21 مايو الاستفاقة من الوهم.. #مقال لـ “صالح علي الدويل باراس”

حين نستذكر 21 مايو من كل عام فانما نستذكر الاستفاقة من وهم اليمننة والتحرر من وهمها الذي ظل يغالط الوعي فتحول خديعة ظاهرها وحدة ضم والحاق وعمليا احتلال ولو أخذنا الحالة الالمانية وهي نفس المرحلة فان الدولة الألمانية استوعبت ألمانيا الشرقية شريكا وطنيا ولم تتعامل معها انها من ارث الحرب الباردة او “ضم والحاق” وعملت ضمانات حتى يستقيم الجانب الشرقي ويصبح شريكا سياسيا واقتصاديا وماليا..الخ اما النظام العصبوي اليمني بكل أحواله فلم يتعامل بمؤسسية وطنية تسع الحقوق والواجبات بشكل مؤسسي وطني مثل ألمانيا إنما اسس مافيهات سلطوية على خلفيات سلطة ونهب وفيد و”خليك في البيت” مع ان العوامل التي اتحدت فيها ألمانيا هي نفس عوامل وحدة الجنوب مع الشمال لكن صنعاء واحزابها جعلته “فيد” من ارث الحرب الباردة أرفقتها بتعبئة تكفيرية وان الجنوب “فرع عاد للاصل” فلم يتعامل بشكل مؤسسي وطني مثل ألمانيا بتأسيس دولة تسع الجميع حقوقا وواجبات وشراكة سلطة وثروة وحين اختلفت مصالحهم انتخبوا رئيسا من الجنوب سمّوه “الرئيس الجنوبي!!” وعملوا رزمانة في صحفهم للعامين المحددة له!! وتحوّل رئيسهم إلى “زعيم” وتحالف مع انقلاب الحوثي وتحولت معظم العساكر معه واحتاج الجنوب وألآن في المرحلة “التعزية” من اليمننة تقوم بحرب خدمات وحرب مرتبات وانهيار عملة في الجنوب لكي لا يفكر الجنوب مجرد تفكير في استقلاله.
لم يتجاوبوا مع مطالب الحراك السلمي الجنوبي وتوافقت احزابهم على حوار للالتفاف على قضية الجنوب فاستدراجوا بعض الوطنيين الذين مالبثوا ان انسحبوا حين اكتشفوا انها مجرد تدوير لفكرة الاحتلال بتقسيم الجنوب كجغرفيا وهوية وتضييعه في سياق لا يعطي الجنوب حتى القضايا الحقوقية والتفوا على تلك المخرجات بالسلم والشراكة ثم بالانقلاب والاجتياح والآن الحرب بالخدمات.
ان من يراهن على ان حرب الخدمات في عدن والجنوب بصورة عامة قد تجعل شعب الجنوب بسبب المعاناة ان يتخلى عن قضيته وعن مشروعه التحرري فهو واهم ويلعب بورقة خطيرة من شأنها ان تفجر الغضب ضد كل من يعتقد انه مضطلع بشكل او بآخر في هذه الحرب القذرة التي ستؤدي الى انهيار الاوضاع والدخول في دائرة الفوضى والانفلات الامني حيث لم يعد الحقد في مستويات النخب بل وصل إلى مستويات شعبية وهي جرس انذار سيتضرر منها الجميع ولن يكون النازحون ولا غيرهم في مأمن من تداعيات انهيار مجمل الاوضاع لا سمح الله.
*فهل من متعظ !!؟*
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة حضرموت 21 , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.