الضالع التي لا تنكسر.. مهد المقاومة وعنوان النضال وبوصلة التحرير

رأي المشهد العربي

في الذكرى السنوية لتحرير محافظة الضالع، يقف شعب الجنوب إجلالًا لقواته ومقاومته المسلحة، وثورته التحررية المستمرة.

الضالع لم تكن مجرد محافظة خاضت معركة عسكرية ضد قوى الغزو، بل شكلت منذ اللحظة الأولى ركيزة للوعي الوطني الجنوبي، ومنبعًا لا ينضب للثبات والصمود في وجه كل محاولات الهيمنة والانكسار.

الضالع، بتاريخها النضالي العريق، لم تدخل معركة إلا وكانت في طليعتها، ولا خُطّ بيان جنوبي إلا وكانت ملامحه مستلهمة من صلابة رجالها ووفاء شعبها.

ففي لحظة شديدة التعقيد من تاريخ الجنوب، حين تراجعت جبهات وأُربك المشهد السياسي والعسكري، انتفضت الضالع، وأعلنت أن الجنوب لن يُكسر، وأن مشروع الاستقلال لا زال حيًا في قلوب المقاومين.

لقد ترسّخت الضالع في الوجدان الجنوبي كمركز رمزي للمقاومة، ليس فقط بحكم ما قدمته من تضحيات جسيمة في مواجهة الغزاة، بل لأنها تحولت إلى نموذج حقيقي لإرادة التحرير، وقاعدة انطلاق لثورة شعب الجنوب المتجددة في وجه مشاريع الإقصاء والهيمنة.

لم تكن معركة الضالع معركة جغرافيا فحسب، بل معركة هوية وكرامة، أفرزت وعيًا وطنيًا ناضجًا بأن الجنوب لا يُستعاد إلا بالإرادة، ولا يُحمى إلا بالتضحيات.

وفي هذا الواقع الذي رسخه الجنوب، يبرز الدور المحوري الذي لعبه المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في حماية مكتسبات النصر، وتثبيت الاستقرار في الضالع، بوصفها رمزًا وطنيًا لا يمكن التفريط فيه.

فالمجلس لم يكتفِ بتوثيق لحظة النصر، بل واصل العمل على ترسيخها واقعًا من خلال دعم الأجهزة الأمنية، وتعزيز البنية المؤسسية، والتصدي لكل المحاولات التي سعت للنيل من الأمن أو النيل من روح المقاومة.

كما جسّد الرئيس الزُبيدي برؤيته السياسية والعسكرية المسؤولية الكاملة في حماية الضالع كقيمة ومعنى، فخُطّت بإشرافه خطوات واثقة نحو تحويل النصر إلى بيئة آمنة تنطلق منها رسائل السيادة الجنوبية. وقد انعكس هذا بوضوح في الأداء الأمني المتماسك، وفي ثبات الضالع وسط محيط متقلب، ما رسّخ موقعها المتقدم في المعادلة الجنوبية الكبرى.

الجنوبيون لا يستحضرون ذكرى تحرير الضالع كحدثٍ مضى، بل كتاريخٍ حاضرٍ في تفاصيل حياتهم، وكقضيةٍ تستمر عبر مشروع وطني تقوده قيادة شرعية ممثلة بالمجلس الانتقالي.

ومع كل ذكرى، يتجدد العهد بأن الضالع ستبقى قبلة للثوار، ومصدر إلهام لشعب لا يعرف الانكسار، حتى يتحقق الحلم الكامل باستعادة الدولة الجنوبية حرة، مستقلة، ذات سيادة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى