اخبار حضرموت | بن حبريش في قلب أزمة العطوف: ديزل بترومسيلة يتحول إلى ورقة نفوذ

المكلا (حضرموت21)خاص

أحداث نقطة العطوف الأخيرة لم تكن مجرد تفاصيل فنية مرتبطة بعملية نقل المحروقات، بل فتحت نافذة على أزمة أعمق يعيشها الشارع الحضرمي، حيث تتقاطع المعادلات الاقتصادية مع موازين القوة القبلية والسياسية.

أزمة سيولة وحل استثنائي

بدأت القصة حين عجزت شركة بترومسيلة عن دفع مستحقات مقاولي نقل المحروقات نقدًا بفعل أزمة السيولة الخانقة. ولتفادي تفاقم المشكلة، لجأت الشركة إلى خيار غير تقليدي، يقضي بتسديد الفواتير عبر تزويد المقاولين بالديزل بسعر مدعوم لا يتجاوز 10 آلاف ريال للدبة، في وقت يصل فيه سعر السوق الرسمية إلى 24 ألف ريال.

الفارق يتحول إلى أرباح

هذا الإجراء سرعان ما فتح الباب أمام المقاولين لتعويض مستحقاتهم، بل وجني أرباح إضافية، إذ بلغ الفارق بين السعرين نحو 14 ألف ريال لكل دبة، أي ما يعادل 140% زيادة. وبذلك تحوّل عجز الشركة عن الدفع إلى فرصة غير متوقعة وفّرت للمقاولين متنفسًا ماليًا كبيرًا.

تدخل بن حبريش

دخل الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، على خط الأزمة مطالبًا بحصته من الفارق المحقق، ليُحسب ذلك كجزء من تسوية فواتير المقاولين. وهكذا تحولت قضية محروقات إلى ملف نفوذ، وأصبح الديزل أداة لإعادة ترتيب المصالح بين الأطراف المختلفة.

أزمة أكبر من المحروقات

ما جرى في نقطة العطوف كشف أن المشكلة أبعد من مجرد فواتير متأخرة أو أزمة سيولة مؤقتة، فهي تعكس كيف تتحول أزمات الاقتصاد إلى شبكات مصالح متشابكة تتجاوز حدود الشركات والمقاولين، لتلامس دوائر النفوذ القبلي والسياسي. وبينما يرزح المواطنون تحت وطأة الانقطاعات المتكررة للكهرباء وارتفاع أسعار الوقود، تتكشف صفقات لا تزيد حياتهم إلا صعوبة وتعقيدًا.

أبعاد وتداعيات

اللافت في هذه الأزمة أن الديزل لم يعد مجرد وقود يشغّل مولدات الكهرباء، بل تحوّل إلى عملة نفوذ وورقة ضغط بيد الفاعلين. دخول بن حبريش على خط الأزمة أعطى رسالة واضحة مفادها أن الملف لم يعد اقتصاديًا فحسب، بل أصبح جزءًا من معركة أوسع لإعادة رسم خارطة القوة في حضرموت. وفي ظل غياب الشفافية، تظل التساؤلات مفتوحة، من المستفيد الحقيقي من هذه الترتيبات؟ وأي ثمن سيدفعه المواطن في النهاية؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
حضرموت 21، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى