اخبار السعودية : إسرائيل تُصعّد اجتياحها واسع النطاق لغزة.. مئات القتلى وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية شاملة

في تصعيد ميداني خطير، تطلق إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق لإعادة اجتياح قطاع غزة والسعي للسيطرة على مزيد من أراضيه، ويتزامن هذا التحشيد البري المكثف، الذي شمل تعزيزات كبيرة على طول حدود القطاع، مع حملة قصف جوي ومدفعي إسرائيلية غير مسبوقة في كثافتها وعنفها، حصدت أرواح المئات من الفلسطينيين وأصابت آخرين خلال الساعات الـ 72 الماضية، في واحدة من أشرس موجات القصف منذ أشهر، وتؤكد إسرائيل أن هدف هذه العملية هو تحقيق “سيطرة عملياتية” على أجزاء من القطاع، مما يشير إلى نيتها فرض واقع عسكري جديد على الأرض.
ووسط هذا العنف المتصاعد، وفي تناقض لافت، استأنفت إسرائيل وحركة حماس محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة بقطر اليوم (السبت)، ومع ذلك، فإن التطورات الميدانية تلقي بظلالها الثقيلة على هذه المفاوضات، حيث تصر إسرائيل على مواصلة عمليتها العسكرية على الرغم من استئناف الحوار، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول إمكانية إحراز تقدم حقيقي نحو التهدئة أو التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفقًا لـ”رويترز”.
ضربات مكثفة
وتؤكد السلطات الصحية الفلسطينية أن القصف الإسرائيلي المتواصل أودى بحياة ما لا يقل عن 146 شخصًا في اليوم الثالث فقط من الحملة الأخيرة، ليبلغ إجمالي الضحايا في هذه الموجة مئات الشهداء والجرحى، وتركز القصف بشكل كبير على بلدات في الأطراف الشمالية للقطاع، مثل بيت لاهيا ومخيم جباليا، حيث كانت القوات الإسرائيلية قد دعت السكان إلى المغادرة قبل ذلك، مما يشير إلى أن هذه المناطق قد تكون الهدف الرئيس للعملية البرية المرتقبة.
وتشير إسرائيل إلى أن تحركاتها العسكرية وحملة القصف المكثفة تهدف إلى استكمال أهدافها المعلنة في غزة منذ بداية الحرب، وهي القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس.
وضع إنساني
ويؤثر التصعيد العسكري الإسرائيلي بشكل مباشر على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، فقد أدت الحملة العسكرية المستمرة منذ 19 شهرًا إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية الحيوية للقطاع، بما في ذلك المستشفيات التي تعرضت للقصف مرارًا وتكرارًا، كما أن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم منذ بداية شهر مارس فاقم الأزمة، مما دفع خبراء الأمم المتحدة للتحذير من أن المجاعة أصبحت تلوح في الأفق.
ويعاني نظام الرعاية الصحية بشكل خاص، ويؤكد مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، مروان السلطان، أن المستشفيات تستقبل أعدادًا هائلة من المصابين في حالة حرجة من جراء القصف الأخير، ووصف الوضع داخل المستشفيات بأنه كارثي، مشيرًا إلى وصول العشرات من الشهداء والمصابين في ساعات قليلة، بينما لا يزال الكثيرون تحت الأنقاض.
تفاوض صعب
وعلى المسار الدبلوماسي، أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لقيادة حماس، أن المفاوضات في الدوحة تناقش جميع القضايا دون شروط مسبقة، لكن موقف الحركة لا يزال يرتكز على ضرورة إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من القطاع، وإبرام صفقة تبادل أسرى، وضمان دخول المساعدات.
في المقابل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن المفاوضات استؤنفت دون موافقة إسرائيل المسبقة على وقف إطلاق النار أو رفع الحصار، مما يعكس إصرار إسرائيل على الفصل بين المسارين العسكري والتفاوضي في الوقت الحالي، وإبقاء الضغط العسكري قائمًا.
تهجير قسري
ويعكس حجم الدمار والضحايا في غزة حجم الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 53 ألف شخص ونزوح جميع سكان القطاع تقريبًا من منازلهم، وفقًا للسلطات الصحية في غزة. وتأتي عملية “مركبات جدعون” والتحشيد لاجتياح جديد لتثير مخاوف جدية بشأن مستقبل السكان المدنيين.
وفي هذا السياق، برزت تقارير تشير إلى أفكار خطيرة حول مستقبل قطاع غزة وسكانه، فقد نقلت شبكة “إن بي سي نيوز”، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إدارة دونالد ترامب تعمل على خطة لإعادة توطين ما يصل إلى مليون فلسطيني من غزة بشكل دائم في ليبيا، وهذا النوع من الخطط، التي تنطوي على تهجير قسري، ترفضه جميع الفصائل السياسية الفلسطينية رفضًا قاطعًا، وتفاقم المخاوف بشأن النوايا الحقيقية وراء العمليات العسكرية الواسعة، وفي ظل هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي الواسع والخطط المعلنة للسيطرة على مزيد من الأراضي، هل يمكن اعتبار استئناف المحادثات في الدوحة مجرد غطاء دبلوماسي لعملية عسكرية حاسمة، أم أنها لا تزال تحمل بصيص أمل لوقف حمام الدم قبل أن يبتلع الاجتياح الإسرائيلي المزيد من غزة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.