ماذا يعني استخدام أميركا القاذفات الشبحية ‘‘بي 2’’ ضد الحوثيين؟ صحيفة بريطانية تجيب!
85.10.193.41
في ضربة مفاجأة، استهدفت الولايات المتحدة منشآت تخزين السلاح داخل مناطق يمنية يسيطر عليها الحوثيون، وهي المرة الأولى منذ أعوام التي يستخدم فيها الجيش الأميركي قاذفات شبحية استراتيجية من طراز “بي 2″، كما أنها المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا النوع من القاذفات في اليمن على رغم أن الحوثيين لا يملكون سوى دفاعات جوية بدائية، وهو ما عده المراقبون رسالة شديدة اللهجة لإيران.
وفي إعلانه عن العملية قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن القصف شكل “استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة من متناولنا، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها”. وشدد على أن “استخدام قاذفات قنابل خفية بعيدة المدى من طراز “بي 2 سبيريت”، يظهر قدرات الضرب العالمية التي تتمتع بها الولايات المتحدة لأخذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، خلال أي وقت وفي أي مكان”.
وتقول صحيفة “إندبندنت عربية” البريطانية، إنه من المهم التركيز على وصف وزارة الدفاع الأميركية للأهداف، إذ أشار بيان البنتاغون إلى “مواقع تخزين الأسلحة المحصنة تحت الأرض” يليه إعلان الوزير الأميركي قدرة بلاده “على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة من متناولنا، بغض النظر عن مدى عمقها المدفون تحت الأرض، أو مدى صلابتها أو تحصينها”، مما يسلط الضوء بصورة مباشرة على قدرة “بي 2 سبيريت” الخاصة على تنفيذ ضربات اختراق فريدة من نوعها “لاختراق المخابئ”، وبخاصة من خلال قدرتها على حمل القنبلة الخارقة للدروع “جي بي يو 57″، المعروفة باسم “أم أو بي”.
القنبلة الخارقة للدروع
وأشارت الصحيفة، إلى ما تناوله موقع “وور زوون” المتخصص في الدفاع والشأن العسكري، الذي يقول إن تلك القنبلة الخارقة للدروع التي تزن نحو 30 ألف رطل (13 طناً تقريباً) لا يمكن حملها إلا بواسطة القاذفة “بي 2″، ويمكن لكل قاذفة شبحية أن تحمل قنبلتين خلال وقت واحد. وهذه الأسلحة متخصصة للغاية وثمينة ولا تتوافر إلا بأعداد ضئيلة نسبياً. وتتمتع القنبلة الخارقة للدروع بالقدرة على الاختراق إلى عمق أكبر من أية قنبلة تقليدية أخرى على وجه الأرض، وهي مصممة خصيصاً وطُورت مراراً وتكراراً لاستهداف الأهداف المدفونة على عمق كبير وذات القيمة العالية، وبخاصة تلك الموجودة في إيران.
وبحسب التقرير الذي كتبته الصحفية “إنجي مجدي” فإن هذه المواقع تشمل مراكز القيادة والسيطرة ومرافق تخزين الصواريخ وإطلاقها فضلاً عن مناطق تخزين الطائرات المدفونة في أنفاق الجبال. ولكن قبل كل شيء فإن الأهداف الرئيسة للقنابل الخارقة للدروع ستكون المواقع شديدة التحصين المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. ويقول الكاتب الأميركي المتخصص في الشأن العسكري تيلير روغواي إنه حتى مع استخدام القنابل الخارقة للدروع فإن تدمير هذه المواقع سيكون تحدياً كبيراً لكنها الخيار الأفضل لإلحاق أضرار جسيمة بهذه المرافق وتدهور فعاليتها على المدى الطويل، بعيداً من استخدام السلاح النووي أو الغزو البري أو استخدام تكتيك “غريب” مثل الإشعاع.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن القوات الجوية الأميركية لا تعترف إلا ببناء 20 قنبلة من هذا النوع حتى عام 2015، وفقاً لوثائق متاحة للجمهور. ووفقاً لموقع القوات الجوية فإن السلاح قادر على الوصول إلى أهداف تصل إلى 200 قدم تحت الأرض قبل الانفجار. وتتضمن الترسانة الأميركية أيضاً قنابل خارقة تزن 5000 رطل و2000 رطل يمكن إسقاطها بواسطة طائرات حربية أخرى. ويعتقد أن القوات الجوية لديها 19 قاذفة “بي 2” عاملة فحسب، وكلها متمركزة بصورة دائمة في قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري على رغم أن البنتاغون نشر بعضها أحياناً للتدريبات في المحيط الهادئ والمحيط الهندي.
رسالة إلى إيران
ومن ثمَّ يرى المراقبون أن استخدام “بي 2” ضد مخازن أسلحة الحوثيين في اليمن يعد رسالة تذكير مباشرة للغاية بأن الولايات المتحدة لديها القدرة على تدمير المواقع شديدة التحصين بالأسلحة التقليدية، وأن الاستعداد لاستخدامها يبدو في محله حيث مسرح الردع. وغالباً ما تبرز الأخبار المتعلقة بالقنبلة الخارقة للدروع خلال أوقات التصعيد مع أعداء الولايات المتحدة أو ما يوصفون بـ”الدول المارقة”، على رغم عدم الاستخدام العملي لها قط. وبغض النظر عن رسالة الردع فإن ضرب هذه المواقع بأية ذخيرة يؤدي أيضاً إلى تدهور قدرات الحوثيين قبيل عملية إسرائيلية انتقامية ضد إيران.
ويقع الموقعان الرئيسان التي تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم فيهما بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة وهما “نطنز” و”فوردو” تحت الأرض وأسفل عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة. ووفق ورقة بحثية نشرتها “نشرة العلماء الذريين” خلال أبريل (نيسان) الماضي فإن “السلاح التقليدي الوحيد الذي يمكن أن يصل إلى هذا الهدف بصورة معقولة هو القنبلة الخارقة للدروع الأميركية (جي بي يو 57 أي بي) والتي يزيد وزنها على 13 طناً وطولها ستة أمتار، وهي قنبلة لا يمكن حملها إلا بواسطة قاذفات أميركية كبيرة مثل “سبيريت بي 2”.
ويأتي الهجوم على الحوثيين وسط تصاعد كبير للتوتر داخل المنطقة وترقب لهجوم انتقامي إسرائيلي على إيران بعد هجومها الصاروخي على تل أبيب مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. ويتوقع مسؤولون أميركيون أن يكون الرد الإسرائيلي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ونفذ الحوثيون نحو 100 هجوم على سفن عابرة للبحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ويقولون إن عملياتهم تهدف لدعم وإسناد الفلسطينيين في الحرب المستمرة مع إسرائيل منذ عام داخل قطاع غزة. وأغرقوا سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا ما لا يقل عن أربعة بحارة. وسبق للولايات المتحدة وبريطانيا أن شنتا مراراً ضربات على مواقع للحوثيين بهدف الحد من قدرة هؤلاء المتمردين الموالين لإيران على استهداف حركة مرور السفن في المياه الواقعة قبالة اليمن.
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع لمجلة القوات الجوية والفضائية الأميركية “إن ردع عقلية الحوثيين يشكل تحدياً”، إذ إن الجماعة الموالية لإيران تسعى إلى جذب الانتباه لذا فإن المواجهة العسكرية “تمنحهم صوتاً”. وأضاف “هدفنا بالكامل هو الحفاظ على خطوط الاتصال عبر المحيط حرة أمام التجارة الدولية ومنع تهديد الحوثيين من استهداف البحارة الأبرياء وتعطيل التجارة والتدفق الحر للتجارة… ولكن في ما يتعلق بالردع لست متأكداً من أنه ينطبق على الحوثيين كما ينطبق بصورة كلاسيكية على فاعل عقلاني مختلف ربما”.
وتقول نيويورك تايمز إنه لكي تشارك قاذفات “بي 2” في هجوم أمس الأربعاء كان يتعين على الطائرات إما أن تطير ذهاباً وإياباً من ميسوري إلى اليمن والتزود بالوقود في الجو، أو أن تقلع من قاعدة أقرب كثيراً إلى أهدافها. لكن المتحدث باسم البنتاغون باتريك أس رايدر رفض الإفصاح عن المكان، وقال رداً على سؤال الصحافيين حول المكان الذي انطلقت منه قاذفات “بي2″، “نظراً إلى لأمن التشغيلي لن نناقش مواقع عملياتنا داخل المنطقة”.
*إندبندنت عربية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.