مغامرة مخيفة.. 4 أشياء تدفع الاتحاد لرفض طلب كريم بنزيما

في خطوة قد تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية السعودية، كشفت تقارير صحفية أن النجم الفرنسي كريم بنزيما، قائد نادي الاتحاد، تقدم بطلب لإدارة ناديه للتعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، نجم مانشستر يونايتد وزميله السابق في ريال مدريد. 

ويأتي هذا الطلب في وقت كانت فيه الأنباء لسنوات تربط كاسيميرو بالانتقال إلى الغريم التقليدي، نادي النصر، للانضمام مجدداً إلى كريستيانو رونالدو.

هذه الرغبة المفاجئة من بنزيما تبدو وكأنها رد فعل مباشر على المنافسة المحتدمة مع النصر والخسارة الأخيرة في نصف نهائي السوبر، لكنها قد تكون مغامرة غير محسوبة قد تكلف “العميد” غالياً.

انتقام أعمى قد يفاقم أزمات الفريق

يبدو أن دافع الانتقام والمنافسة الشخصية مع رونالدو يطغى على رؤية بنزيما الفنية، فبعد خسارة الاتحاد الأخيرة أمام النصر في كأس السوبر، قد يرى بنزيما في خطف صفقة طالما ارتبطت برونالدو انتصاراً خارج الملعب. 

لكن هذا الانتصار المعنوي قد يتحول إلى هزيمة فنية على المدى الطويل، فهل من المنطقي أن يبني نادٍ بحجم الاتحاد استراتيجيته في سوق الانتقالات بناءً على رغبات نجمه في التفوق على خصمه المباشر، خاصة إذا كان هذا يتعارض مع احتياجات الفريق الفعلية؟

وهنا تبرز 4 أسباب رئيسية يجب أن تدفع إدارة الاتحاد للتفكير ملياً قبل الموافقة على طلب بنزيما.

1. شيخوخة خط الوسط

المشكلة الأبرز في خط وسط الاتحاد حالياً هي ارتفاع معدل أعمار لاعبيه الأساسيين، فمع وجود الفرنسي نغولو كانتي الذي شارف على عامه الخامس والثلاثين، والبرازيلي فابينيو الذي سيدخل عامه الثاني والثلاثين، فإن إضافة كاسيميرو البالغ من العمر 33 عاماً ستكون بمثابة صب الزيت على النار.

سيمتلك الاتحاد خط وسط بخبرة هائلة، ولكنه أيضاً سيكون بطيئاً ومعرضاً للإصابات وغير قادر على مجاراة نسق المباريات العالي على مدار موسم طويل ومليء بالتحديات.

أخبار ذات علاقة

الاتحاد السعودي يحسم مصير لوران بلان.. ورد فعل مفاجئ من بنزيما

2. كاسيميرو ليس لاعب الأمس

لا يختلف اثنان على أن كاسيميرو كان أحد أفضل لاعبي الارتكاز في العالم، إن لم يكن أفضلهم، خلال فترة وجوده مع ريال مدريد.

لكن هذا كان قبل أربع أو خمس سنوات، اليوم، مستوى اللاعب البرازيلي مع مانشستر يونايتد شهد تراجعاً ملحوظاً، وبات يعاني في مواجهة سرعة وقوة الدوري الإنجليزي الممتاز. 

التعاقد معه الآن يعني أن الاتحاد يراهن على استعادة لاعب لمستواه القديم بأثر رجعي، وهو رهان محفوف بالمخاطر، خاصة في مركز حيوي يعتمد على القوة البدنية والقدرة على التحمل.

3. منطق “الكيد” لا يبني الفرق

إن فكرة التعاقد مع لاعب لمجرد أن الخصم المباشر كان يريده هي فكرة هدامة لأي مشروع رياضي ناجح، يجب أن تتم التعاقدات بناءً على دراسة فنية دقيقة لحاجة الفريق وملاءمة اللاعب لأسلوب لعب المدرب وانسجامه مع المجموعة.

السعي خلف كاسيميرو فقط لأنه كان هدفاً للنصر ورونالدو هو منطق “كيد” قد يرضي غرور المشجعين للحظات، لكنه يقوض أسس بناء فريق قوي ومستدام.

4. التكلفة المالية الباهظة

بالإضافة إلى ما سبق، فإن صفقة كاسيميرو ستكون مكلفة للغاية من حيث رسوم الانتقال وراتب اللاعب المرتفع. إن استثمار هذا المبلغ الضخم في لاعب متقدم في السن وبمستوى متراجع يمثل مجازفة مالية كبيرة، في حين يمكن توجيه هذه الأموال للتعاقد مع لاعب وسط شاب وموهوب يمكنه أن يخدم الفريق لسنوات قادمة ويشكل حلاً جذرياً لمشكلة ارتفاع معدل الأعمار.

ختامًا، وعلى الرغم من العلاقة القوية التي تربط بنزيما بكاسيميرو والتاريخ الحافل الذي صنعاه معاً، يجب على إدارة الاتحاد أن تنظر إلى الصورة الأكبر.

إن طلب بنزيما، وإن كان نابعاً من رغبة في تعزيز صفوف الفريق، إلا أنه يبدو مدفوعاً بعاطفة الانتقام أكثر من المنطق الفني، والاستجابة له قد تكون مغامرة مخيفة وغير محسوبة العواقب.