ماسحو الأحذية في لحج.. كفاح يومي على "أرصفة التهميش"..!


في شوارع مدينة حوطة لحج، ينتشر مشهد ماسحي الأحذية وهم يمارسون عملهم بصمت على أرصفة المدينة، وجوههم تحمل ملامح التعب، وأيديهم تحمل أدوات بسيطة تمكنهم من كسب لقمة عيشهم. هؤلاء الأفراد، الذين غالبًا ما يتم تجاهلهم أو النظر إليهم كجزء من المشهد اليومي، يعيشون حياة مليئة بالمعاناة والتحديات، وهم جزء من فئة مهمشة في المجتمع تسعى بصعوبة لتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

*على طول الشارع*

يبدأ يوم ماسحي الأحذية في لحج في ساعات الصباح الباكر، حيث ينتشرون على طول الشارع الرئيسي للمدينة بحثًا عن زبائن يحتاجون إلى تنظيف أو تلميع أحذيتهم. بأدوات بسيطة مثل الفرشاة وعلب الطلاء، يقضون ساعات طويلة من العمل المجهد في ظروف جوية قاسية، سواء كانت الشمس الحارقة في الصيف أو موسم الرياح الشديدة . ورغم كل الجهد المبذول، إلا أن العائد المادي الذي يحصلون عليه غالبًا ما يكون ضئيلاً، بالكاد يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

*نظرة المجتمع*

بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، يعاني ماسحو الأحذية من نظرة المجتمع التي في كثير من الأحيان لا تقدر عملهم. فهم يجدون أنفسهم على هامش الحياة الاجتماعية، مهمشين ولا يحظون بالاهتمام أو التقدير الذي يستحقونه. في ظل هذا التهميش، تبقى أحلامهم وتطلعاتهم محصورة في حدود يومية بسيطة، كالحصول على لقمة عيش أو توفير احتياجات أسرهم.

*تحديات صحية*

إلى جانب المعاناة الاقتصادية، يواجه ماسحو الأحذية في لحج تحديات صحية نتيجة لطبيعة عملهم. الجلوس لساعات طويلة على الأرصفة، التعرض المباشر للغبار والأتربة، والاستخدام المستمر للمواد الكيميائية التي تُستخدم في تلميع الأحذية يعرضهم لمخاطر صحية عديدة مثل أمراض الجهاز التنفسي وغيرها. ورغم هذه المخاطر، لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة ولا يملكون التأمين الصحي الذي يضمن لهم العلاج عند الحاجة.

*عزلة عن المجتمع*

أما من الناحية الاجتماعية، فالكثير من ماسحي الأحذية يعيشون في عزلة عن المجتمع الأكبر. بسبب طبيعة عملهم، قد يشعرون بالعار أو الاستهانة من قبل الآخرين. وغالبًا ما يتعرضون للتجاهل أو السخرية، مما يزيد من شعورهم بالحرمان الاجتماعي ويضعف فرصهم في تحسين حياتهم أو الانتقال إلى مهن أخرى.

*أحلام جميلة*

رغم كل التحديات والصعوبات التي يواجهها ماسحو الأحذية، إلا أن لديهم أحلامًا مثل أي شخص آخر. بعضهم يأمل في تعليم أبنائه ليتمكنوا من الحصول على مستقبل أفضل، والبعض الآخر يتطلع فقط إلى تحسين ظروفه اليومية وتأمين احتياجاته الأساسية. هذه الأحلام البسيطة، رغم تواضعها، تعتبر بالنسبة لهم منتهى الطموح في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.

*كسب لقمة عيش بكرامة*

للتخفيف من معاناة ماسحي الأحذية في لحج، يحتاج المجتمع إلى أن يكون أكثر وعيًا بدورهم وقيمتهم كأفراد يسعون لكسب لقمة العيش بكرامة. يمكن للجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني أن تلعب دورًا في دعم هذه الفئة من خلال توفير برامج تدريبية لمساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة أو الانتقال إلى وظائف أخرى، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية والخدمات الأساسية لهم.

*صبرهم رمزاً للكفاح*

كما يمكن للمجتمع أن يكون أكثر دعمًا من خلال التقدير الإنساني لهؤلاء الأفراد، والنظر إليهم كجزء من النسيج الاجتماعي الذي يستحق الاحترام والدعم. إن رفع الوعي بأهمية العمل اليدوي وتقديم الدعم النفسي والمادي لهذه الفئة يمكن أن يكون خطوة أولى نحو تحسين حياتهم ومنحهم الفرصة للخروج من دائرة التهميش والفقر.

يبقى ماسحو الأحذية في حاضرة لحج هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، يعملون بجد وإصرار رغم التحديات القاسية التي يواجهونها. على الرغم من التهميش الذي يعانون منه، تبقى كرامتهم وصبرهم رمزًا للكفاح اليومي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى