حضور الرئيس الزبيدي قمة نيويورك تفتح نوافذ جديدة للقضية الجنوبية
تعتبر المشاركة في الفعاليات الدولية خصوصاً تلك التي تعقد تحت مظلة الأمم المتحدة فرصة للشعوب والأمم لإبراز قضاياها وطرح مشكلاتها ورؤيتها والمطالبة بحقوقها المشروعة في تقرير المصير كأحد أبرز المواثيق التي تأسست عليها المنظمة الأممية.
نجح الرئيس الزبيدي من خلال المشاركة في قمة نيويورك في التعريف بالمجلس الانتقالي الجنوبي وبقضية الجنوب على المستويين الإقليمي والدولي.
في الجانب السياسي أراد الزبيدي أن يثير موضوع العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وإعادة صياغتها لتشمل جميع الأطراف والقضايا بدلاً من التركيز على الحوثيين فقط.
نستعرض في هذا التقرير أهمية مشاركة الرئيس الزبيدي في أعمال الدورة ال79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة وهل ذهب إلى نيويورك ممثلاً للجنوب،كما نناقش قضية الجنوب ومخاطر تجاوزها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي،وكذلك خطورة استهداف الحوثيين للملاحة الدولية على الأمن الغذائي في اليمن والعالم.
*تمثيل الجنوب أم حكومة الشرعية*
يتساءل البعض عن مشاركة الرئيس الزبيدي في أعمال الدورة ال79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة وهل كان يمثل الجنوب أم حكومة الشرعية.
في واقع الأمر يمكن القول إنه ممثلاً للجهتين معاً حيث يسعى من خلال مشاركته إلى تحقيق التكامل المبني على شراكة حقيقية مع جميع الأطراف.
إن أبعاد مشاركة الرئيس الزبيدي تمتد إلى التأثير على التحركات السياسة في الداخل والخارج فعلى الصعيد الدولي ستسمح له منصة الأمم المتحدة بطرح القضية الجنوبية بشكل يبرز حجم المعاناة الإنسانية والسياسية التي يعاني منها شعب الجنوب،وكذلك توظيف علاقاته ووجوده في الاجتماع لصالحها وزيادة الوعي بظروفها التاريخية وضرورة حلها كضمان لأمن واستقرار اليمن والإقليم والعالم.
*فتح نوافذ جديدة للقضية الجنوبية في المحافل العالمية*
لعقود تعاني التجاهل والتهميش وسط تعتيم إعلامي وغياب كامل للمنظمات الحقوقية.
وبسبب غياب تسليط الأضواء على القضية الجنوبية عمل نظام الاحتلال اليمني على ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الشعب الجنوبي شملت هذه الانتهاكات جرائم القتل والتنكيل وتصفية القيادات الجنوبية والناشطين والمتظاهرين وإيداع آلاف المواطنين في سجون ومعتقلات تفتقد لأدنى مقومات الحياة بدون أي مسوغ قانوني.
كما شملت هذه الانتهاكات فصل الموظفين الجنوبيين واقصاءهم من وظائفهم،ونهب الممتلكات الخاصة والثروات الجنوبية وسط تعتيم إعلامي وغياب كامل للمنظمات الدولية والأمم المتحدة.
حول هذا الأمر تحدث الناشط السياسي والإعلامي وائل محمود بقوله “قبل سنوات كنا نفرح إن رأينا خبراً يغطي أحداث الجنوب في صحيفة أو حتى خبراً على الشريط الإخباري في أي قناة”
يضيف وائل اليوم أصبحت القضية الجنوبية تناقش على منبر الأمم المتحدة والقنوات والصحف تغطي أحداث الجنوب بصورة موسعة بفضل جهود الرئيس الزبيدي الذي عمل بذكاء وحنكة على فتح قنوات التواصل مع صناع القرار الدولي في العالم.
*فرض المجلس الانتقالي كطرف فاعل في العملية السياسية*
بذكاء كبير استغل الرئيس الزبيدي المشاركة في الفعاليات الدولية للتعريف بالمجلس الانتقالي،وطرح رؤية المجلس وتصوراته لحل الأزمة اليمنية.
أثار الرئيس الزبيدي من خلال منبر الأمم المتحدة ولقاءاته بقادة الدول والمسؤولين الدوليين ضرورة إعادة صياغة العملية السياسية في اليمن لتشمل جميع الأطراف والقضايا بدلاً عن التركيز على الحوثيين فقط.
يدرك العالم أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح اليوم قوة فاعلة تساهم في أمن واستقرار العالم من خلال الحرب التي يشنها الجيش الجنوبي على التنظيمات الإرهابية في بلد ظل لعقود يعاني ويلات الإرهاب،بسبب نظام الاحتلال الذي لعب بورقة الإرهاب لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية،من خلال استخدام فزاعة الإرهاب في ابتزاز المجتمع الدولي وطلب المال والسلاح بحجة عدم قدرة اليمن على تحمل تكاليف محاربة الإرهاب والتطرف.
*تنبيه المجتمع الدولي لمخاطر الإرهاب الحوثي*
في لقاءه مع مع وزير الخارجية البرازيلي تطرق الرئيس الزبيدي إلى الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن،ومآلات العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبيرغ في ظل استمرار التصعيد الحوثي واستهدافه للسفن التجارية في باب المندب وخليج عدن.
وأكد الرئيس الزُبيدي بهذا الخصوص، أن الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية ضد شعبنا وتصعيدها ضد الملاحة الدولية، أدّى إلى تعطيل كل الجهود والمبادرات الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، منوها إلى استحالة التوصل إلى سلام مستدام في ظل ذلك التصعيد غير المبرر والذي يستهدف شعبنا ومقدراته وأمنه الغذائي بدرجة اساسية.
ودعا الرئيس الزُبيدي البرازيل إلى لعب دور في الدفع بجهود إحلال السلام في بلادنا من خلال موقعها في منظمة البريكس ولما تتمتع به من علاقات جيدة مع الدول المؤثرة في القرار الدولي، مؤكدا في السياق الدعم الكامل للبرازيل لرئاسة مجموعة العشرين.
من جانبه، أكد وزير خارجية البرازيل استعداد حكومة بلاده للعب دور مساند للجهود التي تقودها الأمم المتحدة والرامية إلى إحلال السلام في بلادنا ودعم مسارات التنمية المستدامة للتخفيف من وطأة الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه بلادنا جراء الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام.
*المطالبة باستراتيجية شاملة لمواجهة مليشيا الحوثي*
في مقابلة أجراها مع صحيفة الجارديان البريطانية
أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية، التي تهدف إلى إنهاء تعطيل الحوثيين للملاحة التجارية في البحر الأحمر، لم تؤثر بشكل كبير على القدرات العسكرية للمليشيا.
ونوّه الرئيس القائد في مقابلة أجرتها معه صحيفة “الجارديان” البريطانية، في مدينة نيويورك على هامش حضوره الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تلك الضربات قد أدت إلى نتائج عكسية، حيث استغلت المليشيا هذه الهجمات لتحشيد الدعم الشعبي وتصوير الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كقوى معتدية.
وأضاف الرئيس الزُبيدي قائلاً: “التحالف العربي يشن ضربات جوية ضد منصات إطلاق الصواريخ التابعة للمليشيا منذ ثماني سنوات، ومع ذلك، تمكنت المليشيا من التكيف وإيجاد طرق لإخفاء قدراتها”.
وأكد الرئيس الزُبيدي أن المشكلة تكمن في غياب استراتيجية منسقة تشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي، حيث أن العمليات العسكرية الحالية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا فقط، دون تنسيق فعال مع الأطراف الإقليمية الأخرى.
ولفت الرئيس الزبيدي إلى أنّ السفن التي تصل إلى موانئ الحديدة والصليف تمر دون تفتيش وتحمل أسلحة متطورة، مما منح المليشيا الحوثية القدرة على استهداف إسرائيل، داعيا في السياق إلى تبني استراتيجية شاملة تضم مسارات سياسية، وعسكرية، واقتصادية، لاحتواء تلك المليشيا وإضعافها.
وفي الجانب السياسي، أكد الرئيس الزُبيدي أن المليشيا الحوثية، باتت ترى نفسها كدولة، ولا تعترف بالحكومة الشرعية في عدن، ولا تريد سوى الحوار مع الغرب فقط.
وتابع الرئيس القائد حديثه قائلاً: “الحوثيون نجحوا في غرس أيديولوجيتهم الطائفية في الجيل الجديد، مما يجعل من الصعب توقع حدوث ثورة داخلية ضدهم في المستقبل القريب”.
وأكمل الرئيس القائد قائلاً: “عملية السلام السابقة لم تعد قابلة للاستمرار، والنهج المعتمد في التعامل مع الحوثيين بحاجة إلى تغيير”.
وجدد الرئيس الزُبيدي في ختام حديثه التأكيد على ضرورة إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات وطنية مستقلة عن الدعم المقدم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن افتقار مجلس القيادة الرئاسي، إلى القواعد الإجرائية المناسبة، يؤكد حاجته إلى عملية إصلاح.
*لقاءات مع صناع القرار الدولي*
عقد الرئيس الزبيدي على هامش مشاركته في اجتماع الدورة ال79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة العديد من اللقاءات مع العديد من قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة وصناع القرار الدولي.
في لقاء مع السيد ستيفن هيكي مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية بحث الرئيس الزبيدي مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها بلادنا بفعل التصعيد الذي تمارسه مليشيات الحوثي وعبثها المتواصل في البر والبحر.
وفي لقاء مع وزير الخارجية الهندي بحث الزبيدي العلاقات التاريخية بين بلادنا وجمهورية الهند وسبل تنسيق المواقف لحماية المصالح المشتركة،وتأمين خطوط الملاحة الدولية في المحيط الهندي والبحر الأحمر وباب المندب من أعمال القرصنة والاعتداءات الحوثية التي تضر بمصالح التجارة العالمية.
*لقاءات أخرى*
التقى الزبيدي وفي إطار حرصه على بناء علاقات واسعة مع مختلف الدول الإقليمية والدولية بكلاً من وزير الخارجية البرازيلي ورئيس وزراء تيمور الشرقية والرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلال شرح الرئيس الزبيدي تعقيدات الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية التي تعتبر أساس المشكلة مبدياً حرص الجنوب على إقامة علاقات ودية مع مختلف دول العالم في إطار المصالح المتبادلة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.