محمد داود.. نازح حلم بالعودة إلى منزله فاستقبله لغم حوثي وبتر قدميه

محمد داود.. نازح حلم بالعودة إلى منزله فاستقبله لغم حوثي وبتر قدميه

لم يكن محمد داود زهير، المقاول في الخمسينيات من العمر، يعلم أن ألغام مليشيا الحوثي تتربص به قريبًا من عتبة منزله، في قرية “الشعب”- شمال غرب مديرية حيس- جنوب الحديدة، وأنها ستحول شوقه لزيارتها إلى لعنة تحرمه من قدميه، وتحوله من معيل لأسرته الكبيرة إلى جسد منهك تلاحقه الذاكرة والألم.

محمد، وهو المعيل الوحيد لأسرة تضم 15 فردًا إضافة إلى والديه، كان- في العام 2021- على بُعد خطوات من منزله المدمّر، الذي قِدم على متن دراجته النارية لتفُقّده بعد تحرير المنطقة من مليشيا الحوثي، غير أن فرحته تحولت إلى مأساة غيَّرت مجرى حياته، حين انفجر به لغم حوثي وسرق قدميه وأحلامه.

يقول محمد إنه عاش سنوات طويلة من الكفاح لتأمين لقمة العيش لأسرته، قبل أن يُجبر على النزوح إلى مدينة الخوخة في أواخر 2017، بعد أن تمركزت مليشيا الحوثي في قريته وحولتها إلى ثكنة عسكرية.. عاش متنقلًا في مواقع النزوح، حاملًا حنينه الدائم إلى أرضه وأهله.

بعد الحادث، دخل محمد في رحلة جديدة من المعاناة اليومية. لم يعد قادرًا على العمل، واضطر أبناؤه الصغار لتحمل أعباء الإعالة في عمر مبكر، يراقبهم اليوم وهم يحاولون جاهدين تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، بينما يبقى حلمه المتواضع أن يمتلكوا منشارًا لتقطيع الأحجار في إطار عملهم البسيط، عله يخفف عنهم عبء الفقر ويوفر لهم دخلًا ثابتًا.

ما عاشه ويعيشه محمد ليس استثناء؛ فوفق تقارير حقوقية، خلفت الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية على نطاق واسع آلاف الضحايا من المدنيين، وأعاقت عودة النازحين إلى قراهم، وتركت وراءها مآسي مستمرة وأراضي تحولت إلى حقول موت تهدد الأجيال القادمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى