في ذكرى الوحدة اليمنية: بين الحلم والتحديات

أخبار محلية





24 مايو, 2025 02:03:29 م


في كل عام، وتحديدًا في الثاني والعشرين من مايو، يستذكر اليمنيون حدثًا غيّر مجرى تاريخهم الحديث: إعلان الوحدة اليمنية عام 1990، حين توحد شطرا اليمن –الشمالي والجنوبي– في لحظة بدت كأنها تجسيد لحلم الأجيال ومشروع أمةٍ تعبت من الانقسام والشتات. كان ذلك اليوم تتويجًا لعقودٍ من النضال، تخللتها الحروب والصراعات، لكن الأمل حينها بدا أقوى من الخلافات.

غير أن الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة هذا العام تحلّ في ظروفٍ غاية في التعقيد والحساسية، حيث تقف البلاد على حافة انقساماتٍ جديدة، ويتصاعد الحديث عن مشاريع انفصال، ومطالب جنوبية بالاستقلال، وسط نزيف مستمر أنهك الوطن أرضًا وإنسانًا.

فاليمن، منذ اندلاع الحرب في 2015، أصبح ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية. تدخلت دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بهدف استعادة الشرعية، لكن ما لبثت أن تباينت أجنداتهما. دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات يطالب صراحة بالانفصال، وسيطر على أجزاء واسعة من الجنوب، بينما بقيت السعودية متمسكة بوحدة اليمن كإطارٍ جامعٍ لحلّ الأزمة.

هذا الواقع أفرز خارطة سياسية ممزقة: سلطات في الشمال تحت سيطرة الحوثيين، وحكومة شرعية تعاني من الضعف والتشتت، وكيانات جنوبية ترى أن الوحدة لم تحقق طموحاتها، بل عمّقت التهميش والإقصاء. ومع ذلك، فإن الوحدة في وجدان اليمنيين لم تكن يومًا مجرد توقيع على ورق، بل فكرة وطنية عميقة ترتبط بالهوية والمصير المشترك.

إنه لمن المؤلم أن تأتي ذكرى الوحدة في ظل انقسامٍ سياسي وجغرافي وإعلامي، يهدد بفقدان ما تبقى من الرابط الوطني الجامع. لكن الذكرى –ورغم ألم الواقع– تبقى فرصة للتأمل، وربما لإعادة التفكير في شكل جديد من الوحدة: وحدة قائمة على العدالة والتوازن والشراكة، لا على الإقصاء والغلبة.

الوحدة الحقيقية اليوم لا يمكن أن تُفرض بالقوة، ولا أن تُصان بالشعارات. إنما تحتاج إلى حوار وطني شامل، يعترف بالمظالم ويعالج الجراح، ويمنح كل طرف حقه في تقرير مصيره ضمن دولة عادلة، ديمقراطية، متعددة، تصون كرامة الجميع، وتحفظ دماء اليمنيين.

في هذه الذكرى، يحق لكل يمني أن يسأل: ماذا تبقى من الحلم؟ لكن الإجابة لا ينبغي أن تكون يأسًا، بل دعوة صادقة لمراجعة المسار، وتصحيح الأخطاء، وإعادة بناء الوطن على أسس جديدة، تحفظ جوهر الوحدة وتمنع العودة إلى مربعات الصراع والانقسام.

فالوحدة ليست نهاية الطريق، بل بدايته، إذا ما أردنا لوطننا مستقبلًا يليق بتضحيات أبنائه.

إبراهيم الابراهيم


رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :

أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.

أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.

أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.

أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.

لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.


في كل عام، وتحديدًا في الثاني والعشرين من مايو، يستذكر اليمنيون حدثًا غيّر مجرى تاريخهم الحديث: إعلان الوحدة اليمنية عام 1990، حين توحد شطرا اليمن –الشمالي والجنوبي– في لحظة بدت كأنها تجسيد لحلم الأجيال ومشروع أمةٍ تعبت من الانقسام والشتات. كان ذلك اليوم تتويجًا لعقودٍ من النضال، تخللتها الحروب والصراعات، لكن الأمل حينها بدا أقوى من الخلافات.

غير أن الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة هذا العام تحلّ في ظروفٍ غاية في التعقيد والحساسية، حيث تقف البلاد على حافة انقساماتٍ جديدة، ويتصاعد الحديث عن مشاريع انفصال، ومطالب جنوبية بالاستقلال، وسط نزيف مستمر أنهك الوطن أرضًا وإنسانًا.

فاليمن، منذ اندلاع الحرب في 2015، أصبح ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية. تدخلت دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بهدف استعادة الشرعية، لكن ما لبثت أن تباينت أجنداتهما. دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات يطالب صراحة بالانفصال، وسيطر على أجزاء واسعة من الجنوب، بينما بقيت السعودية متمسكة بوحدة اليمن كإطارٍ جامعٍ لحلّ الأزمة.

هذا الواقع أفرز خارطة سياسية ممزقة: سلطات في الشمال تحت سيطرة الحوثيين، وحكومة شرعية تعاني من الضعف والتشتت، وكيانات جنوبية ترى أن الوحدة لم تحقق طموحاتها، بل عمّقت التهميش والإقصاء. ومع ذلك، فإن الوحدة في وجدان اليمنيين لم تكن يومًا مجرد توقيع على ورق، بل فكرة وطنية عميقة ترتبط بالهوية والمصير المشترك.

إنه لمن المؤلم أن تأتي ذكرى الوحدة في ظل انقسامٍ سياسي وجغرافي وإعلامي، يهدد بفقدان ما تبقى من الرابط الوطني الجامع. لكن الذكرى –ورغم ألم الواقع– تبقى فرصة للتأمل، وربما لإعادة التفكير في شكل جديد من الوحدة: وحدة قائمة على العدالة والتوازن والشراكة، لا على الإقصاء والغلبة.

الوحدة الحقيقية اليوم لا يمكن أن تُفرض بالقوة، ولا أن تُصان بالشعارات. إنما تحتاج إلى حوار وطني شامل، يعترف بالمظالم ويعالج الجراح، ويمنح كل طرف حقه في تقرير مصيره ضمن دولة عادلة، ديمقراطية، متعددة، تصون كرامة الجميع، وتحفظ دماء اليمنيين.

في هذه الذكرى، يحق لكل يمني أن يسأل: ماذا تبقى من الحلم؟ لكن الإجابة لا ينبغي أن تكون يأسًا، بل دعوة صادقة لمراجعة المسار، وتصحيح الأخطاء، وإعادة بناء الوطن على أسس جديدة، تحفظ جوهر الوحدة وتمنع العودة إلى مربعات الصراع والانقسام.

فالوحدة ليست نهاية الطريق، بل بدايته، إذا ما أردنا لوطننا مستقبلًا يليق بتضحيات أبنائه.

إبراهيم الابراهيم

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى