التي يمر بها الوطن، فالحفاظ على الأمن، وتعزيز الاستقرار، والدفاع عن مؤسسات الجنوب، تمثل أولوية قصوى لا يمكن التهاون فيها.

ما تحقق في الضالع من صمود وانتصار، وما تلاه من استقرار نسبي وتفعيل لمؤسسات الدولة، لا يجب أن يُؤخذ كأمر مسلّم به، بل كمنجز قابل للاستهداف من أعداء المشروع الوطني الجنوبي، الذين يسعون لزعزعة الصف الجنوبي من الداخل عبر الشائعات والحروب النفسية ومحاولات الاختراق.

تعزيز الوعي بأهمية الدفاع عن هذه المكتسبات يجب أن يتحول إلى ثقافة مجتمعية عامة، تبدأ من الأسرة، وتُرسّخ في المدارس، وتُفعّل في الخطاب الإعلامي والديني والمدني.

وبالتالي يجب أن يشعر كل فرد في الجنوب أن مسؤوليته لا تنتهي عند حدود التضامن أو الاحتفال، بل تمتد لتشمل الحماية اليومية للمنجز الوطني، والدفاع عن وحدة الصف، والتصدي لأي محاولات لتشويه النصر أو التقليل من رمزيته.

كما أنَّ المجتمعات التي لا تحمي انتصاراتها، تُفاجأ بفقدانها دون أن تشعر. وما يُبنى خلال سنوات من الكفاح، قد يُهدم في لحظات من التراخي أو الغفلة.

الشعب الجنوبي الذي استطاع أن يحقق انتصارًا تاريخيًا في الضالع وغيرها من المحافظات، يمتلك القوة والإرادة ذاتها للحفاظ على تلك الانتصارات، شرط أن يظل على درجة عالية من الاستعداد الذهني والوعي السياسي.

وتقع على عاتق القيادات المجتمعية والسياسية والعسكرية مسؤولية كبرى في بث هذا الوعي، وتفعيل أدوات التثقيف المجتمعي، وتنظيم المبادرات التي تربط المواطن بمنجزات التحرير على الأرض، كي لا يشعر المواطن بأن دوره انتهى عند توقف صوت الرصاص، بل يدرك أن دوره يبدأ فعليًا في مرحلة البناء والحماية والتطوير.

وتبرز هنا أهمية المبادرات المحلية، والرقابة الشعبية، والمشاركة المجتمعية في إدارة الشأن العام، بوصفها وسائل فعالة لتعزيز الشعور بالملكية العامة للمنجز الوطني، وجعل كل مواطن شريكًا في صيانته.

كما أن ارتباط النصر بالهوية الجنوبية يشكل عنصرًا أساسيًا في معادلة الوعي، فالمواطن الجنوبي الذي يرى في الضالع ورفاقها رموزًا لصموده، يدرك أن كل تراجع هو تهديد لهويته ووجوده، وأن الدفاع عن النصر هو دفاع عن نفسه، وعن مستقبله، وعن أطفاله.

والحفاظ على النصر لا يتم فقط عبر السلاح، بل عبر وحدة الكلمة، وحكمة القرار، والتماسك المجتمعي، والرفض القاطع لأي مشاريع مشبوهة تهدف إلى تفكيك الصف الجنوبي أو إرباكه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى