الحمير وسيلة نقل أساسية في هذه المحافظة اليمنية


تمتاز الكثير من مديريات محافظة حجّة بطبيعتها الجبلية الوعرة والمتشابكة، ولكن تلك الميزة نفسها، تعد مشكلة بحد ذاتها، يعاني منها أبناء تلك المناطق، حيث إنّ المرور والتنقل فيها يكون أصعب منه في البيئات المنبسطة بالنظر إلى تدهور وضعية الطرق ووعورتها.

عقبة “علكمة” إحدى الطرق المهمة والاستراتيجية، في حَجّة، تصل هذه العقبة بين العديد من مديريات المحافظة، فهي مزيج ما بين سهليّ وجبليّ، إذ تصل هذه العقبة بشكل مباشر بين مديرية أَسْلَم التهامية، ومديرية المفتاح الجبلية في حجة، في حين تكتسب أهمية كبيرة، حيث تمر عبرها يوميًّا نحو 170-200 شاحنة ومركبة.

يعاني هذا الطريق الاستراتيجي من الإهمال الشديد في ظل ما تسبّبت به الأمطار في تخريبه وتدميره كغيره من طرق محافظة حجة، إلى جانب الأضرار التي يسبّبها تساقط الأتربة والصخور، كونها في منطقة جبلية وعرة، لتصبح في أغلب الأحيان غير صالحة تمامًا للعبور.

محمد عيشان، أحد سكان مديرية المفتاح، يوضح لـ”خيوط”، أنّ تلك العقبة مهمة للغاية، بالنسبة لسكان وأهالي المنطقة، لأنهم يضطرون للتنقل عبر طرق أخرى بعيدة، كطريق منطقة المحابشة، حيث تصبح المسافة طويلة جدًّا، ومنهِكة ومكلفة.

يؤكّد سكان هذه المنطقة أهمية هذه العقبة التي تصل بين عديدٍ من المديريات والمناطق في محافظتي الشمال الغربي من اليمن؛ حجة والحديدة، مثل: “عبس” و”حرَض”، “ميدي” و”حيران”، و”المحرق” و”أسلم”، إضافة إلى مناطق “المفتاح” و”كحلان الشرف”، و”المغربة” و”الجميمة”.

يعاني سكان مناطق أخرى كالجميمة (شرق حجة)، من مشكلة الطرقات الوعرة، حيث يقاسون صعوبة التنقل ورداءة طريق (بين الضُّب)، التي تصل بين عزل ذات طبيعة جبلية وعرة، وهي الطريق الوحيدة التي لا خيار أمام السكان سوى التنقل عبرها للوصول إلى مناطق أخرى داخل مدينة حجة أو إلى محافظات خارجها، أو الاستعانة غالبًا بالحمير في التنقل.
في هذا الخصوص، يشير عامر الشرفي، مهندس طرقات، إلى أنّ رصف هذا الطريق بالأسفلت أمرٌ بالغ الأهمية، بالنظر إلى كونه قد يربط بين ثلاث محافظات؛ الحديدة، وصنعاء، وكذا حجة، وذلك عبر مرور المسافرين من محافظة الحديدة من منطقة عبس إلى محافظة عمران (شمالًا) ومن ثم صنعاء، وبهذا سيصبح هذا الطريق الاستراتيجي -وفق حديثه- شريانًا حيويًّا بالنظر إلى الأثر البالغ الذي سيُحدثه في عملية التنقل بمحافظة حجة التي تعاني مناطقها الجبلية من تباعد وتشتت واسع بسبب وعورة الطرق وشحة الخدمات العامة، وكذا إنعاش التجارة، وتنمية هذه المناطق المحلية، وتخفيف معاناة المواطنين في التنقل، إضافة إلى أهميته الاستراتيجية في ربط ثلاث محافظات ببعضها.

المرضى الأكثر تضررًا

لم تُجدِ نفعًا مطالبات أهالي هذه المناطق، كما يقول المواطن عيشان، حيث طالب الأهالي وسكان هذه المناطق مرارًا وتكرارًا الجهات الرسمية بالاهتمام ليس بهذا الطريق الحيوي والاستراتيجي فحسب، بل وبكل الطرق في حجة؛ لِمَا لها من أثر بالغ في تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل تنقلاتهم.

في السياق ذاته، هناك طريق “عقبة الشاورية” في عزلة (منطقة) الجبل الشرقي -التي تصل بين العديد من المديريات- الواقعة جنوب محافظة حجة، حيث يجد المواطنون صعوبة بالغة في التنقل عبرها للوصول إلى مدينة حجة أو إلى صنعاء وغيرها من المحافظات، لوعورتها وتهالكها وعدم الاهتمام بها.

يؤكد محمد عبدالناصر، من سكان منطقة الجبل الشرقي في حجة لـ”خيوط”، أنّ هذا الطريق ساهم في تفاقم معاناتهم بشكل كبير، مضيفًا: “نقضي وقتًا طويلًا حتى نصل إلى وجهتنا بسبب وعورة الطريق التي نسلكها، إذ نضطر إلى عبور طرق بديلة صعبة للغاية تتطلب جهدًا ووقتًا وتكاليف باهظة”.

يلفت عبدالناصر إلى أنّ المعاناة الحقيقية تتمثل في إسعاف المرضى إلى مدينة حجة أو إلى صنعاء؛ بسبب وضعية بعض المرضى الطارئة، والتي تتطلب سفرهم إلى العاصمة صنعاء، في حين -كما يتحدث مواطن آخر؛ علي أحمد- “هناك بعض المرضى يموتون في الطريق بسبب وعورتها وبُعد المسافة قبل الوصول إلى وجهتهم للحصول على الرعاية الطبية”.

مناطق منعزلة

كما يعاني سكان مناطق أخرى كالجميمة (شرق حجة)، من مشكلة الطرقات الوعرة، حيث يقاسون صعوبة التنقل ورداءة طريق (بين الضُّب)، التي تصل بين عزل ذات طبيعة جبلية وعرة، وهي الطريق الوحيدة التي لا خيار أمام السكان سوى التنقل عبرها للوصول إلى مناطق أخرى داخل مدينة حجة أو إلى محافظات خارجها، أو الاستعانة غالبًا بالحمير في التنقل.

يقول جميل المجش، من سكان “الجميمة”، لـ”خيوط”: “نعيش في منطقة شبه منعزلة عن المناطق المجاورة لنا بسبب وقوعها أعلى جبل مرتفع وشاهق، إذ يجدون مشقة كبيرة في التنقل والسفر وعدم قدرة السيارات على استخدام الطرق المتاحة للوصول إلى هذه المنطقة، حيث يلجأ السكان إلى استخدام الحمير لنقل بضائعهم واحتياجاتهم الإنسانية والسلعية الضرورية”.

يواصل المجش: “أكثر ما يؤلمنا في هذا الموضوع، هو صعوبة إسعاف ونقل المرضى حتى إلى أقرب مركز طبي متاح، حتى انفقد الأمل في وصول المرضى إلى المستشفيات قبل وفاتهم، خاصة مع انعدام وضعف الخدمات الصحية في المناطق المجاورة، إذ يفقد بعضهم حياته وسط الطريق قبل الوصول إلى وجهته”، داعيًا الجهات الرسمية والسلطة المحلية بالمحافظة إلى الاهتمام بهذا الطريق لتخفيف معاناتهم في هذه المنطقة؛ لأنها تمثّل شريانًا مهمًّا لاستمرار الحياة، حتى تسهل للناس سبل المعيشة.

كما يشكو سكان مديرية “كعيدنة”، من وعورة طريق عقبة الحنجرة، التي تصل بين العديد من المناطق في المديرية، بينما يشكو سكان مديرية “وشحة” من مشكلة الطرق وصعوبة التنقل، إذ يبدون استياءهم الكبير من عدم الاهتمام بالطريق الواصلة بين مناطق “وشحة” المتعددة، وبين مناطق المديريات الأخرى وبين مدينة حجة. منطقة الهيجة بالمديرية.

أبو ياسين الدولي، من أهالي منطقة “وشحة”، يقول لـ”خيوط”: “إنّ هذه الطريق بالتحديد تحتاج إلى الكثير من الصيانة والاهتمام، بالنظر إلى الإهمال والتدهور الكبير الذي تعرضت له، حيث تبقى في موسم الأمطار مقطوعة لأيام لا يستطيع المواطنون التنقل إلى وجهاتهم وقضاء احتياجاتهم، الأمر الذي يضطر الكثير إلى الاستعانة بالحمير للتنقل”.

وتظل الطرق الوعرة والشاقة من أبرز المشاكل التي يعاني منها سكان محافظة حجة، حيث تسبّب ذلك في تفاقم معاناة السكان بشكل كبير، وهو ما يتطلب من الجهات المعنية والسلطة المحلية التركيز على هذا الجانب من الخدمات العامة، لِمَا لذلك من أثر واضح، قد ينعكس على حياة المواطنين، وتنمية مناطق المحافظة النائية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى