اخبار سوريا : نساء يعملن في التسويق الإلكتروني: من الهاتف الذكي إلى مصدر رزق

×
في ظل التحديات الاقتصادية التي تعيشها سوريا، تحوّل الهاتف الذكي لدى العديد من النساء من أداة للتسلية والتواصل الاجتماعي إلى وسيلة عملية لكسب الرزق. لم تعد منصات التواصل مقتصرة على مشاركة الصور والمناسبات، بل أصبحت فضاءً تجارياً نشطاً، أتاح لنساء كثيرات الدخول إلى سوق العمل من داخل منازلهن، وتحقيق استقلال مادي لم يكن متاحاً سابقاً.
عبر “فيسبوك”، “إنستغرام”، و“واتساب”، أطلقت نساء مشاريعهن الخاصة دون الحاجة لرأسمال كبير أو محلات تجارية. اكتفين بهاتف ذكي، حسابات نشطة، ومعرفة بسيطة بأساسيات التسويق الرقمي. بعضهن تخصصن في بيع مستحضرات التجميل، وأخريات في الألبسة النسائية أو الإكسسوارات، ونجحن في جذب زبائن من داخل الحي والمدينة، وحتى من خارج الحدود.
أسباب اختيار هذا المسار
القصص التي رُصدت خلال العمل على هذا الموضوع، تكشف دوافع متنوعة دفعت النساء لهذا النوع من العمل. بعضهن لم يمتلكن شهادات جامعية تؤهلهن لوظائف رسمية مع الدولة أو المنظمات المحلية والدولية، وأخريات ينحدرن من بيئات محافظة لا تشجع عمل المرأة خارج المنزل، بالإضافة لكون البعض منهن لا يستطعن ترك الأبناء والابتعاد لساعات عنهم.
فقدم التسويق الإلكتروني لتلك النسوة حلاً عملياً، يجمع بين الإنتاجية والبقاء بالقرب من الأسرة والأولاد، ويستطعن في الوقت ذاته القيام بواجبات المنزل، لا سيما في ظل غياب الحضانات المناسبة، وارتفاع تكاليف النقل، وصعوبة التنقل في بعض المناطق.
هذا العمل وفر أيضاً مرونة كبيرة في ساعات الدوام، وأتاح للنساء تنظيم وقتهن بما يتناسب مع مسؤولياتهن العائلية. وبالنسبة للبعض، شكّل فرصة لتعويض دخل مفقود بعد فقدان الزوج أو أحد المعيلين، أو لدعم الأسرة وسط ظروف معيشية متقلبة.
تحديات قانونية وتقنية واجتماعية
ورغم ما يتيحه التسويق الرقمي من فرص، إلا أن هذا المجال لا يخلو من التحديات. فالضعف في البنية التحتية الرقمية، والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، يعرقلان التواصل مع الزبائن ويؤثران على استمرارية العمل. إلى جانب إمكانية تداخل الواجبات الأسرية مع مهام العمل.
إضافة إلى ذلك، تعاني كثير من النساء من محدودية المهارات الرقمية، ما يجعلهن عرضة للاستغلال من قِبل موردين أو وسطاء يفرضون شروطاً مجحفة. كما يشكّل غياب الدعم الفني والاستشاري عقبة أمام تطوير المشاريع وتحويلها إلى نماذج أكثر احترافية واستدامة.
فرص واعدة بحاجة لدعم
يرى خبراء في الاقتصاد الرقمي أن التسويق الإلكتروني يمثل فرصة حقيقية لتفعيل دور النساء في الحياة الاقتصادية، خصوصاً في البيئات التي يصعب فيها الوصول إلى سوق العمل التقليدي. ومع تقديم برامج تدريب رقمية، ودعم قانوني واضح، وتحسين خدمات الإنترنت، يمكن لهذا القطاع أن يتحول إلى مصدر دخل ثابت، وآلية فاعلة لدعم الأسر المتأثرة بالحرب والنزوح.
ومع تنامي استخدام التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية، يظل هذا النوع من العمل خياراً واقعياً للنساء الراغبات في تحقيق استقلال مادي، بشرط أن ترافقه حماية قانونية، وتدريب مستمر، ودعم مجتمعي يعترف بدور النساء كفاعل اقتصادي حقيقي.
عمل النساء
العاملات
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.