مليط، 23 أغسطس 2025 ــ كشفت نتائج مسح أجرته هيئة الإغاثة الدولية عن ارتفاع أعداد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في مليط بولاية شمال دارفور إلى 34%.

ويوم الخميس، تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بقصف قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في مدينة مليط، ما أدى إلى تدمير ثلاث من أصل 17 شاحنة.

وقالت منظمة الإغاثة الدولية، في بيان السبت، إنها “أجرت مسحًا في مليط أظهرت نتائجه أن 34.2% من الأطفال في مليط يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يعني أن آلاف الأطفال دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة”.

وأفادت بأن المسح صنف 41.8% من الأطفال على أنهم ناقصو وزن، فيما بلغ معدل الإصابة بالأمراض 45.1%، مما يشير إلى أن قرابة نصف الأطفال الذين شملهم المسح كانوا مرضى خلال الأسبوعين السابقين.

وتدعم منظمة الإغاثة العالمية ثمانية مرافق صحية في محلية مليط تُقدَّم خلالها خدمات الصحة والتغذية والصرف الصحي، فيما تدير 37 مرفقًا صحيًا في السودان.

وأشارت المنظمة إلى أن المسح الذي أُجري الشهر المنصرم يكشف أن أزمة سوء التغذية تتفاقم بوتيرة مثيرة للقلق، حيث ارتفع معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في مليط من 27.9% إلى 34.2% خلال عام واحد فقط.

وعلّقت المستشارة الفنية للصحة والتغذية في المنظمة، إديث موترري، على نتائج البحث، قائلة: “هذه أسوأ نسبة لسوء التغذية رأيتها على الإطلاق”.

وأوضحت أن المجتمعات في جميع أنحاء السودان تعاني من مستويات سوء تغذية تجاوزت مرحلة الخطر، حيث إن معدلات سوء التغذية الحاد التي تتجاوز 15% تشير إلى حالة طوارئ غذائية “فما بالنا بنسبة تفوق 30%”.

وأضافت: “دون اتخاذ إجراءات عاجلة، سنشهد جيلًا كاملًا من الأطفال السودانيين يواجهون الموت المبكر أو تبعات صحية طويلة الأمد مثل التقزم، وضعف القدرات الإدراكية، ونقص المناعة. إنه أمر مفجع لأن سوء التغذية يمكن علاجه، لكننا ببساطة لا نملك إمدادات كافية”.

بدوره، قال ممثل المنظمة في السودان، كاشف شفيق، إنه “من المدمر أن يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد في مناطق بالسودان”.

وأوضح أن فرق منظمة الإغاثة الدولية تعمل على تقديم المساعدات المنقذة للحياة، رغم الحاجة إلى استجابة طارئة تتناسب مع حجم الأزمة الضخم دون تأخير.

ودعا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتوفير التمويل، حيث تحتاج المنظمات الإنسانية إلى إمدادات غذائية إضافية، كما شدد على ضرورة سماح الأطراف المتحاربة بوصول الإغاثة دون عوائق إلى المجتمعات المتضررة.

ونشرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف”، في 12 يوليو الماضي، بيانات تُظهر ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم إلى 46% في دارفور.

وقالت إن نتائج المسوحات التي أُجريت في أبريل ومايو 2025 في دارفور تشير إلى أن نسبة سوء التغذية الحاد في تسع من أصل 13 محلية بدارفور تجاوزت المستويات الحرجة التي حددتها منظمة الصحة العالمية.